ألقى السفير عمرو أبوالعطا مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة بنيويورك، في الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن، مساء أمس، حول "الأخطار التي تهدد السلم والأمن الدوليين من جراء الأعمال الإرهابية"، بحضور سكرتير عام الأممالمتحدة. وأشار مندوب مصر الدائم إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي حذرت من مخاطر الإرهاب على السلم والأمن الدوليين بعد تعرضها لموجة من الهجمات الإرهابية في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي ونجحت في السيطرة عليها، موضحًا أن مصر دعت منذ عام 1986 إلي عقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب بهدف ترسيخ التعاون الدولي لملاحقة الخلايا الإرهابية وعناصرها في كل مكان، وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب عبر الشبكة المالية الدولية. وعرض أبوالعطا، الخطوات التشريعية التي اتخذتها مصر لمكافحة الإرهاب، والدور الهام الذي يقوم به الأزهر الشريف بمنهجه الوسطي والعلمي المستنير لدحر أفكار التطرف ومواجهة الفتاوى الشاذة التي ينسبها بعض المتطرفين للدين الإسلامي الحنيف، ومبادرة دار الإفتاء المصرية بإنشاء مرصد للفتاوى لرصد كافة الفتاوى التكفيرية والمتطرفة وتحليلها وفق منهج علمي وشرعي رصين، ويقدم ردودًا شاملة وموثقة ومعالجات موضوعية على الأفكار المتطرفة. أشار مندوب مصر الدائم، إلى أن دور الأممالمتحدة يعد حيويًا للغاية لحشد وتنسيق الجهود الدولية لمواجهة التطرف العنيف، الذي يشمل في تقدير مصر التحريض على العنف ضد الأجانب، ومن بينهم الأقليات المسلمة التي تتعرض لحملة كراهية غير مسبوقة من الجماعات اليمينية المتطرفة، مشددًا على أهمية عدم ربط الإرهاب بأي ديانة أو ثقافة أو جماعة عرقية بعينها، موضحًا أن مصر على قناعة بأن أية محاولة لإيجاد هذه الرابطة الذهنية هي في حد ذاتها تحريض واضح على الإرهاب. وشدد، على أن تعامل المجتمع الدولي مع الإرهاب يجب أن يكون شاملًا من خلال معالجة جذوره والأسباب المؤدية له، وألا تقتصر جهود المجتمع الدولي ومجلس الأمن على التصدي للخطر الناجم عن هذين التنظيمين فقط، مؤكدًا أن الجميع يعمل على مواجهة الجماعات الإرهابية أينما وجدت نظرًا لارتباطها ببعضها البعض بفكر واحد ظلامي ومتطرف بغيض.