حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، من الانخداع بخطاب اليمين المتطرف، وسط مخاوف بشأن زيادة عدد المشاركين في تظاهرات مناهضة للإسلام في البلاد. وقالت ميركل للصحفيين في برلين "لدينا حرية التجمع في ألمانيا، لكن ليس هناك مكان للتحريض والأكاذيب التي يتم ترويجها بشأن الناس الذين يأتون إلينا من دول أخرى". وأضافت "أي شخص يحضر يحتاج أن يكون حذرا بشأن عدم استغلاله على يد هؤلاء الذين ينظمون مثل تلك الفعاليات". كانت جماعة أطلقت على نفسها "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيجيدا)، قد نظمت تظاهرات أسبوعية في مدينة درسدن الألمانية شرقي البلاد واجتذبت أعدادا متزايدة من المؤيدين. واحتج حوالي عشرة آلاف شخص الأسبوع الماضي، فيما أعلنت الشرطة أن رقما مماثلا خرج للاحتجاج اليوم ، طبقا لإحصائيات مبدئية. وقام حوالي تسعة آلاف من النشطاء المناهضين لحركة بيغيدا بالتظاهر الأسبوع الماضي، وخرج نحو 5650 آخرين في مظاهرتين متضادتين في درسدن اليوم الاثنين، حسبما قالت الشرطة.ولم ترد تقارير عن وقوع أي أحداث مهمة. وبالرغم من إصرار منظمي "بيغيدا" على أنهم يحتجون فقط على التطرف وأنهم ليسوا مناهضين للمهاجرين أو الإسلام في حد ذاته، فقد اجتذبت المظاهرات دعما مفتوحا من جماعات النازيين الجدد والأحزاب اليمينية المتطرفة، مما أثار مخاوف بشأن الخطاب المعادي للأجانب الذي يمكن أن يعود لينتشر مرة أخرى في ألمانيا. كانت أحزاب المعارضة قد اتهمت كتلة الاتحاد المحافظ التي تنتمي لها ميركل بسبب كونها خجولة أكثر من اللازم في انتقادها لتلك الاحتجاجات حتى الآن، مما يشير إلى خوفها من فقدان الناخبين لصالح اليمين المتطرف. كانت قضية الهجرة قد عادت إلى أضواء الجدل مرة أخرى في ألمانيا، جزئيا بسبب الزيادة الحادة مؤخرا في أعداد طلبات اللجوء، وخاصة من السوريين. كان أكثر من 150 ألف شخص قد طلبوا اللجوء إلى ألمانيا خلال الأحد عشر شهرا الأولى من العام الجاري، مقارنة بحوالي 40 ألف شخص في 2013. كما اندلعت النيران، الأسبوع الماضي، في ثلاثة مباني خاوية مخصصة لإيواء طالبي اللجوء، ورسمت شعارات مناهضة للأجانب وصلبان معقوفة على أحد المواقع في فورا، بالقرب من نورمبرغ. وقالت الشرطة إنها تتعامل مع اندلاع النيران باعتبارها حرائق متعمدة.