العذرية لدى الفتيات يشكل هاجسًا في المجتمعات العربية والإسلامية، خصوصًا وأنه يشكل المعنى المباشر للشرف لديهم، لذا تنتشر عمليات ترقيع غشاء البكارة في العالم العربي، ولكن بشكل سري داخل العيادات الخاصة. ولكن اكشف "الوطن"، أن تلك العمليات تتم أيضًا داخل الوحدات الصحية الحكومية والتي يتم بها تطعيم الأطفال صباحًا وعلاج السيدات، وعندما تنقضي ساعات العمل الرسمية، يتحول المركز ل"وكر" تتم به تلك العمليات المشبوهة الغير مصرح بها قانونيًا. خاض فريق العمل مغامرة سريه باختراق أحد الأوكار بمنطقة القليوبية، لمعرفة ما يدور بداخلها وقدم للمجتمع تفاصيل وملابسات الموضوع، وبسؤال بعض الأطباء حول مشروعية تلك العمليات، أكدوا على أنها مجرمة قانونيًا فيداخل المراكز الحكومية وغيرها. وأكد الدكتور رشوان شعبان مقرر لجنة أداب المهنة بنقابة الأطباء، على أن: "النقابة ليس لها دور تفتيشي، ولا ضبطية قضائية على الإطلاق إلا حال تم تقديم شكاوى ضدهم"، ووصفهم ب"العصابات". وأضاف الدكتور ممدوح الهادي مدير عام العلاج الحر في وزارة الصحة، أنه تم منع الأطباء من عمل عمليات إعادة غشاء البكارة سواء داخل العيادات الخاصة أو الحكومية، مشيرًا إلى أنه من الصعب إثبات ذلك على من يقوم بهذه العمليات كالترقيع والإجهاض، إضافة إلى أن تلك العمليات المشبوهة تتم دون فحوصات أو تحاليل الخاصة التي تتم قبل العمليات عمومًا ودون طبيب تخدير مختص مما يهدد حياة الفتاة التي تقوم بها". وكرر فريق العمل، التجربة في أحد العيادات بالقاهرة، حيث لاكتشاف مدى انتشار هذه العمليات التي أصبحت أشبه بأوكار العصابات، ففي هذه المرة كان الفريق مكون من سيدتين ورجل، يروجون للعملية بشكل محترف ويحاولون الإيقاع بفريستهم بإقناعها بسهولة العملية وقلة خطورتها قائلين إن:" "الحالة السابقة خرجت بصحة جيدة ولم تحتاج العملية سوى ربع، وتم وضع بنج موضعي"، وللتمادي في محاولة الإقناع أضافوا:" البنت التي أجرت العملية قبلك كانت حلوة كدة وشيك ونزلت جابت المضاد الحيوي بعد ما خلصت بنفسها عادي". وحول رأي رجال الدين والشريعة عن تلك العمليات، قال الدكتور محمد الشحات الجندي أستاذ الشريعة وعضو مجمع البحوث الإسلامية: "تعتبر تلك العمليات من قبيل إشاعة الفاحشة في المجتمع، الناس دي كأنهم بيقولوا العفاف والشرف والبكارة والطهارة لا قيمة لهم في المجتمع" مؤكدا أنها عمليات حرام شرعًا على كل من يقوم بها سواء المريضة أو الطبيب أو المعاونين، مستشهدًا بقول الله تعالى:" إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون".