أضافت " نكسة " البطاطس هذا الموسم ألماً جديداً للفلاح المصري الذي لم يكد يفيق من " وجع" محصول القطن حتي الآن، في المنيا المعقل الرئيسي لبيع وانتاج البطاطس في مصر المزارعون يصرخون .. في الوقت الذي راهن معظمهم علي محصول هذا العام واستدان علي " حسه " جاءت أيام الحصاد علي غير المتوقع ولم يكف ناتج الفدان إجمالي ما تم انفاقه عليه طوال العام . يرجع سراج عطيه تاجر وصاحب شونة لجمع محصول البطاطس بقرية البرجاية بالمنيا، سبب الخسارة الفادحة التي حدثت لأول مرة في تاريخ المحافظة، إلي ارتفاع مستلزمات الإنتاج الزراعي وعدم توفير الأسمدة اللازمة وصرفها لكبار ملاك الأراضي الزراعية دون المستأجر، حيث يقوم ملاك الأراضي بييع حصصهم من الأسمدة المدعمة التي يتم إستلامها من الجمعيات الزراعية إلي المستأجرين، الذين يقومون بالزراعة فعلياً، وبأسعار الأسواق السوداء، كما أن مستوردي تقاوي البطاطس يحتكرون الأصناف ذات الإنتاجية الجيدة لرفع أسعارها، أما الأصناف الرديئة فيتم أغراق السوق بها ويقبل عليها المزراعون لأنها رخيصه، لافتاً إلي أن كبار المستوردين يمارسون سياسة تعطيش السوق ببعض أصناف التقاوي المرغوبة لرفع أسعارها، فضلاً عن إغراق السوق بتقاوي ذات إنتاجية ضعيفة تحقق مكاسب كبيرة لهم علي حساب الفلاح، إضافةً إلي توقف عملية التصدير لبعض الدول بالخارج التي تعد سوقاً هامه للبطاطس ومنها ليبيا وسوريا، كما أن الممارسات الإحتكارية من جانب بعض المستوردين أضرت بالسوق المحلي ودفع الثمن الفلاح الفقير وحده . ويقول ماهر محروس، مزارع من قرية أبوحنس بالمنيا، إنه لاتوجد أي رقابه أو تفتيش من جانب الحجر الزراعي علي أصناف التقاوي المستورده من الخارج، حيث اكتشف بعض المزراعون أن التقاوي كانت مصابة هذا العام بالعفن البني وعفن الجذور والأوبئة، التي أدت إلي ضعف إنتاجية الفدان بشكل غير مسبوق، رغم أن أسعارالتقاوي كانت مرتفعه جداً، فضلاً عن إرتفاع أسعارالأسمدة، التي يقوم صغار المزراعين بشرائها من التجار بالسوق السوداء لحين موعد الحصاد . ويطالب مختار رياض، من أكبر مزارعي البطاطس بقرية زهره بالمنيا، الدولة ممثلة في وزارة الزراعة بفرض رقابة قوية علي المستوردين، وألاتتجاوز كميات التقاوي المستوردة من الخارج عن 120 ألف طن حفاظاً علي السوق المحلي، وحتي لاتنهار أسعار البطاطس في ظل زيادة العرض وضعف الطلب، بالإضافة إلي السيطرة علي أسعار التقاوي المستورده من الخارج . ويقول خالد خليفة مدير الجمعية العامة لمنتجي البطاطس بالمنيا، إن جميع أنواع التقاوي الخاصة بالبطاطس كان يتم إستيرادها في السابق وتوفيرها للفلاحين بمعرفة الجمعية، ولكن في عهد وزير الزراعة الأسبق أحمد الليثي تم إلغاء هذاالأمر، فبعد إتباع نظام الخصخصة تم إسناد مهمة الإستيراد لوكلاء يقومون بتوزيع التقاوي المستوردة علي الجمعيات والأفراد، وأصبح المستورد أو الوكيل هو المتحكم في الأسعار، وكل ما يشغل باله هو الربح، أما جمعية منتجي البطاطس لاتسعي إلي الربح والمكسب، وكل همها راحة ومساعدة الفلاح، كما أن جمعيات منتجي البطاطس كانت تحصل علي حصة من السماد يتم توزيعها علي مزارعي البطاطس، ولكن تم إلغاء الحصة المقررة وتحويلها للبنوك الزراعية . أما عن سبب تدهور أسعار البطاطس فقال خليفة، السبب الرئيسي توقف عملية التصدير للخارج وخاصة إلي دولة ليبيا بسبب الوضع الداخلي المتأزم هناك، وكذلك إغراق الأسواق بكميات كبيره من التقاوي أدت إلي التوسع في الزراعة، وزيادة المعروض عن المطلوب، وأشارإلي أنه يجب تخصيص كميات من التقاوي لجمعيات منتجي البطاطس التي لاتسعي لتحقيق الأرباح، ليتم توزيعها علي صغار الفلاحين، بالإضافة إلي ضرورة تشديد الرقابة من جانب الحجر الزراعي علي بعض الأصناف التي يتم استيردها من الخارج .