«بوصة» للكتابة، واسكتش رسم، وعلبة حبر، أدوات تفاجئ أى راكب جديد لميكروباص الأسطى علاء على خط القاهرة - دمنهور، وعندما يسأله أحد عن استخدامه لتلك الأدوات، يعرف عندها أنه يتعامل مع فنان، يهوى كتابة الخط العربى، لذا حول سيارته إلى متحف متحرك، يشبع فيه موهبته وحبه لهواية لم تعد تهم الكثيرين منذ بدء عصر «الكيبورد». «الوطن» التقت الأسطى علاء رفاعى موسى، فى موقف سيرفيس دمنهور بالبحيرة، ومنذ اللحظة الأولى للحديث معه، بدأ فى عرض الاسكتش الخاص به، قائلاً: «تركت العمل على خط دمنهور - كفر الدوار، لأعمل على خط القاهرة - دمنهور، حتى أمنح نفسى فرصة أكبر للتدريب على الخط العربى، خلال أوقات تحميل الركاب الأطول». يستغل علاء كل لحظة من لحظات الانتظار، سواء فى موقف دمنهور أو عبود، ليتدرب على الخط، مؤكداً أنها «الموهبة الوحيدة التى إذا تركتها تركتك»، وأوضح: «بدأت موهبتى حينما كنت فى المدرسة الثانوية الزراعية، ووقتها كنت أمسك بقلم الخط العريض كثيراً، وأكتب فى الكشاكيل أثناء وقت الفراغ». منذ حصول علاء على دبلوم الزراعة عام 1995، وهو يعمل سائقاً، لكنه لم يكتف بموهبته فى الخط، وقرر أن يدعم تلك الموهبة بالدراسة: «تقدمت للالتحاق بمدرسة تعليم الخط العربى، وأنا الآن فى الصف الثانى، وهى مرحلة مهمة فى حياتى، تعلمت خلالها أن الخط ليس موهبة فى رسم الحروف فحسب، وإنما هو فن يحتاج إلى دراسة، وأسعى الآن لأن أتعلم 3 أنواع من الخط، وأول ما أقوم بدراسته هو الخط الكوفى والفارسى». وأضاف «لدىَّ 4 بنات، أصغرهن عمرها 4 سنوات، وبدأت فى تعليمهن جميعاً حب الخط العربى، وحولت جدران منزلى إلى متحف للخط العربى، ما أثار خلافات مع زوجتى فى البداية، حتى رأت أن الحروف التى أرسمها تمنح الشقة شكلاً جمالياً، خاصة بعد تحسن خطى تدريجياً».