بدء تسليم كارنيهات العضوية للنواب المعلن فوزهم من الهيئة الوطنية للانتخابات    «القومية للأنفاق» تنفي تأثر «المونوريل» بحادث كسر ماسورة مياه في التجمع الخامس    ديشامب يرشح مصر والمغرب للحصول على كأس أمم أفريقيا 2025    قبل مواجهة تنزانيا، سيناريوهات تأهل منتخب تونس لدور ال 16 في أمم أفريقيا    ضبط طن أجبان غير صالحة للاستهلاك الآدمي في الدقهلية    وفاة الروائي محمد يوسف الغرباوي    رئيس الوزراء يتفقد عددا من أقسام مستشفى جامعة الجيزة الجديدة    محافظ المنوفية يوجه بفتح مقر جديد للمركز التكنولوجي لاستقبال طلبات المواطنين    وزارة العدل تقرر نقل مقرات 7 لجان لتوفيق المنازعات في 6 محافظات    مهرجان المنصورة لسينما الأطفال يكشف عن بوستر دورته الأولى    وزير الثقافة يُطلق «بيت السرد» بالعريش ويدعو لتوثيق بطولات حرب أكتوبر| صور    وزير الداخلية يعقد اجتماعا مع القيادات الأمنية عبر تقنية (الفيديو كونفرانس)    معهد الأورام يستقبل وفدا من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لدعم المرضى    تحذيرات من أجهزة اكتساب السُّمرة الصناعية.. تؤدي إلى شيخوخة الجلد    رئيس جامعة القاهرة يتفقد سير امتحانات الفصل الدراسي الأول بعدد من الكليات    أسباب تأجيل إقالة أحمد عبد الرؤوف فى الزمالك.. اعرف التفاصيل    مهرجان أسوان لأفلام المرأة يعلن عن برنامج تدريبي للشباب بأسيوط    أحمد الفيشاوى يحتفل مع جمهوره بالكريسماس.. فيديو    كيف يستفيد أطفالك من وجود نماذج إيجابية يحتذى بها؟    ضبط قضايا تهريب ومخالفات مرورية خلال حملات أمن المنافذ    وزير العمل يهنئ الرئيس والشعب المصري بالعام الجديد    إحالة سائق إلى محكمة الجنايات في واقعة دهس شاب بالنزهة    محافظ بني سويف يتابع استعدادات امتحانات الفصل الأول لصفوف النقل والشهادة الإعدادية    معبد الكرنك يشهد أولى الجولات الميدانية لملتقى ثقافة وفنون الفتاة والمرأة    محمد يوسف: حسام حسن يثق في إمام عاشور.. وكنت أنتظر مشاركته ضد أنجولا    زلزال بقوة 5.6 درجة بالقرب من جزيرة أمامي أوشيما اليابانية    كل ما نعرفه عن محاولة الهجوم على مقر إقامة بوتين    الصحة: تقديم 3.4 مليون خدمة بالمنشآت الطبية بمطروح خلال 2025    فيتو فى عددها الجديد ترصد بالأرقام سفريات وزراء حكومة ابن بطوطة خلال 2025    هيئة السكة الحديد تعلن متوسط تأخيرات القطارات اليوم بسبب أعمال التطوير    محافظ القاهرة: اختيار موقف السبتية لإقامة معرض سلع ليستفيد منه أكبر عدد من المواطنين    فيديو.. متحدث الأوقاف يوضح أهداف برنامج «صحح قراءتك»    محافظة الجيزة تعزز منظومة التعامل مع مياه الأمطار بإنشاء 302 بالوعة    تراجع معظم مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات الثلاثاء    أهلي جدة يستضيف الفيحاء في الدوري السعودي    حازم الجندى: إصلاح الهيئات الاقتصادية يعيد توظيف أصول الدولة    الصحة تنفذ المرحلة الأولى من خطة تدريب مسؤولي الإعلام    حكام مباريات غداً الأربعاء في كأس عاصمة مصر    رئيس جامعة الجيزة الجديدة: تكلفة مستشفى الجامعة تقدر بنحو 414 مليون دولار    حسام عاشور يكشف سرًا لأول مرة عن مصطفى شوبير والأهلي    بنك مصر يخفض أسعار الفائدة على عدد من شهاداته الادخارية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين في محافظة القاهرة    اليوم.. طقس شديد البرودة ليلا وشبورة كثيفة نهارا والعظمي بالقاهرة 20 درجة    مساعد وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق: تهديد ترامب لحماس رسالة سياسية أكثر منها عسكرية    لهذا السبب| الناشط علاء عبد الفتاح يقدم اعتذار ل بريطانيا "إيه الحكاية!"    