بعد رفع الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة.. عواقب وخيمة على أوروبا

قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أمس، رفع معدل الفائدة بمقدار 0.75 نقطة أساس إلي، 2.25-2.50% لمكافحة التضخم، وهذه الزيادة هي الثانية على التوالي بمقدار 0.75 نقطة أساس، ورابع زيادة هذا العام، مع تحرك حكام البنك المركزي بقوة لتهدئة أقوي زيادة من التضخم منذ أكثر من أربعة عقود، تجنبا للركود في أكبر اقتصاد عالمي.
ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية سيؤثر بالسلب على الاقتصاد العالمي
قال جيمس موريسون، الباحث المساعد في قسم العلاقات الدولية بلندن خلال لقاء مع وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، إن المجلس الاحتياطي يقوم برفع الفائدة ليصل إجمالي ارتفاع الفائدة منذ مارس الماضي إلى 225 نقطة أساس.
وأضاف «موريسون»، أن ارتفاع الفائدة سيجعل من الصعب على الحكومات والاقتصادات الأخرى الاقتراض في السوق المفتوح لتمويل عجز الميزانية، ويؤدي ذلك إلي زيادة تكاليف الاقتراض ويسحب الأموال من الاقتصاد على المدي البعيد.
وأشار الباحث، إلى أن الولايات المتحدة ضخت مبلغا ضخما من المال في الاقتصاد على مدى العقد ونصف العقد الماضيين، وأن الاحتياطي الفيدرالي يحاول حاليا السيطرة على هذا التضخم.
كما تحدث عن أن الزيادة لها عواقب وخيمة على أوروبا، وستؤثر على أنماط التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأيضا أنماط الاستثمار وبقية العالم.
وتابع موريسون، أن الدول النامية تحت رحمة الدولار، وأن تعزيز الدولار يجعل من الصعب خدمة ديونها المقومة، وأضاف أن الدول التي اعتمدت على الواردات الرخيصة تواجه صعوبة مع قوة الدولار وتغير أنماط التجارة العالمية.
وقال الباحث، إن زيادة قوة الدولار الأمريكي، قد تساعد الأوروبيين على تصدير المزيد وزيادة الاستثمار في الولايات المتحدة من بقية العالم وتحديدا دول أوروبا.
زيادة تكاليف الاقتراض
يصبح الاقتراض أكثر كُلفة في كل مرة يرفع فيها الاحتياطي الفيدرالي الفائدة، وهذا يعني ارتفاع تكاليف الفائدة على الرهون العقارية وخطوط ائتمان حقوق الملكية وبطاقات الائتمان وقروض السيارات كما ستزداد قروض الأعمال للشركات الكبرى والصغرى، وفقًا لما ذكرته شبكة «سي إن إن» الإخبارية.
ووفقًا للشبكة الإخبارية، فإن زيادة أسعار الفائدة ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار في الرهون العقارية وتباطؤ نشاط المبيعات، ومن الصعب تحمل أسعار المساكن مما يؤدي إلى ضعف الطلب إلى أن تهبط الأسعار.
الاقتصاديون يحذرون من ارتفاع التضخم
وحذر الاقتصاديون من أن التضخم قد يزداد سوءا في أسعار الغاز التي بلغت مستويات قياسية خلال الأيام الأخيرة بعد حرب روسيا في أوكرانيا، وأصبح كل شيء أكثر تكلفة من الغذاء والمعادن والطاقة، وفقًا ل«سي إن إن»، ويتسبب التضخم في ارتفاع تكلفة المعيشة ويساهم بشكل كبير في تراجع الاستهلاك بشكل قياسي.