يجب على الأم أن تعلم أبنائها أن يفعلوا ما يؤمنون به فقط، وأن تؤكد لهم أن سلوك الاعتراض ليس هدفًا في حد ذاته، بل يجب أن يشعروا بالرضا والراحة في أي شيء يفعلونه، كي تستطيع الأم بناء شخصية سوية لا تتأثر بالآخرين. ولذلك تقدم خبيرة العلاقات الأسرية والتربية، روزا بارسيليوا، بعض الوسائل والطرق لتعليم الأبناء سياسة الاعتراض أهمها: أولًا: لابد أن تغرس الأم في أبنائها "الجرأة في الحق" و"آداب الحوار والخلاف"، فإذا رفض الطفل فعل أمر ما، عليه الاعتذار بلباقة، مع توضيح المبرر والحجة لهذا الرفض. ثانيًا: يجب أن يشعر الأبناء بضرورة تحمل المسؤولية في بناء شخصيتهم بذاتهم، وأنهم أصبحوا على أعتاب الرجولة، وأن لهم شخصية مستقلة، ولهم حق مناقشة الأوامر التي لا يقتنعون بها أو رفضها، بشرط التحلي بالأدب والثقة بالنفس، وأن يقدموا تفسيرًا واضحًا لرفضهم، سواء في تعاملاتهم مع مدرسيهم أو زملائهم، أو في البيت مع والديهم وإخوتهم، أو في أي تعاملات عامة. ثالثًا: يجب تشجيع الأبناء على التمسك بآرائهم والدفاع عنها بجرأة وثقة، مع أهمية تعليمهم احترام رغبات الآخرين، وحسن الاستماع إلى غيرهم. رابعًا: نخبرهم أننا نستمد حسن الخلق وآداب الاعتراض من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونذكر الحديث الذي يقول "ولكم في رسول الله قدوة حسنة"، حيث أتى الرسول بشراب فشرب منه وعن يمينه ابن عباس، وكان لا يزال غلامًا، وعن يساره شيوخ كبار، فقال للغلام أتأذن لي أن أعطي هؤلاء أولًا، فقال الغلام لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحدًا، فلم يعترض عليه الرسول ولم ينكر عليه حقه.