استعدت الجامعات الأهلية والخاصة لاستقبال الطلاب الوافدين بمجرد صدور قرار السماح لهم باستكمال دراستهم فى مصر، وحاولت تذليل مختلف العقبات التى تعترضهم، ومن بينها عدم استيفاء الأوراق الخاصة بالدراسة، الأمر الذى أثلج صدورهم بعد معاناة لاقوها خارج أرض الوطن. جامعة «بدر»: رسوم الدراسة تتطابق مع المفروضة على الطلاب المقيدين بالجامعات الخاصة.. واستقبلنا 150 وافداً من روسياوأوكرانيا والسودان جامعة بدر بمحافظة أسيوط من بين الجامعات التى استقبلت الطلاب الوافدين، وأكد الدكتور مصطفى كمال، رئيس الجامعة، وجود اتصال مباشر بين الجامعات الخاصة والمجلس الأعلى للجامعات الخاصة والأهلية، إذ إن كل ما تتخذه وزارة التعليم العالى من قرارات يتم تنفيذه بمتابعة من مجلس الجامعات الخاصة والأهلية وتلتزم به الجامعات الخاصة، لذا تم قبول كافة الطلاب المتقدمين من أوكرانيا والسودان وروسيا بالجامعة. وأضاف «كمال»، فى حديثه ل«الوطن»، أن هناك شرطين مهمين يتم التحقق منهما قبل قبول الطلاب الوافدين من مناطق الصراع الثلاث، الشرط الأول وجود جواز سفر خاص بالطالب يتضمن ما يتثبت تردده على الدولة التى كان يدرس بها عدة مرات، والثانى أن تكون لديه الأوراق التى تثبت قيده بالجامعة الأجنبية بالدول المذكورة، لافتاً إلى أن الجامعة تقوم بمساعدة الطلاب فى استكمال باقى الأوراق المطلوبة. وأوضح رئيس جامعة بدر بأسيوط أن الأوراق المطلوبة هى شهادة بالمقررات والساعات المعتمدة والتقديرات التى حصل عليها الطالب من الجامعات الأجنبية بروسيا أو أوكرانيا أو السودان، ليتم بعد ذلك القيام بعمل «المقاصة» التى يتم من خلالها مقارنة المقررات الدراسية التى قام الطلاب بدراستها بالخارج بالمقررات الدراسية الموجودة بالجامعة للتعرف على طبيعة المواد التى تم استيفاؤها ودراستها بالخارج، ليتم اعتبار الطالب ناجحاً بهذه المقررات، ويستكمل بعد ذلك ما تبقى له من سنوات دراسية، سواء كان المستوى الثانى أو الثالث وهكذا. وأشار «كمال» إلى التسهيلات التى تقوم بها الجامعات الخاصة والأهلية للتيسير على الطلاب الوافدين من بؤر الصراع لاستيفاء أوراقهم، كقبول الجامعات لصور من الشهادات التى يتعذر على الطلاب إيجاد أصول لها، وتقييدهم بصفة مبدئية لحين إحضار الأصول، على أن يتم تقييدهم بصفة نهائية بالجامعات الخاصة والأهلية. ولفت «كمال» إلى أن رسوم الدراسة تتطابق مع الرسوم المفروضة على الطلاب المقيدين بالجامعات الخاصة، دون وجود أى زيادة بالرسوم الدراسية عن غيرهم من الطلاب الملتحقين بالجامعات وخريجى الثانوية العامة المصرية أو الشهادات المعادلة الأخرى. وأكد رئيس جامعة بدر أن الجامعة تستهدف تقديم التعاون للطلاب الوافدين من الدول الثلاث لاستكمال أوراقهم وتكملة دراستهم بالجامعة، مشيراً إلى أنه لم يتم رفض أى طالب خلال مرحلة التقديمات التى استمرت خلال الفترة الماضية، والتى أعقبت قرار وزارة التعليم العالى. وكشف «كمال» عن تجاوز أعداد المتقدمين بجامعة بدر الخاصة بأسيوط بصعيد مصر 150 طالباً وافداً من روسياوأوكرانيا والسودان، بينهم ما يزيد على 80 طالباً من جامعات سودانية خاصة وحكومية، و15 