التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اليوم، بنظيره الروسي في إطار مباحثات غير ودية وسط استمرار التوترات بشأن أوكرانيا، ومطالب أمريكية بإجراء تحقيقات كاملة في مقتل معارض بارز في موسكو. واستغرقت المباحثات بين كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، نحو 80 دقيقة في أحد فنادق جنيف، وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية التي لم تكشف عن أي تفاصيل تتعلق بالمباحثات. وقال كيري، في تغريدة على موقع "تويتر"، إن الحديث تناول أوكرانيا وسوريا والمفاوضات الجارية مع إيران بشأن برنامجها النووي. ولكن على خلاف مقابلاتهما الودية أمام الكاميرات، لم يبتسم أي من المسؤولين، كما لم يتحدث بشكل واضح أثناء المصافحة في مستهل المباحثات التي جرت بعد أقل من أسبوع من تصريحات لكيري أمام الكونجرس بأن المسؤولين الروسي كذبوا بشأن دور موسكو في أوكرانيا. واستنكرت وزارة الخارجية الروسية، تلك التصريحات، غير أن مسؤولين أمريكيين أشاروا إلى أن كيري لم يتهم لافروف تحديدًا بالكذب عليه، وإنما كان يقصد التصريحات العامة والتقارير الإعلامية، رغم أن لافروف هو المسؤول الروسي الوحيد الذي يعرف أنه التقى بكيري وجها لوجه خلال الأشهر الأخيرة. والتقى المسؤولان في فبراير الماضي على هامش مؤتمر دولي عن الأمن عقد في ميونخ قبل وقت قصير من التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، حيث تتبادل أكرانيا والمتمردين الذين تدعمهم روسيا الاتهامات بشأن خرق الهدنة. ويأتي اللقاء، تزامنا مع اعتزام الولاياتالمتحدة وحلفائها في أوروبا فرض عقوبات إضافية على روسيا على خلفية أحداث أوكرانيا. وقال كيري، في شهادته أمام الكونجرس الأسبوع الماضي، إنه تم الإعداد بالفعل لفرض عقوبات جديدة وأشار إلى إمكانية تنفيذ ذلك في وقت قريب. ومع ذلك، قال مسؤولون أمريكيون إنهم قبل فرض عقوبات، سينتظرون ليروا ما إذا كان طرفا الصراع سيمتثلان لاتفاق وقف إطلاق النار لإنهاء العنف في شرقي أوكرانيا أم لا. وبينما اجتمع المسؤولان، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم، إن أكثر من ستة آلاف شخص قتلوا في شرقي أوكرانيا منذ بدء الصراع قبل نحو عام، ما أدى إلى تدمير قاس لحياة المدنيين والبنى التحتية. وفي تقرير يغطي الفترة من ديسمبر حتى فبراير الماضيين قال المكتب ومقره جنيف، إن المئات من المدنيين والعسكريين قتلوا في الأسابيع الأخيرة وحدها إثر القتال الذي اندلع بالقرب من مطار دونيتسك ومنطقة دبالتسيف. وسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا الشهر الماضي على بلدة دبالتسيف وهي مركز سكك حديدية استراتيجي. وفيما تنفي روسيا مشاركة قواتها في القتال في أوكرانيا، قالت الأممالمتحدة إن تقارير موثوقة تشير إلى استمرار تدفق الأسلحة الثقيلة والمقاتلين الأجانب من روسيا إلى الانفصاليين. ومن المقرر، أن يلقي كل من كيري ولافروف اليوم كلمتين منفصلتين أمام مجلس حقوق الإنسان. ويأتي اجتماع كيري ولافروف أيضًا بعد اغتيال القيادي الروسي المعارض بوريس نيمتسوف بالقرب من الكرملين الجمعة الماضي، ودعا كيري ومسؤولون أمريكيون وغربيون روسيا إلى إجراء تحقيق سريع وشامل وشفاف وذي مصداقية في الحادث. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه سيتولى شخصيا لجنة التحقيق، ولم يوضح المسؤولون الأمريكيون المسافرون مع كيري تصوراتهم حيال خطوة بوتين، ورفضوا التعليق لحين اكتمال التحقيق.