بابتسامة تتحلى ب«غمازات» فى نهايتها، وسط تجاعيد حفرتها سنوات مضت، يخطو بمرح شديد، يتمايل يميناً ويساراً، يتراقص فرحاً، ربما بما حصده خلال سنوات العمر، أو بما لاقاه فى البلد الشقيق.. ليكمل الفنان عادل إمام السير على سجادة مهرجان مراكش للفيلم الدولى فى دورته 14، لا تلبث لحظات الفرح أن تمتزج بها دموع انسابت على قسمات وجهه، متأثراً بحفاوة استقبال الجمهور المغربى، الذى أمطره بباقات الورد. حضور «إمام» كان طاغياً فى مهرجان مراكش كعادته، فمنذ ظهوره الأول عرف بأدواره المعقدة والصعبة.. بدأت الموهبة تشق طريقها إلى السطح لدى الطفل المولود فى عام 1940 مشاركاً فى فريق التمثيل بجميع المراحل الدراسية، وحتى مسرح جامعة كلية الزراعة، الذى فتح أمامه الطريق إلى شاشة السينما فى عام 1962. تأتى البداية الحقيقية حين ابتسم له الحظ فى المرة الأولى وقدم دوراً صغيراً فى مسرحية «السكرتير الفنى»، ليحظى بدور أكبر فى مسرحية «أنا وهو وهى» مع الفنان الراحل فؤاد المهندس، فى دور استطاع من خلاله أن يقدمه بخفة تعلقت فى أذهان المشاهدين: «بلد بتاعة شهادات صحيح». «هو وهى» من المسرحية إلى فيلم عام 1964 ليكون نقلة الممثل الشاب النوعية من المسرح إلى شاشات عرض، لم يفارقها حتى الآن، مشاركاً فى مجموعة مهمة من الأفلام منها: «مراتى مدير عام»، «لصوص لكن ظرفاء»، وغيرهما الكثير، ليقف أمام أهم النجوم فى ذلك الوقت ليضيف لنفسه من الخبرة والتميز، وكما بدأت تلك المرحلة بالمسرح انتهت ب«مدرسة المشاغبين» التى استمر عرضها ما يقرب من 4 سنوات وشكلت نقطة مهمة فى تاريخه. قدم عادل إمام خلال مشوار فنى تجاوز نصف القرن ما يقرب من 150 عملاً تنوعت بين المسرحى والسينمائى والتليفزيونى، فكان كافياً أن يوجد اسمه على «أفيش» الفيلم ليحقق النجاح المطلوب فقدم: «عصابة حمادة وتوتو» و«على باب الوزير»، و«احترس من الخط»، و«البحث عن فضيحة» وغيرها الكثير من الأعمال التى حققت أعلى الإيرادات فى السينما المصرية. تتلون أعماله فى الآونة الأخيرة بصبغة جديدة يقدم من خلالها أعمالاً اجتماعية، منذ أن شكل فريق عمل ناجحاً مع الكاتب وحيد حامد والمخرج شريف عرفة.. وفى السنوات الأخيرة مع ظهور جيل جديد فى الكوميديانات لم يتوارَ نجم «الزعيم» بل بزغ بصورة واضحة مقدماً أعمالاً تليق بمستواه الفنى، بمشاركة مجموعة كبيرة من الشباب من خلال عدد من الأفلام والمسلسلات التى يقدمها فى رمضان من كل عام.