رأت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، أن التفشي السريع لأعمال العنف لتنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا، يضع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحت ضغوط متزايدة لصالح إعلان القاهرة بأنها شريك عربي مسلم جديد مستعد لاتخاذ موقف عسكري ضد المتطرفين. وحول قصف القوات الجوية المصرية لأحد مواقع "داعش" في ليبيا، عقب جريمته البشعة ضد مواطنين مصريين، قالت الصحيفة الأمريكية، إنها رغم أن بعض مسؤولي البيت الأبيض والخارجية الأمريكية حاولوا تجنب الحديث عن تلك الواقعة، إلا أن هناك دلائل على أن بعض المسؤولين رفيعي المستوى بدأوا في اعتبار القاهرة أفضل حليف إقليمي وسط تزايد انتشار "داعش" في شمال إفريقيا. ونقلت صحيفة "واشنطن تايمز"، ما قاله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الخميس الماضي: "تعد مصر شريكًا حاسمًا في جهود مكافحة (داعش)" وذلك عقب لقائه وزير الخارجية سامح شكري وممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فريدريكا موجريني- اللاعبة الرئيسية الأخرى في جهود الإدارة الأمريكية لإنشاء تحالف "سني" عربي ضد "داعش"، حتى و إن كان مسؤولون آخرون بالإدارة الأمريكية أشاروا إلى أنّ مصر لم يبلغ واشنطن بتحركاتها قبل شنّ الغارات الجوية شرق ليبيا يوم الإثنين الماضي. واهتمت الصحيفة كذلك بما صرّح به الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأن بلاده ستشن غارات جوية مستقبلية إذا شعرت بالتهديد من قبل صعود "داعش" في ليبيا، ودعوته الأممالمتحدة إلى تبني قرار ينص على توجيه قوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة التي تقاتل "داعش" في سوريا والعراق بضرب المتطرفين أيضًا في ليبيا. في الوقت نفسه فقد نقلت الصحيفة الأمريكية عن محللين سياسيين قولهم إن التطورات الحالية من تزايد التهديد الإرهابي في المنطقة إنما تضغط على إدارة أوباما للاستفادة من القاهرة كشريك رائد في مكافحة انتشار تنظيم "داعشط؛ حيث قال ديفيد شينكر، خبير في السياسة العربية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "إن على واشنطن أن تدرك أن من مصلحتها أن ترى مصر مستقرة وأنه ليس لديها في المنطقة سوى عدد قليل من الأصدقاء والحلفاء في الحرب ضد "داعش". وتابع "شينكر" قائلًا: "مصر شريك حاسم من بين شركائنا، وينبغي علينا مساعدتها، ويجب أن نكون سعداء من مثل هذه الضربة الجوية على مواقع (داعش) في ليبيا، فكيف لنا أن نصفق لضربات جوية ضد أهداف (داعش) داخل سوريا ونرسل رسالة للرئيس المصري بعدم القيام بأي شيء؟ أعتقد أنه على إدارة أوباما أن تقتنص الفرصة وتعمل مع حلفائها ومساعدة المصريين في تشكيل سياستهم لمكافحة الإرهاب حتى تصبح أكثر فعالية وتقل أضرارها الجانبية".