"تجديد الأمل والثقة لدى المواطن المصري في حياة كريمة، استعادة الشخصية المصرية بعدما تشوهت من آثار الفقر والجهل والمرض، بناء أكبر شبكة فعالة متكاملة من العاملين المتطوعين في المجال التنموي والخيري والخدمي" .. من أجل كل هذا دشَّن الشباب مبادرة "اسمعونا.. فيه أمل"، الفكرة التي أطلقها الكاتب الصحفي محمد فتحي، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ولاقت ترحيبًا من الكثير حتى دشَّنوا هاشتاج "اسمعونا" وتجمَّعوا من خلاله مكونين المبادرة الموجودة حاليًا. "المبادرة قائمة على جهود الشباب الذين يملكون أفكارًا وآليات لتنفيذها، يبحثون عن التواصل مع صانعي القرار".. واستكمل الكاتب شريف عبدالهادي، أحد مؤسسي مبادرة "اسمعونا.. فيه أمل"، حديثه عنها، بأنها نتاج العديد من المبادرات وهي: "القرية السعيدة، كشك الرحمة، مرور كايرو، هانلونها، الأولتراس حوار لا صدام، كتابك وكُتابك، المواطن والحكومة حلقة وصل، دواير الخير، دايرة الميدان، رعاية أبناء السجينات". المبادرة التي جاء وحي اسمها من ترديد الشباب للفظ "اسمعونا" أملًا في وصول صوتهم إلى صناع القرار، كما أوضح "عبدالهادي"، في حديثه ل"الوطن"، وبعد انتشار الهاشتاج باسم الحملة قرروا تدشين صفحة رسمية للمبادرة على "فيس بوك" وصلت إلى قرابة 5000 مشترك في مدة لا تزيد عن 10 أيام من بثها. جاء التواصل مع الرئاسة عبر برنامج "ممكن" للإعلامي خيري رمضان، حيث استضاف الأربعاء الماضي، 6 من أعضاء المبادرة، وخلالها فوجئوا باتصال السفير علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، وتحدد موعد بمقابلة المسؤولين القائمين على الحملة ب"السيسي"، وتمت السبت الماضي، وتم تحديد موعد للقائهم بالرئيس اليوم عقب تأكدهم من أن الشباب يحملون أفكارًا فعَّالة إلى جانب آليات تنفيذها، وإمكانيتها في استغلال طاقة الشباب. وأكد "عبدالهادي" أن الفكرة ليست الأولى من نوعها لكنها تختلف في الآلية، حيث تواجدت العديد من المبادرات لكن بعضها كان لا يضع آلية لتنفيذ الأفكار، والبعض كان يملك الآلية لكنه لا يستطيع التواصل مع صناع القرار، فيما تشارك الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني في دعم المبادرة التي ستشمل كل نواحي الحياة الثقافية والفنية والطبية والتعليمية وكل ما يخدم المواطن المصري، ويوفِّر له حياة آدمية. وقال الكاتب شريف عبدالهادي، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، ناقشهم خلال اجتماعهم اليوم، في الأزمات التي تواجه البلاد مثل "الأولتراس والكهرباء" وغيرها من المشاكل، وتحدَّث معهم بوضوح عنها، مشيرًا إلى تأكيد الرئيس دعمه للمبادرات الشبابية بكل الطرق المادية والمعنوية. وأضاف عبدالهادي أن ممثلي المبادرات الذين اجتمعوا تحت ظل مبادرة "اسمعونا"، اتفقوا مع السيسي على وضع خطة للنهوض ب500 قرية من أفقر قرى مصر، على أن ينتهوا كل سنة من 50 قرية، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي طالب الحاضرين بتقليل المدة من سنة إلى 6 شهور، حتى يشعر المواطن بالتغيير ونعطيه أملًا، مستكملًا: "ممثلي المبادرات الذين وصل عددهم إلى 25 تقريبًا، أشاروا إلى صعوبة تنفيذ الخطة في المدة التي حددها الرئيس لوجود عقبات، فوعدهم الرئيس بتذليل كل العقبات التي قد تواجههم وإعطائهم كل الدعم". وستكون أول قرية يتم تجهيزها وافتتاحها خلال 6 شهور، في محافظة بني سويف، مشيرًا إلى أن التنمية ستشمل الجانب الفني من خلال مبادرة "هنلونها"، التي ستعمل على تلوين القرية بألوان زاهية، إضافة إلى الجوانب الطبية والثقافية والتعليمية، حتى يكون التطوير شاملًا. وواصل عبدالهادي قائلًا إن الاجتماع استمر قرابة 4 ساعات، منذ العاشرة والنصف صباح اليوم، وحتى الثالثة عصرًا تقريبًا، وتم الاتفاق على التواصل مع مديري مكتب الرئيس للإبلاغ عن أي ركود قد يواجهونه من صانعي القرار، أو أي إشكالية تواجههم، إلى جانب التواصل مع السيسي من حين لآخر. ودعا السيسي ممثلي المبادرات الشبابية، إلى رؤية مجمع مستشفى الجلاء بعد تطويره، والاطلاع على الأجهزة الطبية والأدوات التي سيحتاجونها لتطوير القرى ومعرفة أسعارها، على أن توفِّر لهم الرئاسة هذه الأجهزة بأسعار أرخص كشكل من أشكال الدعم.