تتوجه أنظار الشعوب العربية إلى الجزائر، انتظاراً لما ستسفر عنه الدورة العادية 31 لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، فيما تواصل الجزائر استعداداتها لاستضافة القمة التى تُعقد فى ظروف عالمية وعربية وإقليمية مختلفة عن السنوات السابقة، حيث ينظر للقمة التى تحمل شعار «لم الشمل» باعتبارها من القمم الصعبة فى تاريخ الدورات العادية لاجتماع مجلس الجامعة العربية، كونها تُعقد بعد فترة غياب استمرت ثلاث سنوات، شهدت العديد من التطورات على المستويات العالمى والإقليمى والعربى، فكل هذه التطورات تدفع فى اتجاه قاعدة حلول عربية للأزمات العربية. خبير علاقات دولية: القمة تدين الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين وتطالب بدولة على حدود 67 وقال الدكتور أيمن سمير، الخبير فى العلاقات الدولية، إن اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب فى الجزائر تعقد فى ظل ظروف استثنائية تمر بها الدول فى المشرق والمغرب العربى، مشيراً إلى أنّ القمة هى عنوان أساسى للتلاحم والتعاون والعمل العربى المشترك، والاجتماع سيتناول عدداً من الملفات المهمة لعدد كبير من الدول العربية، وفقاً للأحداث التى تفرض نفسها على الساحة. وأضاف الخبير فى العلاقات الدولية: «أول الملفات هو الأجندة الخاصة بفلسطين، وستتضمن فى أول البنود إدانة الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، بالإضافة إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وستتطرق إلى دعم الدول التى تستضيف اللاجئين، من خلال محاولة تقديم دعم لها». وتابع: «اللاجئون تأثروا بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة بأزمة فيروس كورونا وتبعات الأزمة الروسية - الأوكرانية، وهو الأمر الذى عمّق من معاناتهم، ولن تغفل القمة الأزمة اللبنانية وستركز جهودها على مناشدة الفرقاء اللبنانيين سرعة التوصل لاختيار رئيس خلفاً للرئيس الحالى ميشال عون؛ حتى لا تستمر أزمة الفراغ السياسى فى البلاد». حسام زكي: القمة لقاء مباشر مفتوح صريح بين القادة العرب وأكد السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن القمة العربية فى الجزائر هى اللقاء المباشر المفتوح الصريح بين القادة العرب لتبادل الرأى والمشورة لحل الأزمات العربية والتوصل إلى حلول لبعض المشكلات الموجودة وتبادل الرأى فى الوضع الدولى والإقليمى، وستمثل إضافة كبيرة للعرب، مضيفاً أن قضية المناخ من القضايا المهمة مثلها مثل القضايا البيئية والاقتصادية والاجتماعية الضاغطة على الأوضاع فى العالم، وأصبحت تشكل اهتماماً كبيراً للجميع. وأوضح أن قمة الجزائر أمامها مجموعة من الأمور السياسية الملحة التى تتطلب حواراً حقيقياً بين الدول، بداية من القضية الفلسطينية مروراً بباقى قضايا الدول العربية، التى لها أهمية كبيرة، مؤكداً أن التغيرات المناخية هى أحد الموضوعات المهمة المطروحة بالقمة. . وقال بهاء محمود، الباحث فى العلاقات الدولية، إنّ التأكيد على خارطة الطريق الليبية والعودة إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية من أهم الملفات المطروحة على طاولة الاجتماع، بالإضافة إلى أنّه قد تكون هناك دعوة لاستئناف الهدنة فى اليمن لأن الهدنة التى تم التوصل إليها فى أبريل الماضى ساهمت بشكل كبير فى الحد من العنف الناتج عن الحرب، كما تمكنت السلطات اليمنية من إدخال المحروقات للبلاد. وأضاف «بهاء»: «من المتوقع أن تكون هناك دعوة صريحة للحوثيين للاستجابة للمبعوث الأممى لتمديد الهدنة، ومن المهم الحديث عن دعم العملية السياسية فى العراق، وفقاً للأوضاع الراهنة، خاصة فى ظل الجهود المبذولة لمواجهة عودة التنظيمات المتطرفة مرّة أخرى»، وأكد عبدالحميد شبيرة، سفير الجزائر بمصر ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية، أن الوفود المشاركة فى أعمال الدورة ال31 للقمة العربية حضرت إلى الجزائر برغبة فى إنجاح هذا الموعد العربى الذى ينتظر أن يشكل «محطة كبيرة» فى مسار العمل العربى المشترك.