اسعار الفاكهه اليوم الثلاثاء 30ديسمبر 2025 فى اسواق المنيا    مجانًا ودون اشتراك بث مباشر يلاكووووورة.. الأهلي والمقاولون العرب كأس عاصمة مصر    القبض على المتهمين بقتل شاب فى المقطم    إصابة منصور هندى عضو نقابة المهن الموسيقية فى حادث تصادم    إعلام فلسطيني: طائرات الاحتلال تشن غارات شرقي مخيم المغازي وسط قطاع غزة    الداخلية تكشف ملابسات خطف طفل بكفر الشيخ | فيديو    محافظة القدس: الاحتلال يثبت إخلاء 13 شقة لصالح المستوطنين    بيان ناري من جون إدوارد: وعود الإدارة لا تنفذ.. والزمالك سينهار في أيام قليلة إذا لم نجد الحلول    بوينج توقع عقدًا بقيمة 8.5 مليار دولار لتسليم طائرات إف-15 إلى إسرائيل    ما أهم موانع الشقاء في حياة الإنسان؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    هل تجوز الصلاة خلف موقد النار أو المدفأة الكهربائية؟.. الأزهر للفتوى يجيب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد عز: أُهدى «كيرة والجن» لجيل لا يعرف الكثير عن تاريخنا وألجأ إلى الله فى أزماتى «مش بحب أشيّل حد همى»
نشر في الوطن يوم 30 - 07 - 2022

تنهمر دموع الندم حارقة على وجهه أمام جثة والده، يحاول جاهداً أن ينتزع روحه من أيادى الموت ولكن دون فائدة، وتشتعل نار الانتقام فى فؤاده مقسماً أنها لن تهدأ إلا بالقصاص من قاتل والده، ويتحول «عبدالقادر الجن» فى تلك اللحظة إلى فدائى لينضم إلى المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإنجليزى. بنيان جسدى قوى يليق بأبطال الحكايات الشعبية، وأداء تمثيلى يجمع بين الذكاء والموهبة، خاض النجم أحمد عز تحدياً جديداً فى مشواره السينمائى من خلال فيلم «كيرة والجن» للمخرج مروان حامد، عائداً بالزمن إلى عام 1919 ليقدم ملحمة وطنية فى الكفاح ضد الاحتلال الإنجليزى، مشاهد عديدة قدمها «عز» صنفها الجمهور «ماستر سين»، ليؤكد بها مكانته كنجم من مدرسة الكبار. ويتحدث «عز» فى حواره مع «الوطن» عن تجربة فيلم «كيرة والجن» وأصعب مشاهده، وأهدى الفيلم لجيل لا يعرف الكثير عن تاريخنا، على حسب قوله، وإلى نص الحوار.
ما تقييمك لتجربتك فى فيلم «كيرة والجن» بعد تصدره شباك التذاكر؟
- «كيرة والجن» تجربة أتمنى تكرارها فى العمر مرات ومرات، رغم كونها من نوعية الأعمال الصعبة على كل المستويات، وتحديداً على صعيد ضخامة الميزانية ومراحل التحضير والتنفيذ.. إلخ، إذ إن هذا الفيلم استغرق 4 أعوام فى تحضيره وتصويره، ولكنى أشعر بفخر شديد تجاهه على كافة الأصعدة، وهنا لا أتحدث عن شخصية «عبدالقادر الجن» وطريقة تجسيدى لها، وإنما أعنى فخرى بصناعة السينما لوجود منتج مصرى فيها بهذه الجودة والقيمة، «فأنا هكون فخور لما أتفرج عليه بره وأعرف إن مصر بتعمل النوعية دى من الأفلام»، علماً بأنه يسهل تقديمها إذا توافرت العقلية والصدق والإخلاص فى الأداء والتنفيذ، ما سينعكس بدوره فى الحفاظ على الريادة الفنية المصرية، وذلك لن يتحقق إلا بوجود نوعية أفلام على غرار «كيرة والجن» وأفلام أحمد حلمى وكريم عبدالعزيز وأحمد السقا وغيرهم.
