صرح الأنبا باخوميوس القائم مقام بطريرك الأقباط الأرثوذكس، أن مسؤوليته كبيرة لكن يدعمه الله، مؤمناً بالألم من أجله ومن أجل الشعب، وقال إن المسؤلية مطلقة وليست من أجل الأقباط فى مصر بل لها تأثيرات عالمية، وأشار إلى أن شخصية البابا شنودة شخصية كاريزمية يصعب تكرارها والذى له مواهب وقدرات متعددة. وتابع الأنبا باخوميوس، الذى حل ضيفا على الإعلامية لميس الحديدى فى برنامج "هنا العاصمة" على "سى بى سى"، أن البابا "عليه الاهتمام بالصلاة والإيمان والرعاية والتعليم، ولديه الخبرة فى تنظيم شئون الكنيسة ومشاركتها فى حل مشكلات الوطن". وأضاف أنه يجب "أن يكون لديه سكرتارية خاصة تساعده فى معرفة نبض الشارع، وكذلك سكرتارية متخصصة تنقله إلى المؤسسات الكنسية بأسس علمية لتطويرها تتماشى مع الثورة التكنولوجية لتفعيل دورها العالمي"، وقال إنه يفكر فى "نقل فكرة بيت العائلة إلى كل محافظة". وأكد أنه سيكون تحت أمر البابا مهما كان سنه، ولا يمنع ذلك من النصح والإرشاد للأمانة، وأضاف أن أسقف الأبرشية يرتبط بشعبه عكس الأسقف العام. وتابع الأنبا باخوميوس قائلا "إن جميع المرشحين لهم التقدير والاحترام وأن الاستبعاد لمن استبعد جاء لترتيب الأوراق، ومن تم اختيارهم كانوا الأكثر ترتيبا للأوراق وتم اختيارهم باقتراع سرى"، وتابع أن "الجميع يصلى الآن من أجل انتخاب الشخصية المناسبة"، نافيا أن يكون قد غضب من الدعاوى ضد اختياره، لإنه لم ولن يهوى المناصب، وأن انتخابه جاء بالإجماع وأكد أن مؤسسات الكنيسة تعاونت معه بشكل كبير. وأكد الأنبا أنه لا يوجد نص يمنعه من الترشح للكرسى البابوى لكن حالته الصحية وارتباطها بشعبه فى الإبرشية، هو ما منعه وقال "إن البابا مسؤول عن اللحمة الوطنية والسلام المجتمعى وهو ما يتطلب شخصية قيادية تحمل هموم الشعب والمساعدة فى تحقيق أمن الوطن"، وأضاف أنه لا يؤمن بإنشاء الكنيسة لحزب سياسي، وأكد أنه يرفض ذلك لكنه فى ذات الوقت يؤيد انخراط الأقباط فى الأحزاب والمشاركة المجتمعية مثلما كان فى سنة 19 حتى فرض عليهم الانسحاب من الحياة السياسية منذ 52، وقال إنه يترقب صعود التيارالإسلامى بقلق واهتمام، وأشار إلى التشكيل الوزارى ومناصب الأقباط فيه. وأضاف أن الأقباط "لم يسعوا إلى المناصب، لكنهم يريدون المشاركة"، وأنه التقى الرئيس مرسى وكان اللقاء ودياً، وأنهم سيتقدمون إليه بدعوة رسمية لتجليس البابا الجديد إذا سمحت ظروفه، وأنه لن يحرجه إذا لم تتوافر الظروف لحضوره طبقا لمبدأ فى المسيحية "المحبة لا تظن السوء". وعن مسودة التأسيسية، قال إنه يؤكد على المواطنة فى الدستور، وأضاف "إننا طالبنا باستبعاد المواد التى لا تتفق وشرائعنا، وسنناقش الصعوبات فى إجراءات الزواج الثانى والطلاق لعلة الزنا، والذى يتوافق عليه الخمسة مرشحين بعدم الطلاق إلا لعلة الزنا، وأنه سيعرض على البابا الجديد هذه الأمور". وعن الرقابة على أموال الكنيسة، قال "إن مسؤليات الكنيسة لا تحتمل تعطيلها، وحرية العبادة وحرية بناء الكنائس هو ما نريده فى الدستور الجديد، وديوان الكنائس يراقب أموال الكنيسة"، وتساءل "هل يمكن للحكومة أن تلبى احتياجاتها إذا عجزت ميزانيتها عن ذلك؟". ودعا الأقباط الذين يريدون الهجرة فى مصر إلى الانتظار، وطالب بمبادرات من القيادة السياسية إيجابية تعيد الاطمئنان للأقباط. وانتقد بعض التصريحات من خلال الفضائيات من خلال بعض القيادات السلفية على سبيل المثال، وأضاف أن هناك شيوخا متطرفين يخطبون فى المساجد، وإنه لا يقبل بأي قناة مسيحية تتعدى على إخوانه المواطنين فى مصر من إخواننا المسلمين. وتعليقا على مشاكل تهجير الأقباط، بخاصة بعد مشكلة رفح، قال "إن المواطن من حقه الحياة فى أى مكان يريد تبعا لرزقه، والدولة مسؤولة عن حمايته، وبقدر معرفتي فإن كل الأقباط عادوا إلى أماكنهم فى رفح"، لكنه لم ينف قلق البعض هناك، وأشاد بموقف الرئيس من هذه المشكلة ووصفه ب"الإيجابى"، وأكد أن العتاب لن يكون أمام العامة، مشيرا إلى أن الرئيس مرسى قال إن الوقت المناسب بعد انتخاب البابا الجديد". وعن المساحات المخصصة للكنائس قال "إننا نطلب مساحات واسعة بسبب صعوبة الحصول على الترخيص بالبناء والذى يستغرق سنوات، وهى نظرة إلى المستقبل، وزيادة عدد العائلات فى المنطقة المقام بها الكنيسة"، وتابع أنه اقترح على المسؤولين بعض المقترحات لتسهيل الإجراءات لبناء الكنائس. وعن حصر جهاز الإحصاء لعدد الأقباط، قال "إن من حضر جنازة البابا فقط نحو 2 مليون ونصف قبطي"، وأضاف أنه لا يريد أن يدخل فى صراع بهذا الشأن مع المسؤولين، ومؤشرات الإحصاء لها معنى أن هناك من نجح في "تطفيش" الأقباط من مصر، وكذلك سيكون هذا الأمر مؤثرا على التعيينات. وعن الانتخابات البرلمانية المقبلة وتدعيم الكنيسة للأقباط قال "إن الكنيسة تدعم من يخدم مصر مسلما كان أم قبطيا".