سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تعذيب المخابرات الأمريكية.. حينما يتحول الإنسان ل"عجينة" سهلة التشكيل أستاذة الطب النفسي: فصل القشرة المخية وتغييب المدارك وانقباض شرايين القلب نتائج ل"التعذيب"
يوهم المعتقل بالموت غارقًا، أو بالإعدام بأي وسيلة، فيخرج في رحلة إلى العالم الآخر بكل مداركه، ويبقى جسده في الدنيا يذوق العذاب، يحرمه من النوم لساعات طويلة وأيام، فيتشتت انتباهه وتفكيره، يضعه في الثلج، ويعرضه للظلام الدامس، ويجبره على اعترافات، يتم انتزاعها في غياب العقل البشري، وسيطرة ماكينة التعذيب، وكلها طرق كشف عنها تقرير الكونجرس الأمريكي، الذي أدان السلطات الأمريكية باستخدام تلك الطرق في تعذيب السجون عقب أحداث 11 سبتمبر، وهي أساليب من شأنها تدمير الجزء النفسي للمتهم بشكل تام أثناء تعرضه لعمليات التعذيب وعقب نجاته منها. الدكتورة هبة عيسوي، أستاذة الطب النفسي بجامعة عين شمس، أكدت ل"الوطن"، أن طرق التعذيب التي تستخدمها المخابرات الأمريكية، والعديد من أجهزة الاستخبارات العالمية، يتم إعدادها بواسطة خبراء متخصصين في علم النفس، للوصول في النهاية لمرحلة تغييب الإدراك لدى المتهمين للحصول على الاعترافات منهم. التعرض للظلام الدامس لفترات طويلة، والوضع أمام حائط، أدوات تتسبب فيما أسمته عيسوي ب"الحرمان الحسي"، وهو أعقد أنواع التعذيب، لأن المتهم يتعرض لنوع من عدم التغير في الحواس والإحساس بالأشياء، وهذا يتسبب نفسيًا في فصل الإنسان عن مثيرات الحياة، وهو ما يحوِّله إلى "شبه عجينة" يمكن تشكيلها بأي طريقة، ويتم فصل القشرة المخية عن باقي أجزاء المخ، لذا يمكن الحصول منه على أي اعتراف مهما كانت خطورته. أما وضع المعتقل في الثلج لمدة طويلة، فيسبب إلى جانب الحرمان الحسي الذي تمت الإشارة له، انقباض الشرايين داخل الجسم ليتمكَّن من الحفاظ على درجة حرارته تجاه التعرض للثلج، وهذا يؤدي إلى شعور الإنسان بقرب تساقط أجزاء الجسم وتفككها عن بعضها، وقد يتسبب هذا النوع من التعذيب أحيانًا في وفاته، إذا ما تم إنقاذ المتهم، نظرًا لعدم تحمل عضلة القلب لعملية تدفق الدم بشكل كثيف في ظل الضغط النفسي والجسدي الذي يتعرض له الجسم. "الإيهام بالتغريق"، عملية تتم على أكثر من مرحلة، وفقًا ل"عيسوي"، حيث يتم اللعب في بداية الأمر على وتر الإيحاء النفسي، وذلك عن طريق وضع شخص في طريق المتهم الذي يواجه التعذيب لتصوير خطورة ما هو مقبل عليه وإمكانية تعرضه للموت أثناء عملية التعذيب، ثم تبدأ عملية الإغراق بوضع غطاء شديد البرودة فوق رأسه قبل إغراق منطقة الرأس بالكامل في الماء، فيتشبع الدم بالبرودة وينتقل لكل أجزاء الجسم، وهذا يشعر الإنسان بالقرب من الموت، خاصة مع الإيحاء السابق الذي تعرَّض له قبل البدء في التعذيب، وهذا أيضًا يسهِّل اعتراف المتهم المعرَّض للتعذيب بأي شيء لحدوث ما يمكن وصفه بإلغاء التفكير وغياب المدارك في ظل سيطرة فكرة واحدة تكمن في الموت على العقل، والإحساس نفسه يشعر به عندما يتعرض ل"الإيهام بالإعدام". أستاذة الطب النفسي، تؤكد أن تلك الحالة لا تصاحب الشخص أثناء تعرضه للتعذيب فقط، وإنما يلازمه ذلك الإيحاء بالموت طيلة حياته، ولن يعود لطبيعته حتى بعد نجاته من التعذيب. ملف خاص البرادعي عن تقرير "الكونجرس حول التعذيب": القيم الإنسانية على المحك مقرر الأممالمتحدة يدعو لمحاكمة مسؤولي الاستخبارات عن جرائم التعذيب خبير أممي يدعو إلى محاسبة المسؤولين عن التعذيب في أمريكا التعذيب في أمريكا.. من كتب ومدارس لفضائح "أبوغريب وجوانتانامو وCIA" إيهام بغرق وإعدام وحرمان من نوم ومياه مثلجة.. كتالوج "CIA" كله تعذيب تقنيات CIA تتقهقر.. "شيخ محمد" واجه إيهام الغرق 183 مرة ولم يعترف