طالباً من أوكرانيا و30 طالباً من روسيا. ولفت رئيس جامعة بدر إلى أن الجامعات الخاصة ستعطى الطلاب الوافدين من بؤر الصراع الوقت اللازم لاستكمال أوراقهم، من خلال القنصليات المصرية بالدول التى درسوا بجامعاتها، لمساعدتهم فى الحصول على المستندات، مؤكداً أن الجامعات تعتبر جميع الطلاب مقبولين بصفة مبدئية لحين استكمال كافة الأوراق، سواء كان الأمر سيستغرق أسبوعاً أو حتى 3 أشهر، ليتم تقييدهم بصفة نهائية بالجامعة. وقال «كمال» إن كافة الطلاب المتقدمين للجامعة من صعيد مصر بالأساس، تحديداً من محافظتى المنيا وأسوان بجنوب مصر، إذ ساهم القرار فى تقليل اغتراب الطلاب الوافدين، ليس فقط بعودتهم من الخارج، إنما بالدراسة بمحافظاتهم أو بالقرب منها، فى ظل تعدد الجامعات المصرية الخاصة والأهلية بجميع ربوع مصر بالآونة الأخيرة، وتضمنها معظم التخصصات العلمية والأدبية، مضيفاً أن قبول الطلاب الوافدين من مناطق الصراع بالجامعات الخاصة والأهلية لم يشترط حصول الطالب الوافد على مجموع معين بالثانوية العامة، والاكتفاء بتوفر أوراق تثبت قيد الطالب بالجامعات الأجنبية بهذه الدول. منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، تلقت جامعة الملك سلمان الأهلية طلباً من المجلس الأعلى للجامعات باستقبال الطلاب العائدين من روسياوأوكرانيا، وعلى الفور تم فتح التقديم ووضع شروط الالتحاق، وفقاً لما أكده الدكتور أشرف حسين، رئيس الجامعة، موضحاً أن التقديم لم يقتصر على الطلاب العائدين من روسياوأوكرانيا فقط، فعندما حدثت الأزمة السودانية استقبلت الجامعة أيضاً أوراق الطلاب المصريين الدارسين فى الجامعات السودانية، مشيراً إلى أن أوراقاً عديدة لا بد للطالب من تقديمها حتى يلتحق بالجامعة. جامعة الملك سلمان: استقبلنا 230 طالباً من جامعات أجنبية مختلفة.. أغلبهم من السودان ما يقرب من 230 طالباً قدموا أوراقهم إلى جامعة الملك سلمان الأهلية، من مختلف الجامعات، سواء الروسية أو الأوكرانية أو السودانية، إلا أن الطلاب الدارسين فى صفوف الجامعات السودانية هم الأكثر تقديماً إلى الجامعة، وفق ما رواه الدكتور أشرف حسين، خلال حديثه ل«الوطن». أما فيما يتعلق بشروط الالتحاق بجامعة الملك سلمان، فقال رئيس الجامعة، إن طلاباً كانت أوراقهم مستوفاة وتم قبولهم على الفور وإبلاغهم بالقبول، بينما آخرون لم تتوفر أوراقهم، وحسب تعليمات المجلس الأعلى للجامعات تم تحديد مدة معينة لاستكمال الأوراق. إجراء امتحانات للطلاب الوافدين هو ما أقره المجلس الأعلى للجامعات، من أجل تحديد الصف الذى يبدأ به الطالب فى الدراسة، بحسب رئيس جامعة سلمان الأهلية: «فيه طلاب فى سنة تانية على سبيل المثال نمتحنهم فى المادة العلمية لتحديد هل هيكمل فى سنة تانية ولا هيبدأ من سنة أولى، وفيه طلاب عايزين يبدأوا من سنة أولى على طول، وكله حسب تعليمات الأعلى للجامعات». استقبال حافل قامت به جامعة الملك سلمان الأهلية للطلاب العائدين من بلاد الأزمات المختلفة: «استقبلناهم أحسن استقبال، دى بلدهم وهى أولى بيهم»، وفق رئيس الجامعة، موضحاً أن الجامعة دائماً تسعى إلى تخريج قادة المستقبل وجيل من المبتكرين.
