قال ثروت الخرباوي القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، إن أقوال الصحابة هي التي أسست لأسطورة الخلافة على اعتبار أنها فريضة، فنتج عنها العنف والإرهاب، لافتا إلى أنها كانت ضرورة حكم للتوسع العربي. وتابع الخرباوي، خلال كلمته في ندوة "تجديد الخطاب الديني" ضمن فعاليات معرض الكتاب، أن هناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تنسب للرسول مناقضة لما جاء بالقرآن الكريم، واستغلتها بعض التنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أن الرحمة ركيزة أساسية من ركائز الإسلام عرفناها من القرآن ومن أخلاق الرسول محمد مع المشركين قبل المؤمنين، كما أن الإسلام دين السلام ليس فيه اعتداء أو تعد على أحد، وفي الغزوات كان المسلمون هم الذين يتعرضون للغزو لذلك قال الله تعالي "قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين". ولفت إلى أن الله تعالي عاتب رسوله لأنه يشق على نفسه في دعوة الناس، وأن الله أراد أن تكون علاقة العبد بربه مباشرة ونشر الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وليس بالسيف والسلاح، كما عملنا الإسلام التحاور مع المختلف معنا عقائديا وليس فكريا فقط، فيقول تعالى في سورة سبأ "إنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين"، ثم يقول تعالى "قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون". وألمح إلى أنه بعد ظهور فكرة الخلافة واعتبارها أنها فريضة، فكانت أسطورة الخلافة من الأساطير المؤسسة لتيار الإسلام السياسي أو للمسلمين عبر قرون طويلة، واعتبر الفقهاء أن الخلافة فريضة ثم بحثوا ونقبوا وقالوا فلنجعل للدين أوصياء ورقباء على أفهام الناس في الدين، وكشف أن لفظ الصحابة لم يرد في القرآن مرة واحدة، حيث قال تعالى "محمد رسول الله والذين معه"، وصاحب مرة واحدة فقط، قال تعالى "إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا". وأكد أنه لا يمكن عقلا أن تجتمع الأمة على شيء، حيث قال تعالى "ولا يزالون مختلفين" ولذلك خلقهم، كما اختلف الصحابة بعد وفاة الرسول على من يتولى الحكم واقتتل الصحابة وقتل بعضهم بعضا في زمن سيدنا علي ابن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان والأزمنة التي تلت ذلك، فكانت مسألة أقوال الصحابة أسطورة من الأساطير التي أسست للعنف، لأن الوحيد المنزه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتساءل الخرباوي: هل أي صحابي له نفس المرتبة ، ومن قال إن الصحابة ليسوا كلهم عدول، حيث يقول تعالي "ومن أهل المدينة مردوا على النفاق"، مؤكدا أن لا يعلمهم أحد إلا الله، كما لا يمكن ملاحظة نفاقهم من فرط قدرتهم على التمثيل. وأوضح الخرباوي أن حديث الرسول "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله" معناه الدخول في مدافعة ولو بالقول، وأشار إلى أن أحاديث كثيرة تدعوا للقتل وسفك الدماء وقتل المرتدين، مضيفا أن تلك الأحاديث تناقض القرآن الكريم. وتحدث الخرباوي عن "أسطورة الناسخ والمنسوخ" من القرآن على حد قوله، مشددا على أن كل آيات القتال تتحدث عن الدفاع وليس عن الغزو، ومن أسباب ظهور الإسلام السياسي قصة الفتح والفتوحات لنشر الإسلام، وهذا كلام غير صحيح وأفعال الصحابة كانت ضرورات حكم وليس فريضة دين، لأن الله تعالي قال "لست عليهم بمسيطر"، وأكد أنه لا توجد أية واحدة في القرآن تدعو للفتح سوى أية "فتح مكة". وأنهى الخرباوي كملته بتأكيده على أن اختلاق فكرة الخلافة من الصحابة أسست لظاهرة العنف وكانت ضرورة حكم للتوسع العروبي وليست فريضة دينية، فضلا عن اختلاق أحاديث تدعو للعنف، كما أن الصحابة بشر يقعون في الخطأ في نقل أحاديث الرسول، مشيرا إلى أن كل تلك العوامل صنعت أسطورة الإسلام السياسي، قائلا "ونريد القيام بدور تنويري لمواجهته".