6 أشهر فاصلة بين خطابي تنصيب رئيسي دولتين، أشعلتا ثورات الربيع العربي. في يونيو 2014 أدى الرئيس عبدالفتاح السيسي اليمين الدستورية رئيسًا لجمهورية مصر العربية في الانتخابات التي شهدتها البلاد عقب ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان، وعُدَّت مرحلة جديدة في التاريخ المصري، واليوم، تونس شهدت أداء أول رئيس منتخب لها طوال عهدها "الباجي قائد السبسي" لليمين الدستورية. بين خطابي الرئيسين عقب تسلم السلطة 5 متشابهات، لتشابه الخطوط العريضة التي سار عليها البلدان منذ قيام ثورتيهما في 2011، باختلاف كيفية تحقيقها. * الشهداء: كان ذكرهم على رأس خطابي "السيسي" و"السبسي"، فطلب الأول في قصر القبة الرئاسي من الحضور الوقوف دقيقة، ليس حدادًا وإنما تحية، لأرواح الشهداء من الجيش والشرطة والشعب، وأضاف أن هذه التحية حتى يقول لذويهم "إحنا مش ناسينكم"، لأننا موجودون هنا الآن بفضل دماء أبنائكم. فيما وجَّه السبسي تحية لروح الشهداء الأبرار ذاكرًا أسماءهم، ومنهم "البو عزيزي" الذي كان شرارة الثورة التونسية، مضيفًا أنهم هم "مَن وهبوا حياتهم لعزة تونس حتى ننعم بالحرية والعيش الكريم". * المرأة: كانت على رأس خطاب الرئيسين لمشاركتها الملحوظة في الانتخابات الرئاسية للبلدين، حيث قال السيسي إن المرأة سر وجود المجتمع واستمراره، وبرهنت على وعيها ودورها واستلهمت دورها في ثورة 1919 بمشاركتها السياسية في استحقاقي خارطة الطريق، وطالب الحضور بتحية خاصة للمرأة المصرية بالاهتمام بتعزيز مشاركتها وتمكينها في الحياة السياسية. فيما عبر السبسي عن امتنانه العميق والشكر للمرأة التونسية، التي برهنت عن حسها الوطني المرهف، وتشبثها بحقوقها ومكتسباتها. * تحية الرئيس السابق: أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في أول كلمة له عقب حلفه لليمين الدستورية، بالرئيس السابق عدلى منصور، وقال السيسي مخاطبًا "منصور": "إن مصر دولة وشعبًا تقدم لك الشكر على ما قدمت للبلاد من خدمات جليلة خلال توليك رئاسة البلاد، ففي خلال عام واحد ضربت مثلا جليًا في الانتماء لإعلاء مصلحة الوطن، فكنت رئيسًا حكيمًا إنسانًا خلوقًا محبًا للوطن". ووجَّه السبسي التحية للرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي، الذي بادر بتهنئته بعد إعلان النتائج الانتخابية، مضيفًا: "هذا لعمري مظهر من المظاهر الحضارية التي تجيدها تونس العزيزة". * عدم الإقصاء: الشعار الذي رفعه كلا الرئيسين في خطابيهما، حيث أوضح السيسي أنه أقسم على أن يرعى مصالح الشعب رعاية كاملة "كل الشعب"، مضيفًا: "أنا رئيس لكل المصريين ولا إقصاء لأحد، فلكل مصري دوره الوطني"، وأكد أنه لا فرق بين مواطن وآخر في الحقوق والواجبات. وقال السبسي أنه طوى اليوم صفحة التنافس الانتخابي وما نتج عنها من تجاوزات، مضيفًا: "وباعتباري رئيسا للدولة أؤكد أنني سأكون رئيسا لجميع التونسيات وجميع التونسيين، دون إقصاء مهما كان، راعيًا للوحدة الوطنية، فلا مستقبل لتونس دون توافق بين الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني والأطياف الاجتماعية". * هيبة الدولة: "إعادة هيبة الدولة".. المعنى الذي اتفق عليه كل رئيس لما تحتاجه البلاد، قال السيسي في حفل تنصيبه منذ 6 أشهر: "نعدكم أن المستقبل القريب سيشهد عودة هيبة الدولة". وشدد الرئيس التونسي على أنه لا بد أن يشترك الشعب والدولة معًا في بناء النظام السياسي والاجتماعي الجديد بالمثابرة ومكافحة الإرهاب والفساد، وعودة هيبة الدولة، في نطاق العدل واحترام القانون والحفاظ على الحريات.