بعد يوم من إطلاق السلطات المصرية سراحه، قال صحفي الجزيرة الأسترالي بيتر جريستي اليوم إن حريته كانت أشبه "بولادة جديدة"، وأشار أن مفتاح سلامته خلال فترة احتجازه التي تجاوزت عاما كان التريض والدراسة والتأمل. وفي أول تصريحات عامة، قال جريستي لقناة "الجزيرة" الإنجليزية إنه كان يتوق إلى رؤية "قليل من غروب الشمس" والنجوم، وقضاء أوقات مع أسرته، وأردف قائلا "إنها لحظات قليلة جميلة من العمر وثمينة حقا". اعتقل جريستي ومحمد فهمي الذي يحمل الجنسيتين الكندية والمصرية والمصري باهر محمد في ديسمبر 2013، على خلفية تغطيتهم للحملة العنيفة على احتجاجات الإسلاميين في أعقاب إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في يوليو من ذلك العام. واتهمتم السلطات المصرية بتوفير منصة لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي، والمعلنة حاليا جماعة إرهابية، لكن السلطات لم تقدم دليلا ملموسا، فالصحفيون وأنصارهم يشددون على أنهم كانوا يقومون بعملهم في وقت كانت تسود فيه البلاد اضطرابات عنيفة. ويعتبر على نطاق واسع أن ال3 وقعوا ضحية الصراع الإقليمي بين مصر وقطر التي تمول "الجزيرة" والتي كانت داعما قويا لمرسي، ويأتي الإفراج عن جريستي في أعقاب تحسن في العلاقات بين القاهرة والدوحة، وكان جريستي غير مصدقا أنه نال الحرية وشعر بارتياح كبير، لكنه لا يزال قلقا بشأن صديقيه المحبوسين، بحسب شقيقه أندرو جريستي. ولم يرد أي نبأ عن مصير زميليه، بالرغم من أنه يتوقع ترحيل فهمي إلى كندا، فإنه لم يتضح على الفور ما الذي سيحدث مع باهر محمد الذي لا يحمل سوى الجنسية المصرية، وقال جريستي (49 عاما) إنه من الصعب عليه أن يخرج من السجن ويترك زميليه، مشيرا أنه لم يكن واثقا في أنه أصبح حرا حتى استقل طائرة مصر للطيران التي أقلته إلى قبرص بالأمس. وأردف قائلا "لقد كانت لحظة صعبة جدا أن تخرج من السجن، وتقول وداعا لأشخاص لا تعرف إلى متى سيبقون وراء الأسوار".