لماذا لم تعتبروا الفيلم وثيقة تاريخية رغم عرضه مشاهد حقيقية وقمتم بإدراجه تحت بند «خيال مستوحى من الواقع» على شارة المقدمة؟
- ربما أضاف الكاتب أحمد مراد بعض الشخصيات من خياله، وبالتالى لم يشأ تصنيف «كيرة والجن» على أنه مأخوذ عن أحداث حقيقية بنسبة 100%، ولكنى أؤكد على كلامك بتضمن الفيلم لأحداث حقيقية من واقع التاريخ، ومنها «حادثة دنشواى» و«حادثة ميت القرشى» وغيرهما مع إضافة صبغة درامية وفنية، ومن هذا المنطلق، حرص مراد من باب الأمانة أن يكون دقيقاً فى توصيفه للفيلم على التتر.
المخرج مروان حامد أهدى الفيلم لوالده الكاتب الراحل وحيد حامد.. فلمن يُهديه أحمد عز؟
- أهدى الفيلم لصناعة السينما بشكل عام، لأنى فخور بقدرات بلدنا وإمكانياته الفنية، وأعنى قدرته على تقديم فيلم ك «كيرة والجن»، وأتمنى أن تُقدم أفلامنا بنفس التقنية والشكل التى ظهر بها الفيلم.
ولو طلبت منك إهداءه لأشخاص.. فمن ستختار؟
- أهديه لجيل جديد لا يعرف الكثير عن تاريخ مصر، فالأجيال السابقة كانت تستمد معلوماتها من المدرسة والأسرة بنسبة 90%، ولكن الوضع بات مختلفاً بالنسبة للأجيال الجديدة التى لا تستقى كل معلوماتها من المدرسة والأسرة، وإنما يستخدمون الهواتف المحمولة والمنصات التى قد تولد بداخلهم فكراً وتوجهاً معيناً، ومن ثم لا بد من تعريفهم بتاريخنا كى يفتخروا ويتشرفوا به.
«عبدالقادر الجن» أعلن فى مذكراته عن الحكم عليه بالإعدام قبل تخفيف الحكم للسجن المؤبد وخروجه بعدها ب4 أعوام بعفو من سعد زغلول.. فلماذا لم يتعرض الفيلم لهذه الجزئية؟
- ربما أنه لم يتم التأكد من مصدر مذكرات الجن، «وممكن تبقى الدراما مش طالبة أكتر من كده»، ولذلك لم يعتبر أحمد مراد الفيلم بمثابة وثيقة تاريخية كما ذكر فى التتر، بخلاف أنه لا بد من تقفيل الفيلم بشكل درامى، بحيث نرى «كيرة مات فى حضن صديقه الجن»، وإن كنا لا ندرى إن كانت هذه الواقعة قد حدثت بالفعل، ولكن ما نعلمه جيداً أن أحمد كيرة مات ودُفن فى مدافن الصدقة بإسطنبول.
رسالة الفيلم «مش لازم تبقى جندى علشان تدافع عن بلدك».. وإذكاء الروح الوطنية ضرورة لأن ولاء البشر أصبح للمادة
لماذا قدمتم عناصر المقاومة من فئات مهنية غير تابعة لجهات شرطية أو عسكرية؟
- «مش لازم تبقى جندى علشان تدافع عن بلدك»، وهذه هى رسالة فيلم «كيرة والجن» المراد تقديمها، فإذا نظرنا إلى عناصر المقاومة وقت الاحتلال الإنجليزى لمصر، سنجد أن سعد زغلول كان محامياً، وأحمد كيرة طبيباً، وعبدالقادر الجن «أرزقى»، بخلاف عامل المطبعة والمعلمة والطلبة.. إلخ، فهؤلاء هم من كانوا مهمومين بقضية البلد رغم عدم تجاوز أعمارهم لسن الأربعين، وبالتالى لا بد من إذكاء الروح الوطنية لدفع الناس للمحافظة على بلدها، والحفاظ على البلد يبدأ من حماية الممتلكات، وتحديداً من جملة «مترميش حاجة فى الشارع» انتهاء بالدفاع عن الحدود، وأرى أن إذكاء الروح الوطنية أمر ضرورى وهام، لأن الزمن القادم سيكون الولاء فيه للمادة على حساب الوطنية.
