شيّع الآلاف من أهالى الشرقية، أمس، جثمان خبير المفرقعات، الرائد ضياء فتحى فتوح الذى استشهد خلال محاولته تفكيك قنبلة بدائية الصنع بجوار قسم شرطة الطالبية فى الجيزة، وتقدم صفوف المشيعين عدد من القيادات الأمنية والتنفيذية، على رأسهم المحافظ سعيد عبدالعزيز، ومدير الأمن اللواء سامح الكيلانى، ومدير المباحث اللواء رفعت خضر، وموفد عن رئاسة الجمهورية، وعدد من زملاء الشهيد، وأفراد أسرته. وقبل خروج الجنازة من مسجد «أبوغز» فى قرية التلين التابعة لمركز منيا القمح، حمل أحد أقارب الشهيد رضيعته، ذات ال5 أشهر، وقرّبها من نعش والدها الذى خرج ملفوفاً فى العلم، وردد المشيعون هتاف: «لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله»، و«لا إله إلا الله.. الإرهاب عدو الله»، و«القصاص القصاص»، بالإضافة لهتافات أخرى ضد جماعة الإخوان الإرهابية، كما أطلقت سيدات من أقارب الشهيد الزغاريد، وسط هتاف «فى الجنة يا شهيد». وانهار والد الشهيد عقب رؤيته الجثمان قبيل تشييعه، وظل يردد جملة: «حسبى الله ونعم الوكيل»، متسائلاً: «ذنبه إيه؟»، وطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بالقصاص لنجله من القتلة، فيما قال عم الشهيد الحاج أحمد فتوح سليم: «ربنا ينتقم من الذين قتلوه ويتموا ابنته الوحيدة التى لم تكمل 5 أشهر»، مضيفاً: «سبق أن أصيب ضياء بطلق نارى فى الصدر خلال اشتراكه فى حملة أمنية على جبل الحلال عام 2005، ودخل وقتها فى غيبوبة لمدة 6 أشهر مرت على العائلة كأنها سنوات طويلة، حتى شفى، ثم انتقل للعمل فى إدارة الحماية المدنية بمديرية أمن الجيزة». وأضاف أنه «كان محباً لوطنه وعمله ولم يخش الموت يوماً، وسبق أن شارك فى العديد من المأموريات وإبطال مفعول الكثير من القنابل، وكل ما كان يتمناه هو أن يظل بجوار زوجته وابنته حتى تكبر ويطمئن على مستقبلها، لكن الإرهاب الغاشم حرمه من أمنيته، ومع توالى عمليات الإرهاب الأسود، ومخاوفنا من تعرضه لأى مكروه، طلبنا منه أن ينتقل للعمل فى إدارة أخرى، إلا أنه كان يرفض، ويقول لنا: العمر واحد والرب واحد». أما زوجة الشهيد، الصيدلانية صافى محمد صبرى، ذات ال26 عاماً، فحاولت التماسك رغم انهيارها، حتى تشارك فى الجنازة، مصطحبة معها طفلتها، ثمرة زواج لم يدم أكثر من عام ونصف، حتى استشهاد الزوج، وطوال الجنازة جلست بجوار النعش محتضنة طفلتها التى كانت تنخرط فى البكاء من وقت لآخر، وسط نظرات حزن ومواساة ودعوات لا تنقطع ضد الإرهاب من جميع الحاضرين، وظلت الزوجة تردد: «منهم لله.. ربنا يحرق قلبهم زى ما حرقوا قلبى وقتلوا فرحة عمرى»، بينما أصيبت والدة الشهيد بإغماءات متكررة منذ علمها بالخبر المشئوم.