دعا الكاتب والمفكر الأمريكى، نعوم تشومسكى، الدول العربية لاستغلال المكاسب التى حققتها دول الربيع العربى فى التحول نحو الديمقراطية، والحصول على حرية شعوبها، قائلا «أتقنوا ممارسة الحرية بعد ثورات الربيع وإلا فسوف تحدث كوارث». وأضاف تشومسكى، خلال الندوة التى عقدت بالجامعة الأمريكية بالقاهرة مساء الثلاثاء، أنه يجب أن تكون منطقة الشرق الأوسط منزوعة السلاح النووى، وهو مقترح تبنته مصر منذ 1995 ولقى قبولا بين المواطنين الأمريكيين والإسرائيليين، ويجب الضغط على النظام الأمريكى لقبوله أيضاً. واعتبر المفكر الأمريكى أن الإقدام على توجيه ضربة عسكرية إلى إيران سيؤدى إلى رد فعل عنيف وعواقب وخيمة على المنطقة، وكمثال فإن كوبا التى يحتفل العالم بعيدها الخمسين، كان من الممكن أن تؤدى إلى «نهاية العالم» عبر مفاعلها النووى المنفجر، وقد أقدمت إسرائيل على قصف المفاعل النووى العراقى «أوزيراك» مطلع ثمانينات القرن الماضى، وجرى ذلك بمساعدة الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكن الأمر مختلف مع إيران التى تمتلك القدرة على تخصيب موادها النووية وهنا يكمن الخطر، مؤكدا أن إسرائيل أخطر دول العالم لأن أمريكا تساندها، وهى مستعدة لضرب إيران حاليا حيث تسلمت شحنتى أسلحة وقنابل من ألمانيا لهذا الغرض. وأشار إلى أنه كان هناك مخطط أمريكى للتحكم فى معظم العالم والشرق الأقصى، لكن فى عام 1949 خسرت أمريكا الصين، بعد أن أصبحت مستقلة، وبالنسبة للغرب، فإن الأنظمة الديكتاتورية هى الأهم بالنسبة له. ولفت «تشومسكى» إلى أن أمريكا يمكن أن تدعم الديمقراطية التى تتماشى فقط مع مصالحها الاستراتيجية، ولذلك فإن الشرق الأوسط يظل من أهم تطلعات الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيراً إلى أن الاقتصاد يتمركز فى أمريكا وأوروبا وبعض الدول الغنية فقط، وعدد محدود من الأطراف، ولا يزال البنك المركزى الأمريكى يحظى بتقدمية على البنك الأوروبى. ويرى تشومسكى أهمية منع إيران من تخصيب اليورانيوم، وأن يجرى ذلك على إسرائيل أيضاً وعلى أمريكا التى تمتلك أسطولا هائلا من السلاح النووى الممتد من الجنوب للشمال، مضيفا أن هناك مخاطر جمة من صراع باكستان والهند الذى ينذر بحرب نووية أخرى للعالم.