أبويا قال لى «متهزرش مع ربنا فى الحدود».. و«أفلامى مش هتنفعنى لما أنزل قبرى»
أشاد الكثيرون ببراعتك فى أدائك لمشهد وفاة والدك ضمن أحداث الفيلم.. فكيف تحضرت له نفسياً؟
- كرم ربنا وراء خروج المشهد بالشكل الذى رأيتموه على الشاشة، وأنا بشكل عام حينما أتجه لتصوير مشهد يغلب عليه طابع الحزن والشجن، أكون شخصاً قليل الكلام والهزار وأعزل نفسى عن الواقع المحيط بى تماماً، والحقيقة أن استقبال الجن لنبأ وفاة والده وهو فى حالة سكر وبعد ليلة قضاها مع فتاة زاد من صعوبة المشهد، ناهيك عن كون أحمد كمال ممثل رائع للغاية، «وهو صعب علىّ لما لقيته نايم بعد قتله».
لا أحب استخدام قطرة العين فى مشاهد البكاء وتذكرت والدى عند وفاة والد «الجن» وأحمد كمال «صعب علىّ».. والمشهد أنهكنى نفسياً «كأن قطر عدى عليّا»
هل تذكرت والدك الراحل وقت تصوير هذا المشهد؟
- بكل تأكيد، لأنه لا بد من وضع نفسى كممثل فى «مود» معين، وأنا لا أحب استخدام قطرة العين فى مشاهد البكاء، حيث أميل لتقديمها بمشاعرى الحقيقية وبشكل واقعى، ولذلك تُعد هذه النوعية من المشاهد متعبة نفسياً للغاية، «وبروح بعديها للبيت منهك وكأن فيه قطر عدى عليّا».
على ذكر والدك.. حدثنا عن تفاصيل علاقتك به التى ربما لا يعرفها أحد؟
- كان لدىّ أحن أم فى الدنيا وأكثر أب صارم ومُحدد فى حياته، وأذكر أن منزلنا بمنطقة المعادى كان قريباً من نادى المعادى، فلا يفصلنا عنه سوى 5 دقائق سيراً على الأقدام، ووالدى كان يعود من عمله فى تمام الثانية ظهراً، ونتناول وجبة الغداء فى الثالثة عصراً، فإذا حضرت من النادى متأخراً 10 دقائق عن موعد الغداء، أعاقب بتناول طعامى بمفردى وحرمانى من الذهاب للنادى ليلاً، أما على صعيد الدراسة، «ماكانش فيه حاجة عنده اسمها ملحق»، ووقتها كنت ألعب رياضة تنس الطاولة ومثلت مصر فى بطولات أفريقية وعربية وفزت بها، ومع ذلك كان ذهابى للنادى للتمرين فقط «مفيش حاجة اسمها تقعد مع أصحابك»، وأذكر أن «أبويا لحد ما توفى وهو فى المستشفى ما كنتش أقدر أدخل عليه وريحتى سجاير، مش هقولك ماسك سيجارة أو إن هو عارف إنى بشرب سجاير بس مش قدامه» فهو كان شديد الحنان و«دوغرى» مثلما نقول باللهجة الدارجة، «معندوش حاجة اسمها إن ابنه يطول شعره أو يلبس سلسلة فى رقبته».
أفتقد والدى ووالدتى «لأنهم كانوا بيحبونى لذاتى مش لمصلحة»
متى تشعر بافتقادك له هو ووالدتك؟
- طيلة الوقت، لأن افتقاد الأب والأم يعنى فقد من يحبونك لذاتك دون مصلحة، «هما مش عاوزين منك حاجة غير إنك تبقى كويس»، وبرحيلهم تشعر وكأنك أصبحت فى الطل دون مظلة تضلل عليك.
صرحت أخيراً بأنك تحمد الله على وفاة والدك قبل قراءة ما يُكتب عنك..
