أكدت دار الإفتاء المصرية أنها أصدرت 520 ألف فتوى خلال عام 2014، شملت كل ما يهم المسلم من أمور في مناحي حياته المختلفة. وقالت الدار، في تقرير لها عن نشاطها السنوي خلال العام المنصرم، إن عام 2014 شهد جهودًا حثيثة ومضنية من الإفتاء وعلمائها للمحافظة على مؤسسية الدار وخطابها المتزن المتسم بالوسطية والاعتدال الداعم لمد جسور التواصل مع أصحاب الثقافات والحضارات المختلفة. وتضمن تقرير الإفتاء كشف حساب بإنجازاتها في 2014، مبتدئة بأحداث النهاية التي حدثت الأيام الأخيرة من العام بإعلان اختيار مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام كأبرز راعٍ للسلام في العالم من منظمة التحالف بين الأديان بكوريا الجنوبية، ومن أكثر 15 زعيما دينيا مؤثرا في أفريقيا وفقا لمجلة "جون أفريك"، الفرنسية. بالإضافة إلى اختياره عضوًا باللجنة العليا للإصلاح التشريعي التي أنشأها الرئيس عبدالفتاح السيسي لبحث ودراسة مشروعات القوانين والقرارات الجمهورية وقرارات رئيس مجلس الوزراء اللازم إصدارها أو تعديلها، واختياره شخصية عدد صحيفة "لا ليبر" البلجيكية الناطقة باللغة الفرنسية، أكبر الصحف البلجيكية لدوره البارز في إصدار الفتاوى الشرعية للمسلمين في داخل مصر وخارجها. وبشأن أبرز الفتاوى فكانت: تصحيح الجنس، وطلاق المكره، والتمويل العقاري في ديار غير المسلمين، والتعامل في الفوركس، والعمليات التفجيرية، واستخدام الحامض النووي لنفي النسب، والتدليس في الطلاق الثلاث، وحكم التبرع بالقرنية، والزكاة لتوصيل مياه الشرب إلى القري الفقيرة، وإخراج الزكاة لتطوير العشوائيات، وشهادة استثمار قناة السويس. بالإضافة إلى فتاوى التجارة في الآثار الفرعونية، وبناء المساجد على أرض زراعية، والحقن المجهري وتحديد نوع الجنين، وتمويل المشروعات الصغيرة والأسر المنتجة، والمحافظة على الآثار الدينية، واستخدام التبرعات لدعم صندوق الزمالة، والزكاة لهيئة الإغاثة، والتلقيح الصناعي، وبيع الدقيق المدعم، والتعدي على الأضرحة، وغير ذلك من الفتاوى الخاصة بالصلاة والزكاة والحج والمعاملات والأحوال الشخصية والعلاقات الدولية والإرهاب والتطرف . وأضاف التقرير أن دار الإفتاء المصرية عقدت عدة دورات تدريبية مثل برنامج تأهيل المقبلين على الزواج، كما قامت بإعداد برنامج تحسين المهارات الإفتائية لعشرة وفود من الدول الأجنبية في أفريقيا وشرق آسيا، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء كانت حاضرة وبقوة في المحافل الدولية والعلمية والملتقيات الفكرية حول العالم، واستطاعت أن تقدم خطابًا علميًا رصينًا وأمينًا نسجته من خلال الفهم الصحيح والإدراك العميق لمعطيات الواقع المعاش ومقاصد الشريعة ومآلاتها. وأشار التقرير إلى أن علماء دار الإفتاء انطلقوا إلى مختلف البلدان لتقديم يد العون والدعم للمسلمين، والتواصل والحوار مع غير المسلمين، وفتح آفاق التعاون والتآلف والتعايش بين أبناء الحضارات والأمم المختلفة، حيث توجه وفد علمي رفيع المستوى من علماء الإفتاء إلى غرب إفريقيا لزيارة دول نيجيريا وكوت ديفوار والسنغال كأول قافلة "إفتائية"، في إطار بروتوكول التعاون المشترك بين دار الإفتاء المصرية ووزارة الخارجية، لمكافحة التطرف وبيان الأحكام الشرعية على أرض الواقع، إضافة إلى سفر وفد من علماء دار الإفتاء إلى البرازيل والعديد من الدول لمراجعة إجراءات ذبح الطيور والحيوانات التي يتم تصديرها إلى مصر، والتأكد من أن ذلك يتم وفقًا للشريعة الإسلامية. وذكر التقرير أن دار الإفتاء وقعت خلال العام 2014 العديد من بروتوكولات التعاون، أهمها توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الخارجية ودار الإفتاء، وبروتوكول تعاون بين الدار ووزارة الشباب لإعداد جيل من الشباب أكثر حفاظًا على تعاليم الإسلام الوسطية، وبروتوكول تعاون بين دار الإفتاء والمركز القومي للبحوث الاجتماعية، وبروتوكول تعاون بين دار الإفتاء ومشروع "السلام عليك أيها النبي" بمكة المكرمة، وبروتوكول تعاون مع الهيئة الدينية بدولة كازاخستان وبروتوكول تعاون مع مؤسسة طابة للدراسات والأبحاث وغيرها من البروتوكولات. وأضاف التقرير أن دار الإفتاء أصدرت العديد من الإصدارات المهمة خلال العام 2014، منها موسوعة "دليل الأسرة في الإسلام" لمواجهة المشكلات الأسرية والاجتماعية، "فتاوى وأحكام المرأة في الإسلام"، وكتاب باللغة الإنجليزية يفند ويرد على مزاعم وأفكار "منشقي القاعدة" والجماعات ذات الفكر الإرهابي المتطرف، وكتاب "فتاوى الشباب"، وكتاب "الجهاد"، والجزء الثالث من كتاب "الإفتاء المصري"، بالإضافة إلى كتب "أحكام الصيام"، و"أحكام الحج والعمرة"، و"أحكام المسافر"، وموسوعة "الفتاوى المهدية" في عشرين مجلدًا. كما افتتحت الدار قسمًا جديدًا في إدارة الترجمة بالتعاون مع كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر لترجمة الفتاوى الصادرة عن الدار إلى اللغات الإفريقية "السواحلية، الهوسة، الفولانية، الأمهرية" للتواصل مع دول حوض النيل ونشر الوسطية ونبذ التطرّف والإرهاب. ومن الإنجازات الإلكترونية لدار الإفتاء تخطى أعداد المشتركين على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مليون مشترك، وبهذه تعد صفحة دار الإفتاء في صدارة الصفحات الإسلامية في موقع التواصل الاجتماعي على مستوى العالم.