أكدت الدكتورة أمانى الطويل، مديرة البرنامج الأفريقى فى مركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المجلس المصرى للشئون الأفريقية، أن مصر تتحرك برؤية شاملة لتنمية القارة الأفريقية، وتلعب دوراً ريادياً فى القارة الأفريقية، وأن توجه القاهرة بالاهتمام بتفعيل منطقة التجارة الحرة الأفريقية، وتحسين البنية التحتية، هى أهم مشروعات أجندة 2063 للاتحاد الأفريقى. وأوضحت «الطويل»، فى حوارها مع «الوطن»، أن التحديات التى تواجه القارة لتحقيق التكامل تشمل عدم جودة البنية التحتية وتحسين الشبكات الإقليمية للإنتاج والتجارة، كما أن نقص الأيدى الأفريقية الماهرة يمثل تحدياً كبيراً، مطالبة بتعزيز القدرات الإنتاجية والتوزيعية والتسويقية للبلدان، بجانب ضرورة بناء أطر عمل مبتكرة وسلسلة القيمة الإقليمية فى مختلف القطاعات باستخدام التكنولوجيا المحسّنة والمدخلات عالية الجودة وتقنيات التسويق المحدّثة، وإزالة الحواجز غير الجمركية، التى تمثّل تحدياً كبيراً للغاية.. وإلى نص الحوار: الطويل: «أجندة القاهرة» للتنمية تشمل تفعيل منطقة التجارة الحرة الأفريقية وتحسين البنية التحتية ما الدور الريادى الذى تعمل مصر على تعزيزه مؤخراً فى أفريقيا؟ - مصر تتحرّك برؤية شاملة لتنمية القارة الأفريقية، وهى تلعب دوراً ريادياً فى القارة الأفريقية، ويُشكل ترؤس مصر للوكالة الإنمائية للاتحاد الأفريقى «نيباد» متغيراً مهماً خلال العامين المقبلين فى ما يتعلق بالأجندة التنموية الأفريقية ومدى القدرة على التطوير، خصوصاً أن الوكالة ينخرط فى عضويتها 33 دولة أفريقية، وهى معنية بمتابعة تنفيذ أهداف «نيباد»، خاصة فى مجالات الزراعة والأمن الغذائى وإدارة الموارد الطبيعية وتغيّر المناخ، والتكامل الإقليمى والبنية التحتية، وتنمية الموارد البشرية، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والحوكمة الاقتصادية. وماذا عن أهمية أجندة التنمية الأفريقية؟ - تتماهى أجندة التنمية الأفريقية مع مخطط الأممالمتحدة للتنمية المستدامة المُعلن فى منتصف العقد الثانى من الألفية الثالثة، وقد تكون إحدى الآليات الأممية التى يتم اللجوء إليها حالياً لتُشكل روافع إقليمية للأجندة الأممية. وما دور «الكوميسا» فى تحقيق التقارب بين الدول الأفريقية؟ - استطاعت السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا رفع حجم التجارة البينية للسوق من 3.1 مليار دولار عام 2000 إلى 12.7 مليار دولار عام 2009، ثم إلى 17.4 مليار دولار عام 2010، وأخيراً سجلت 23.93 مليار دولار عام 2021، فيما زادت التجارة البينية فى تجمع شرق أفريقيا بنسبة 49% بعد إطلاق مشروع الاتحاد الجمركى داخل التجمع، وترتبط أهداف الكوميسا بمنطقة التجارة التفضيلية، وصولاً إلى السوق المشتركة، مروراً بكل من منطقة التجارة الحرة والاتحاد الجمركى، وعملت «الكوميسا» على التقارب الاقتصادى الكلى، كما اعتمدت خطة لتطوير النظام المالى للدول الأعضاء. وكيف أثّر تولى مصر لرئاسة «الكوميسا» والاتحاد الأفريقى على القارة السمراء؟ - ركزت رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى والكوميسا على أمرين، وهما طبيعة هيكلة مؤسسات التكامل من حيث تبعيتها للنموذج الأوروبى وتركيزها على تحرير التجارة الإقليمية، مع التأكيد على النموذج الأوروبى القائم على التصنيع فى حين لا يتحقق هذا فى القارة السمراء، كما ركزت مصر على حل مشكلات النقل والمواصلات والبنى التحتية، والعمل على زيادة فاعلية هياكل التكتلات الإقليمية الأفريقية فى ظل احتكار شركات متعدّدة الجنسيات لعنصرى التكنولوجيا ورأس المال، ومساندة أبناء الطبقة والنخبة الحاكمة فى الدول الأفريقية لنشاط هذه الشركات، بوصفهم فى كثير من الحالات وكلاء هذه الشركات فى دولهم. سد جيوليوس نيريري ومشروعاتها في غرب أفريقيا أبرز دليل على دورها كيف تابعتِ إشادات الدول الأفريقية بمصر مؤخراً؟ - الدول الأفريقية أشادت بمصر، لأنها ركزت على التنمية الصناعية المتوسطة بين الدول الأفريقية لكى تتحول إلى الصناعة، وبدا الجهد المصرى واضحاً فى مشروعات تنموية عملاقة أهمها سد جيوليوس نيريرى فى تنزانيا، والكثير من المشروعات فى غرب أفريقيا، والتى نفّذتها «المقاولون العرب» المصرية مع شركات أفريقية. وما أبرز الملفات التى تركز عليها مصر فى خطابها الأفريقى؟ - أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطاب ترؤس مصر للوكالة الإنمائية توجّه القاهرة للاهتمام بالملفين الأهم حالياً لتفعيل منطقة التجارة الحرة الأفريقية، وهما تحسين البنية التحتية، التى هى أهم مشروعات أجندة 2063 للاتحاد الأفريقى، والتحول الصناعى، وقد بدأ فى الفترة الأخيرة. وكيف ترى مصر النقل البرى بين دول القارة؟ - تم التواصل البرى مع كل من السودان وإريتريا، كنقطة انطلاق لطريق «القاهرة - كيب تاون» فى جنوب أفريقيا، فى ظل وضع مصر على أجندتها تشبيك السكك الحديدية مع السودان، كما يوجد مشروع مصرى للتواصل البرى مع تشاد بدأ الاهتمام به منذ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تشاد عام 2018، حين وعد بأن يكون لأنجمينا منصة تجارية على المتوسط. تحديات القارة عدم جودة البنية التحتية، وذلك يحتاج إلى زيادة الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وكذلك تحتاج القارة إلى تحسين الشبكات الإقليمية للإنتاج والتجارة، بجانب ضرورة بناء أطر عمل مبتكرة وسلسلة القيمة الإقليمية فى مختلف القطاعات باستخدام التكنولوجيا المحسّنة والمدخلات عالية الجودة وتقنيات التسويق المحدّثة، ويجب أن يتم إزالة الحواجز غير الجمركية، التى تمثل تحدياً كبيراً للغاية، كما أن نقص الأيدى الأفريقية الماهرة يمثل تحدياً كبيراً أيضاً.