- مقاطعاً:
والدى ربانى بشكل سليم ومنضبط وكان يعى ذلك جيداً، ولكن «أى أب هيقرأ حاجة سلبية عن ابنه أكيد هيتضايق ويزعل»، علماً بأن أبى حينها كان فى ال 77 من عمره، ولذلك أحمد الله أننى لم أضايقه فى آخر أيامه، وأنا ممتن لطريقة تربيته لى التى تأسست عليها، وأذكر أننى كنت أستيقظ من النوم فى إجازة الصيف الساعة الثامنة صباحاً، «مفيش حاجة عنده اسمها تنام تانى بعد الساعة 8 لأن ده وخم»، وحينما اتجهت للعمل فى الفنادق، كانت هناك سياسة متبعة آنذاك بتشغيل الموظفين الجدد فى الوردية الليلية، لأن هذا التوقيت يكون معدل العمل فيه هادئاً وبالتالى فرصة جيدة للتعلم، فكنت أتجه للفندق مساء وأعود للمنزل فى التاسعة صباحاً، ولكن والدى كان رافضاً لفكرة مبيتى خارج البيت، وهنا أحدثك وأنا عندى 21 سنة وقتها، وطالبنى بترك العمل بالفنادق ولكنى تمسكت به «علشان أثبت له إنى كويس»، وبعدها اتجهت للتمثيل وقدمت فيلم «مذكرات مراهقة» الذى جلست بعده فى المنزل لمدة عامين كاملين، فقرر والدى عدم مساعدتى مادياً كى أعود للعمل بالفنادق من جديد، «يعنى إيه بعد ما كبرت تبقى قاعد فى البيت؟» فكان يتعامل معى من هذا المنطلق حرصاً على مصلحتى.
لو كان أبى حياً وقت أزماتى «ماكانش حد استجرى ييجى جنبى».. وتعلمت منه قول الحق حتى لو هفتح كشك سجاير
ماذا لو كان والدك على قيد الحياة وقت كتابة أخبار تخص أزمة معينة فى حياتك وطالبك بالاعتزال حينها؟
- «ماكانش هيعمل كده ولكن كان هيبقى عندى ضهر وماكانش حد هيستجرى ييجى جنبى»، فوالدى لم يكن يعمل فى منصب حكومى أو لديه علاقات وما إلى ذلك، وإنما كان يعمل فى شركة بترول، ولكن «أى حد كان هييجى جنب ابنه كان هياكله»، وبعد وفاته لم يكن لدىّ الخبرة الحياتية مثله لمواجهة المصائب، فأنا أتمنى أن أكون امتداداً له أنا وأشقائى، لأنه ربانا أحسن تربية، وتعلمت منه أن أقول كلمة الحق لو هتخسرنى كل حاجة، وتخلينى أفتح كشك سجاير، وعلمنى أن أكون رجلاً فى الكلمة التى تخرج من لسانى، وإذا ارتكبت أى خطأ فلا بد أن أتحمله وأدفع ثمنه، وكان يذكرنى دوماً «إنى أنا اللى هتسئل لما أنزل قبرى»، «لا أنا هنفعك ولا أفلامك ولا محامينك»، فأنت منك للمولى عز وجل، ولذلك كان يقول لى دوماً «متهزرش مع ربنا فيما يتعلق بالحدود».
أى شخص ظلمنى خصيمى يوم القيامة.. ووفاة أمى «كسرتنى» وأصبحت «شبه» سعيد فى حياتى
وماذا عمن ظلموك فى حياتك؟
- أى شخص ظلمنى هو خصيمى يوم القيامة، فقد وصلت لمرحلة من الرضا والقناعة أن ربك عادل، فقد يأتيك وقت تشعر خلاله بتعرضك للظلم، وتتساءل: «اشمعنى أنا؟»، ولكن بمرور الوقت تكتشف أن الله سبحانه وتعالى حاسبها صح جداً، «هو بيسامح فى كل حاجة فى حقه إلا حق العباد»، وبالتالى من يظلمنى بينى وبينه ربنا، والحقيقة أن كرم المولى عز وجل علىّ وفضله كبير للغاية.
لو عدنا لأحداث الفيلم وواقعة وفاة والد «عبدالقادر الجن» التى كانت نقطة تحول فى حياته.. فماذا عن نقطة التحول فى حياتك الشخصية؟
- وفاة والدتى بعد صراع مع المرض عام 2008، فقبلها كنت إنساناً بيضحك ويهزر ويشتغل ويسافر فقط، لأنى كنت مالكاً للدنيا «وحياتى سعيدة ومش حامل همها»، لكن جوايا حاجة اتكسرت بعد وفاة أمى، وكأن «حد خد حاجة من جوايا»، فلم تعد المتعة والسعادة بنسبة 100%، فأصبحت «شبه» ليس أكثر، بخلاف ما مررت به من مشكلة معينة تزامنت مع وفاة والدى، وتلك لا أعتبرها نقطة تحول وإنما رؤية بدأت خلالها فى فهم الناس بشكل أوضح.
