أستاذ ب«بحوث الصحراء»: يمكن استخدام المخلفات الزراعية في تقليل الفجوة الغذائية

تستعد مدينة شرم الشيخ لاستضافة قمة المناخ في شهر نوفمبر المقبل، بمشاركة 40 ألف ضيف من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة قضايا تتعلق بالمناخ، ومن أبرز القضايا التخلص من المخلفات الزراعية والصلبة بطريقة آمنة وصديقة للبيئة، واستغلالها في مخرجات تفيد المجتمعات.
"الوطن" حاورت الدكتور أحمد صبحي الحاوي، أستاذ مساعد الإنتاج الحيواني بمركز بحوث الصحراء بجنوب سيناء، الذي قال إن الأرقام الصادرة من وزارة الزراعة تؤكد أن ما يعاد تدويره من ملايين الأطنان من المخلفات لا يتجاوز 12% فقط، بينما يتم التخلص من ملايين الأطنان الأخرى إما بحرقها أو بإلقائها في الترع والمصارف، مشيرًا إلى أن المخلفات الزراعية من أكثر أنواع المخلفات العضوية الصلبة انتشارا في مصر، ويمكن استخدامها في سد جزء كبير من الفجوة الغذائية في مصر، وخاصة عند استخدامها ك«علائق خشنة محسنة»، مشددًا على أنها تعتبر كنزًا ثمينًا.
وأوضح «الحاوي»: أمكن التوصل إلى مجموعة من التقنيات البسيطة التي يمكن باستخدامها تحسين الاستفادة من المخلفات الحقلية، وبقايا المحاصيل في تغذية الحيوان، وبالتالي توفير مصادر علف جديدة، والتقنيات تتميز بسهولة تنفيذها وقلة تكلفتها، وتأثيرها الجيد على الحيوانات، وعدم تسببها في حدوث أضرار لصحة الحيوان أو للقائم بها أو للتربة الزراعية وتشمل هذه التقنيات إجراء بعض المعاملات التصنيعية الطبيعية أو الكيميائية أو البيولوجية لرفع القيمة الغذائية للمخلفات وتحسين درجة استساغتها للحيوان.
فوائد تصنيع المخلفات الزراعية
ولفت إلى أنه من فوائد عمليات تصنيع المخلفات الزراعية كأعلاف حيوانية تتلخص في بعض النقاط هي: تحسين القيمة الغذائية والاستساغة، توفير موارد علفية متزنة غذائيا على مدار العام بأسعار اقتصادية، خفض تكاليف التغذية بنسبة لا تقل عن 30% وبالتالى زيادة ربحية المربين.
تحويل المخلفات الزراعية إلى أعلاف
وتابع: استخدام علائق مصنعة من المخلفات الزراعية كأعلاف خشنة محسنة، يجري عن طريق إجراء بعض المعاملات التصنيعية لكثير من المخلفات الزراعية التي تتحول إلى أعلاف خشنة متكاملة ذات مميزات عديدة، مثل سهولة استخدام العلف حيث يدخل فى تركيبها المكونات العلفية المختلفة، إعطاء أنواع الحيوانات المختلفة احتياجاتها وزيادة الإنتاجية بسهولة، يمكن من خلالها استخدام مكونات علفية غير تقليدية رخيصة الثمن.
إنتاج سماد عضوي
وأشار إلى إمكانية الاستفادة من المخلفات الزراعية والحيوانية في إنتاج سماد عضوي يقلل من استخدام الأسمدة الكيميائية في عمليات التسميد، حيث يمكن إنتاج السماد العضوي «الكمبوست» من خلال فرم المخلفات الجافة، وكبسها بعد إجراء بعض المعاملات البيولوجية مثل إضافة الأنزيمات التي تساعد في تحلل المخلفات، وإنتاج سماد عضوي يساهم في تحسين خواص التربة وتقليل تكلفة التسميد الكيماوي.
وتابع أنه يمكن القول بأنه يمكن الاستفادة من المخلفات الزراعية المتوفرة بالمزرعة في إنتاج أنواع علفية مختلفة مثل السيلاج، المكعبات العلفية، الدريس المعامل باليوريا والمولاس ذات قيمة غذائية جيدة وذات استساغة عالية تصلح لتغذية جميع الحيوانات فى مراحل نموها المختلفة، وتقليل تكلفة تغذية الحيوانات مما يساعد على زيادة ربحية المربى وتحسين دخله، ورفع الكفاءة الإنتاجية للحيوان كما يمكن إنتاج سماد عضوي يساهم في استصلاح الأراضي وتحسين خصائصها، وبذلك تكون المخلفات كنزًا ثمينًا يساهم في إيجاد حلول وليس عبئًا يساهم في التأثير على البيئة ويؤثر سلبيًا على المناخ.