يعقد وزير الدفاع الأمريكي الجديد آشتون كارتر، اجتماعا غير عادي في الكويت يضم عسكريين ودبلوماسيين وخبراء في مجال المخابرات لبحث إستراتيجية إدارة أوباما لمواجهة العنف وتمدد نفوذ تنظيم "داعش". استدعى كارتر عددا من كبار الجنرالات الأمريكيين، بينهم لويد أوستن، قائد القيادة الوسطى بالجيش الأمريكي، ومبعوثان رئاسيان، هما جون ألين وبريت مكغورك، وسفراء واشنطن في الأردن والمملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى. يبدأ الاجتماع المغلق الاثنين في معسكر عريفجان، وهو قاعدة عسكرية مترامية الأطراف يدير من خلالها الجنرال جيمس تيري الحملة العسكرية ضد تنظيم "داعش". وقال مساعدو كارتر إنه لن يبحث عن بدائل للإستراتيجية الحالية، لكنه يريد معرفة كثير من التفاصيل بشأنها. وفي تصريحات للقوات في المعسكر قبل بدء المؤتمر، قال كارتر إن النجاح الرئيسي في مواجهة الدولة الإسلامية يكمن في ضمان أن يكون بمقدور البلاد التي يهددها التنظيم الحفاظ على المكاسب التي حققتها الحملة العسكرية التي قادتها الولاياتالمتحدة. وأضاف كارتر "سنلحق بهم هزيمة دائمة من دون شك. ينبغي أن تكون دائمة". ومن بين المشاركين الرئيسيين الآخرين الجنرال جوزيف فوتيل، قائد العمليات الأمريكية الخاصة واللفتنانت جنرال مايكل ناغاتا، رئيس البرنامج الأمريكي لتدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة والقائد الأعلى للقوات الأمريكية في أوروبا وأفريقيا. ومن المتوقع أن يحضر نحو 30 مشاركا. ويعقد الاجتماع على خلفية انتقاد شديد من قبل الجمهوريين لاستراتيجية أوباما لمكافحة التطرف الإسلامي واستعداد كارتر للإدلاء بشهادته أمام الكونجرس في مطلع مارس. كما يتزامن مع طلب الإدارة من الكونغرس تفويضا جديدا لاستخدام القوة العسكرية ضد "داعش"، ويأتي في أعقاب القمة التي عقدها البيت الأبيض الأسبوع الماضي بشأن التطرف العنيف. وقال مسؤول بارز في وزارة الدفاع أمس الأحد إن كارتر يعقد اجتماع الكويت ليس من أجل البحث عن بدائل لإستراتيجية أوباما الحالية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وإنما لفهم الإستراتيجية بشكل أعمق. وتولى كارتر منصبه كوزير للدفاع يوم الثلاثاء، وقال المسؤول، الذي تحدث للصحفيين بشأن منطق كارتر بشرط عدم الإفصاح عن هويته عند الإشارة إلى مداولات داخلية، إنه يرغب في "دراسة" الإستراتيجية. ومن أجل الوصول إلى تلك الغاية، قام بدعوة عدد من كبار المسؤولين وطلب منهم التخلي عن "نقاط الحديث" العادية. وقال المسؤول إنه يرغب في تحرير المناقشات حول الأسس الفكرية للإستراتيجية وتحديث متعمق لنقاط القوة والضعف. ورغم أن الكويت جارة للعراق، فإن كارتر قرر عدم زيارة بغداد في هذه الرحلة، وهي الأولى منذ توليه منصبه. وقال للصحفيين إنه بحاجة إلى إحكام وقته بعيدا عن واشطن في هذه المرحلة المبكرة من ولايته وإنه يعتزم زيارة العراق في وقت ما في المستقبل. وكان سلفه تشاك هيغل قد قام بزيارة قصيرة إلى بغداد في ديسمبر. وقال كارتر للصحفيين يوم الأحد، خلال زيارته لقندهار بأفغانستان، إنه يعتقد أن الولاياتالمتحدة يتعين عليها إعادة التفكير في نهجها المتبع في مكافحة الإرهاب، جزئيا في ضوء ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وأضاف: "إن سبب إعادة التفكير في مهمة "مكافحة الإرهاب" هنا في أفغانستان هو أهم ما يتصل بإعادة النظر في ظاهرة تنظيم داعش في العراق وسوريا" وفي التغيرات التي طرأت على الإرهاب بشكل عام. وهو ما يختلف كثيرا عن السنوات الأولى لقدومنا إلى أفغانستان.. بسبب هجوم القاعدة على بلادنا". وأضاف: "لقد تغيرت طرق وأساليب الإرهاب بمرور الوقت ومن المنطقي أن نضع في الحسبان أن ذلك يمكن اتباعه هنا، ولا يمكن اتباع ذلك هنا فقط في أفغانستان". ولم يتطرق إلى تفاصيل حول كيفية ابتاع الولاياتالمتحدة لإستراتيجيتها لمكافحة الإرهاب.