ربما تصدرت القضايا الاقتصادية جدول أعمال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الخميس، غير أن جائزة نوبل للسلام شغلت حيزا كبيرا من الفعاليات. وكان الاختيار وقع على الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي لينال تلك الجائزة لإسهاماته التاريخية في "دفع السلام والمصالحة والديمقراطية وحقوق الإنسان". وثارت تكهنات منذ ذلك الحين حول من الذي سيتم اختياره ليمثل التكتل الأوروبي، الغارق في الأزمات خلال حفل تسليم الجائزة في النرويج، سواء ساسة أم مواطنين أم حتى أطفال. وأعلن رئيس البرلمان الأوروبي، مارتين شولتز، خلال القمة، إنه سيتسلم الجائزة برفقة رئيس الاتحاد الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، ورئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروسو، ومن ثم يتم تمثيل مؤسسات وحكومات ومواطني الاتحاد الأوروبي رمزيا. وأضاف فان رومبوي، على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي "للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة، أتمنى أن يكون جميع قادة دول أو حكومات الاتحاد الأوروبي قادرين على المشاركة في تلك الاحتفالات في أوسلو في ديسمبر". وقال الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، للصحفيين صباح اليوم الجمعة، إنه ناقش هذه المسألة مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وأنهما على استعداد للذهاب ومشاهدة المراسم إذا كان كل زعماء الاتحاد الأوروبي الآخرين على استعداد للقيام بذلك. لكن دولة واحدة من التكتل على الأقل تبدو غير متحمسة لهذا الاقتراح. وأفاد صحفيون في القمة على "تويتر" مساء الخميس، بأن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، اقترح على ما يبدو أن يجري إرسال 27 طفلا من الاتحاد الأوروبي لتسلم الجائزة بدلا من ذلك. وكانت تلك الفكرة قد طرحت في بادئ الأمر من جانب مفوضة الشؤون الداخلية للإتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم بعد أن تم الإعلان عن الجائزة. وترددت اقتراحات أخرى بأن يتم إرسال محاربين قدامى، عاصروا الحرب العالمية الثانية أو ساسة. وهناك تساؤل آخر تمثل فيما سيتم عمله بمبلغ الجائزة البالغ 1.2 مليون دولار. وقال شولتز "سنجد مشروعا، اقتراحا يمكننا من خلاله عمل الخير بالمال". وبدا أن معظم ساسة الاتحاد الأوروبي اتفقوا على شئ واحد، وهو أن منح جائزة نوبل للتكتل سلط الضوء مجددا على محادثاتهم بشأن أزمة الديون في منطقة اليورو.
