فى معرض الحديث عنه يقترن اسمه بالانفراد تارة، وبالخبر المصنوع أخرى، وبالموقف السياسى الواضح ثالثة، وبعلاقات صنفها شيوخ وأساتذة المهنة بأنها «نموذج للمسافة التى يجب أن تتحلى بها علاقة الصحفى بمصدره».. حديث لا ينتهى ولن ينتهى طالما بقيت المهنة، وطالما بقى اسم «محمود مسلم» يعلو مطبوعات صحفية. سيرة ذاتية عامرة يحظى بها الرجل، منذ أن بدأ أولى خطواته فى عالم الصحافة، طالباً هاوياً، فمحترفاً، فاسماً يميز انفرادات وحوارات لم يتسن لغيره فى المهنة الإتيان بها، ولم يتسن لمختلف معه على مستوى المهنة أو الموقف السياسى أن يطعن فيما يقدمه من مواد صحفية، فقط يرفع القبعة وينحنى لرجل قدّرت له الأيام أن يكون «عنواناً للخبر»، قبل أن تتحول آراؤه فى مقالاته وحواراته التليفزيونية إلى مادة خبر. صحفياً فى «الأهرام»، ومنه إلى «المصرى اليوم»، كأفضل محرر برلمانى أهلته قدراته إلى تأسيس أول وأهم قسم برلمان وأحزاب فى الصحافة المصرية، تدرجت خطواته تحريرياً فى المؤسسة التى كان أحد مؤسسيها قبل 10 سنوات، ليحتل منصب مدير التحرير، ويقرن هذه المهارات بأخرى فى العمل الصحفى التليفزيونى رئيساً لتحرير شبكة تليفزيون الحياة، ومؤسساً لأهم برامجها «الحياة اليوم»، فضلاً عن تجربتى تقديم برامج، بدأت قبل سنوات فى فضائية المحور عبر «منتهى السياسة»، وتكررت عام 2012 فى فضائية «الحياة» عبر «مصر تقرر»، يترك كل هذا من أجل حلم جديد شاركه فيه أصدقاء المهنة، تحقق الحلم بخروج جريدة «الوطن» إلى النور قبل 3 سنوات، ليحتل موقعه المميز فيها، مدير تحرير فى بعض الأحيان، ورئيس تحرير فى أحيان أكثر، وهى المهمة التى كان يوكلها له مجدى الجلاد عن ثقة ومحبة. يتحدثون عنه منذ أن خطا أولى خطواته فى عالم الصحافة، فقد أسس لجيل جديد من صحفيى «الخبر»، تحدث عنه «الجلاد» كثيراً، حين جمعهما «المصرى اليوم» كان يقول فى وصف مهاراته: «لما الجورنال يبقى مفهوش خبر أروح أقوله عايز مانشيت وانفراد.. فيهز رأسه بالموافقة، وإذ به يفاجئنى بخبرين وانفرادين»، وزاد الحديث بإشادة من رجل لا تعرف المجاملة طريقها إلى عمله، حين قال عنه د.أحمد محمود: «مسلم.. أتعب من بعده فى صحافة الخبر»، قبل أن يزيد عليه محمود الكردوسى وصفاً ثالثاً حين قال عنه مداعباً: «مسلم ده بيعرق أخبار»، فيضيف محمد البرغوثى حالة أخرى حين يشير إلى كون «ميزته هى عيبه.. صارم فى الحق». يغادر «مسلم» موقعه فى «الوطن» إلى موقع جديد، رئيساً لتحرير جريدة «المصرى اليوم»، موقع قال عنه المهندس صلاح دياب، مؤسس «المصرى اليوم»، إنه كان له منذ سنوات، وإنه -أى مسلم- تأخر عنه كثيراً.