عالم آخر ابتسم الحظ للقليلين للإطلاع عليه، عجائب ذلك العالم تبدأ من تلك الوسائل التي يطير بها الإنسان أياما طويلة حتى يستقر إلى محطته الأخيرة، وإذا كان كوكبنا يزخر بسيارات وطائرات وقطارات تسري على قضبان، ففي الفضاء مركبة ومكوك ومحطة ومسبار. المسبار الفضائي هي مركبة غير آهلة بالإنسان، مرسلة للفضاء لاكتشاف العالم الخارجي من الكون، ولا بد من وجود دقة كبيرة في زاوية الانطلاق من الأرض حين إرسالها إلى أحد الكواكب، ودقة بالغة، في عملية توجيه المسبار على الطريق إلى العالم المراد اكتشافه، ويمون المسبار طاقة بواسطة الألواح الشمسية إذا كان الهدف هو القمر أو الكواكب الداخلية للمجموعة الشمسية، وإذا كان المسبار مصمما للاستخدام لفترة وجيزة فيستعان بالبطاريات لإمداده بالطاقة الكهربائية، في حين يستعان بطاريات تعمل بالنظائر المشعة إذا تم إرسال مسبار إلى الكواكب البعيدة الخارجية، حيث يضعف في تلك الأماكن البعيدة عن الشمس ما يصلها من أشعة الشمس. المسبار يتخذ مدارا فوق الكوكب، فيصبح قمرا صناعيا تابعا له، ويقوم هذا النوع أحيانا بإطلاق قذيفة على الكوكب لدراسة مكونات سطحه. المركبة الفضائية هي التي يقودها رائد فضاء أوتكون أكثر قدرة على الوصول إلى الفضاء الخارجي، وتنطلق محمولة على صاروخ قوي يقلع بها إلى حيث المكان المراد الذهاب إليه. المكوك الفضائي يختلف عن المركبة الفضائية في أنه يحمل معه الأقمار الاصطناعية والمعدات، ويستخدم في كثير من الأحيان في إصلاح التلسكوب الفضائي من خلال قيام الطاقم بإلصاق ذلك التلسكوب في المكوك وصيانته في الفضاء، كما تم ذلك عند إصلاح تلسكوب هابل الفضائي، ويستطيع أن ينقل حمولة تصل إلى 32 طن إلى الفضاء. المحطة الفضائية هي المحطة الأخيرة التي تمثل استقرار الإنسان في الفضاء، وتتميز عن غيرها من المركبات الفضائية المأهولة أنها تستخدم صواريخ حاملة كبيرة لتوصيلها إلى مدار تدور فيه حول الأرض، كما أنها تحتاج إلى كبسولات خاصة تقوم بنقل علماء الأبحاث الذين يعملون عليها، وكذلك لإعادتهم للأرض، وتقوم تلك الكبسولة تموين المحطة الفضائية بالغذاء والماء والأجهزة وكل ما يحتاجه الباحثون عليها لإجراء أبحاثهم المختلفة التي تتم في حالة انعدام الجاذبية.