قالت الدكتورة نورهان الشيخ، خبيرة الشئون الروسية، إن زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين المرتقبة لمصر غداً، تأتى فى وقت مهم، حيث تعاد صياغة وتشكيل التحالفات فى النظام الدولى، خصوصاً فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب، وهو ما يبرز ضرورة أن يتصدر الملف الأمنى مباحثات «بوتين» والرئيس عبدالفتاح السيسى. ■ فى البداية كيف تقرأين زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لمصر فى هذا التوقيت؟ - الزيارة تأتى فى وقت مهم للغاية، حيث يعاد تشكيل التحالفات فى النظام الدولى، كما أن زيارة شخصية بثقل «بوتين» تعد أهم زيارة دولية لمصر حتى اللحظة الراهنة، وتمثل دعماً روسياً للرئيس عبدالفتاح السيسى. ■ وماذا عن العلاقات المصرية الروسية خلال عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك؟ - يحسب لمبارك أنه أعاد العلاقات المصرية الروسية إلى نصابها، فأعاد كامل العلاقات عام 1984، وزار الاتحاد السوفيتى قبل انهياره عام 1990، لكن التطور الحقيقى بدأ عقب وصول فلاديمير بوتين لسدة الحكم عام 2000، وزار «مبارك» روسيا أعوام 2001 و2004 و2006 و2008، كما زار «بوتين» مصر فى 2005 وديمترى مدفيدف عام 2009. وكان هناك لوبى من بعض الموالين لأمريكا يعوق تطور العلاقات المصرية الروسية، وبالذات فى المجال العسكرى، لكن التعاون العسكرى لم ينقطع حتى الآن، حيث إن 30 أو 40% من التسليح المصرى «روسى» أو «شرقى». ■ وكيف كانت العلاقات فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى؟ - كانت حقبة سوداء فى تاريخ العلاقات المصرية الروسية، لأن روسيا تعتبر الإخوان «جماعة إرهابية» بمقتضى حكم المحكمة العليا فى روسيا منذ 2003 ومثّل وصول الإخوان للحكم فى مصر صدمة لها دقت ناقوس الخطر. ■ وبعد عزل «مرسى»؟ - بعد ثورة 30 يونيو كان لروسيا موقف واضح ومؤيد لمصر، حيث كانت هناك بعض القطع التابعة للأسطول الأمريكى تحركت صوب مصر لكى تقوم بمثل ما قامت به فى سوريا وليبيا، وتصدت روسيا لمحاولة العدوان فدعمت مصر واعترفت بشرعية «30 يونيو»، وأرسلت وزيرى الدفاع والخارجية إلى مصر فى نهاية 2013، رغم أن وزير الدفاع الروسى لا يتحرك كثيراً خارج بلاده، ولكن مغزى الزيارة أن روسيا يدها ممدودة لمصر، خاصة فى المجال العسكرى. ■ هل ترين أنه سيكون للزيارة صدى كبير لدى أمريكا؟ - بالطبع أمريكا تنزعج من أى حراك روسى، فعندما زار «بوتين» أمريكا اللاتينية انزعج الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ولكن علينا أن نبحث عن مصالحنا فى أى مكان وأن تكون لنا أجندة وطنية نسعى لتحقيقها، خصوصاً أن أمريكا تناصب مصر العداء حالياً، وما زالت تستقبل «الإخوان» بشكل حار فى البيت الأبيض ووزارة الخارجية، وليس هناك دولة قريبة من مصر ثقافياً وحضارياً مثل روسيا، فهى أكبر دولة مصدّرة للسياحة إلى مصر بواقع 3 ملايين سائح سنوياً. ■ هل تتوقعين حضور «بوتين» مؤتمر مصر الاقتصادى؟ - حدثت لقاءات مع شركات روسية، ونظمت سفارتنا فى روسيا لقاءً لرجال الأعمال للمشاركة فى مؤتمر مارس، ومن الصعب أن يأتى الرئيس الروسى لمصر مرتين فى وقت قريب، لكن سيكون هناك تمثيل بشكل رفيع برئاسة رئيس الوزراء الروسى. ■ برأيك.. ما الملفات التى يجب أن تتناولها مباحثات «السيسى» و«بوتين»؟ - الملف الأمنى هو الأهم حالياً؛ لأن روسيا لديها خبرات فى مجال مكافحة الإرهاب من معدات وأجهزة، فضلاً عن خبرة فى التدريب وقدرات معلوماتية عالية جداً من الممكن أن تزود بها مصر، لأن هناك حاجة مُلحّة فى دعم الجيش المصرى الآن لمواجهة الإرهاب. الملف الاقتصادى والتقنى هو التالى فى الأهمية، حيث يشمل قطاعات «الطاقة والنفط والتعدين والسياحة والتبادل التجارى» والاستثمار فيها، إذ فرضت روسيا حظراً على المنتجات الأوروبية مثل الألبان والفواكه والموالح، وهى فرصة لمصر بأن تسد احتياجات السوق الروسية من هذه المنتجات كفرصة لتنشيط الاقتصاد، وأخيراً يجب إثارة مشروع إنشاء مدينة صناعية روسية فى برج العرب بمحافظة الإسكندرية، ومحطة نووية فى الضبعة؛ لأن روسيا أفضل من تساعدنا فى ذلك.