يتفنن طفلي الصغير في اختراع مبررات وأعذار للتهرب من الذهاب للمدرسة، رغم أنه في الصف الثالث الابتدائي، يتعلل بالبرد مرة، و أخرى أنه يشعر بتوعك ولا يقدر على الذهاب، ويتشاجر مع زملائه بالفصل ويشكو المدرسين من شقاوته ومشاغباته التي لا تنتهي. ولم أجد طريقة تصلح معه، مرة بالترغيب وأخرى بالترهيب وهو ثابت على موقفه في كرهه للمدرسة، ويفضل عنها السهر أمام الكمبيوتر، أو اللعب بالنادي. لما أخبرت أختي والتي قامت بتربية أطفالها الخمسة، ولديها خبرة لا بأس بها، نصحتني بعدم الإلحاح عليه، وتركه يستيقظ وينام كما يشاء حتى يكتشف الفراغ الذي يعانيه وانعدام أصدقائه حوله، حتى يشعر بالوحدة ونصحتني باللجوء إلى مدرس التربية الرياضية لإشراكه في فريق كرة القدم أو اللعبة، التي يحبها حتى يرتبط بالمدرسة ويعتبرها مكانا مألوفا له. في البداية، اندهش ابني واستغرب بسبب الحرية الممنوحة له، وقلت لزوجي على تلك الفكرة ووافقني، ومر أسبوعًا كاملًا وابني لا يفعل شيئًا سوى النوم والاستيقاظ متأخرًا، حتى أدرك تفرق أصدقائه وانشغالهم بالمدرسة وانصرافهم عنه، وشعر بالوحدة وازداد وقت الفراغ لديه حتى فاجأته أن إدارة المدرسة، أعلنت عن وجود دورة تدريبية لتكوين فريق كرة قدم بالمدرسة. فرح ابني بالفكرة ورحب بها، وطلب مني أن أساعده حتى يستيقظ مبكرًا للذهاب إلى المدرسة.