قال الشيخ عبدالمنعم الشحات، عضو مجلس الدعوة السلفية والمتحدث الرسمي، ردًا على المشككين في توحيد الربوبية قائلاً، "الفطرة ما زالت داخلهم لم يقدورا على طمسها، ويبحثون عن شيء يسكتونها به". وتابع الشحات في بيان له اليوم: "المشككين في الربوبية يلجأون تارة إلى السكوت التام واللا إرادية، فلا يطيقون ويهربون منها إلى دعوى الصدفة، ثم يخجلون فيفرون من كل هذه الدلائل الفطرية والعقلية إلى افتراضات (داروين)؛ زاعمين أن هذا من باب العلم التجريبي، وهو لا يستند إلى حس أو عقل أو تجربة". وأضاف: "هؤلاء كتلك (العيس البائسة)، والعجب ممن يأتيه هؤلاء البؤساء وهم على نهر جار، فيخبرونه بخططهم في البحث عن الماء، وسرابهم الذي يتجارى بهم في كل وادٍ، فأراد أن يقيم الحجة عليهم، فقام معهم في متاهاتهم وبيدائهم وسرابهم". وتابع الشحات: "على كل مَن يريد أن يواجِه الإلحاد أن يقرر الفطرة السوية في إثبات الخالق، ثم يستدل على وجوده بأنواع الحجج العقلية؛ لا سيما تلك التي استعملها القرآن، ثم يطوف بهم في النفس والآفاق، ثم من باب التنزل في المناقشة يأتي على نظريات "داروين" وغيرها بالنقض، وعكس هذا الترتيب ينزل المسألة من درجة القطعيات إلى درجة وجهات النظر، وهو عين ما يريده الملاحدة". وألمح المتحدث باسم الدعوة، إلى أن الفطرة بين إقامة الحجة والإفحام، هي أن الأدلة تضافرت على إثبات قضية الربوبية من الفطرة والعقل والحس "والوحي مرشد لنا إلى ذلك كله"، وأن دليل الفطرة هو آكدها وأعلاها وأوضحها، مضيفا: إذا كان دليل الفطرة بهذه الدرجة من الوضوح والسلاسة والإقناع؛ فلماذا إذن يُعرض عنه معظم المشتغلين في الرد على الملاحدة؟! أجاب عبدالمنعم الشحات قائلاً: في الواقع إن مَن يطلب إفحام الخصم فلا يكاد يوجد أمامه دليل غير الدليل العقلي، الذي يسير بصاحبه إما إلى الإذعان أو مخالفة القطعيات العقلية، مشيرًا إلى أنه طريق أغرى كل مُناظر أن يبحث عنه مهما كان وعرًا؛ حيث يمكن للمخالف إذا احتججت عليه بالفطرة أو حتى بالحس المجرد أن يكابر ويعاند كما فعل فرعون، وكما في المثل القائل: "عنز ولو طارت". ورد الشحات على الملاحدة قائلاً: "معنى الفطرة من جهة الوحي وردت الفطرة في نصوص كثيرة، منها: قوله تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ) (الروم:30)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ) (متفق عليه). واستطرد قائلاً: معنى الفطرة المأخوذ من مادته اللغوية الدائرة حول معاني الخلق والانشقاق وما شابهها، ومن النصوص الشرعية التي تثبت القضايا التي تتضمنها هذه الفطرة، مشيرًا إلى أن الإنسان يولد ولديه بعض المعارف اليقينية التي لا تفتقر إلى تلقين أو إلى برهان أو استنباط، موضحًا أن الإنسان إن تُرك بغير تعليم مضاد سوف يجد في نفسه الاعتراف، بل اليقين بهذه القضايا، وأنه سوف يجد في نفسه الشعور أن هذا القضايا أسمى من أن يبحث لها عن دليل، فهي إذن قضايا تنشأ من النظر والاستدلال، وليس من التعلم والتلقين.