تجمع نحو 30 ألف دنماركي مساء أمس، في كوبنهاجن تكريمًا لضحايا الهجومين اللذين استهدفا المجموعة اليهودية ومركزًا ثقافيًا في نهاية الأسبوع، وأسفرا عن قتيلين وخمسة جرحى بعد نحو شهر على اعتداءات باريس التي خلفت 17 قتيلًا. والهجومان دفعا إسرائيل إلى دعوة اليهود لمغادرة أوروبا، الأمر الذي ندد به المسؤولون الفرنسيون والدنماركيون. وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية، هيلي ثورنينغ شميت، أمام المتظاهرين أن "هجومًا على اليهود هو هجوم على الدنمارك". وأراد الدنماركيون بهذا التحرك أن يرفضوا الإرهاب بعد الهجومين اللذين نفذهما شخص يدعى عمر الحسين، وهو دنماركي من أصل فلسطيني. وشارك مسؤولون أجانب في التظاهرة التي جرت أمام المركز الثقافي الذي استهدفه الهجوم الأول السبت وأسفر عن قتيل وثلاثة جرحى. وكان المركز يستضيف نقاشًا حول الإسلام وحرية التعبير في حضور الرسام السويدي لارس فيلكس (68 عامًا) صاحب الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد والذي تعرض جراءها لتهديدات عدة. وأعلنت الشرطة السويدية أمس، أن فيلكس سينتقل من سكنه في جنوبالسويد إلى مكان آخر سري "حفاظًا على سلامته". وليل السبت، استهدف إطلاق نار آخر الكنيس اليهودي في العاصمة الدنماركية وأسفر عن مقتل حارس يهودي وإصابة شرطيين اثنين. وكان لأحداث كوبنهاجن أصداء خاصة في فرنسا حيث استخدم رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس لأول مرة عبارة "الفاشية الإسلامية" لوصف الخطر المحدق بأوروبا. وقال "فالس" لإذاعة "آر تي إل"، إنه "لمحاربة الفاشية الإسلامية، لأنه هكذا ينبغي تسميتها، يتوجب أن تكون قوتنا في اتحادنا. يجب عدم الرضوخ للخوف ولا للانقسام". وما زاد من وقع الحدث تعرض مئات المقابر للتدنيس في مدفن يهودي في سار-أونيون بشرق فرنسا ما أثار تنديدًا شديد اللهجة من الرئيس فرنسوا أولاند ومن رئيس وزرائه الذي ندد ب"عمل شنيع". وشكك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، علنًا في قدرة الديموقراطيات الأوروبية على حماية اليهود المستهدفين ودعا يهود أوروبا إلى الهجرة إلى إسرائيل التي ترحب بهم. ورد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أمس مؤكدا ان اليهود "لهم مكانتهم في اوروبا وعلى الاخص في فرنسا" فيما اعرب فالس عن "اسفه" لتصريحات نتانياهو. ودعا هولاند الفرنسيين الى "اليقظة" حيال تضاعف الاعمال المعادية للسامية.