ما ردك على الآراء التى اعتبرت خيانة أحد عناصر المقاومة فى الفيلم لزملائه غير مبررة درامياً؟
- تحمل أجواء السجن بما تتضمنه من ضغوط وحرمان من كل متع الحياة يحتاج لبنى آدم صلب، ونحن لم نضع أنفسنا مكان إنسان يشعر بالقهر والتعب وإن «حياته بتروح خلاص»، لأنه ربما لم يجد مفراً سوى خيانة زملائه وأنا لا أؤيده فى هذا التصرف بكل تأكيد، لكن «أنت متقدرش تعرف ظروف الناس عاملة إزاى»، وفى المقابل، دعنى أتساءل: «هل لو زودنا من مشاهد التعذيب والقهر له فى السجن كان سيكون تصرفه مبرراً؟» فهذا شأن ليس موضوع الفيلم، لأننا شاهدناه وهو يتعرض للضرب بالفعل.
ساندت «رياحنة» وقت مروره بأزمة نفسية طمعاً إن حد يمد لى إيده لو احتجت.. ولم أتعرض للخيانة من صديق
هل تعرضت للخيانة من صديق فى حياتك العادية؟
- لا أعتبرها خيانة وإنما مصالح، وأحياناً «المصالح بتتصالح وتخليك تدوس على أقرب الناس ليك»، وأنا لا أتمنى لجوء أى إنسان لمثل هذا السلوك الخاطئ، ولكننا للأسف أصبحنا فى زمن المادة التى باتت هى المتحكمة فى هذا الزمان.
من الخيانة لمشاعر الوفاء بدعمك للفنان الأردنى منذر رياحنة الذى أعلن إنقاذك له من حافة الانهيار النفسى فى مرحلة ما من حياته؟
- حياة الإنسان لا تسير على وتيرة واحدة، وحياتنا لا تخلو من المشكلات الأسرية أو النفسية، وحينما تجد إنساناً يتجه لطريق ما نتيجة لضغوط معينة، «وأنت كلت معاه عيش وملح واشتغلتوا سوا»، فتحاول أن تمد يديك إليه لانتشاله، «وأنا بعمل كده طمعاً إن حد يمد لى إيده لو احتجت فى يوم من الأيام».
ولمن يلجأ أحمد عز وقت مروره بأزمة فى حياته؟
- لا ألجأ لأحد سوى المولى عز وجل، «أنا بفضفض للقريبين منى ولكن مش بشيلهم همى»، فلم يسبق أن ورطت أشقائى فى مشكلاتى وما إلى ذلك، حيث أشعرهم دوماً أن الأمور على خير ما يرام، ولكنى لا أجد سوى الله خير عون فى هذه الحياة.
الأفلام التاريخية لها أولوية فى مشاهداتى.. وميزانية «صقر المحروسة» ستفوق «كيرة والجن»
أخيراً.. ما آخر التطورات بالنسبة لفيلم «صقر المحروسة»؟
- أشعر بحماسة شديدة لتقديم هذا الفيلم، الذى تدور أحداثه فى زمن المماليك، وأنا أحب نوعية الأفلام التاريخية التى تتصدر أولوياتى فى المشاهدة، ولكن فيلماً ك«صقر المحروسة» يتطلب ميزانية كبيرة وتحضيرات عديدة، وما زلنا فى مرحلة المناقشات فى هذا الشأن، لأن الميزانية ستتخطى ما أنفق فى «كيرة والجن»، ولكننا جاهزون على مستوى الكتابة والإخراج.
الرواية
قرأت الرواية قبل 3 أعوام وأعجبت بمحتواها، وقلت لنفسى: «يا رب الرواية دى تتحول لفيلم»، وحينما حدثنى مروان حامد وأحمد مراد بشأن «كيرة والجن»، طلبت من الأخير الاطلاع على كل المراجع التى استند إليها فى الفيلم، ومن ثم ألممت بكل تفاصيل وأبعاد شخصية «عبدالقادر الجن»، ناهيك عن دراستنا لثورة 1919 أيام المدرسة، ولكن إحقاقاً للحق فإن أحمد مراد كتب كل الشخصيات من لحم ودم، وعلى أثره لم أجد صعوبة فى رسم ملامح «الجن».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.