قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، اليوم الثلاثاء، إنها أجبرت على خفض عدد الأشخاص الذين تستطيع تقديم المساعدة لهم للاستعداد للشتاء في سورياوالعراق بسبب نقص التمويل. وأشار رئيس مكتب المفوضية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أمين عواد، إلى أن المنظمات الإنسانية جميعها تواجه نقصًا، فالناس أصبحوا لا يبالون، معبرًا عن أسفه لأن مكتبه مضطر إلى اللجوء إلى خيارات قاسية. وأشارت المفوضية الأممية، إلى أنها تواجه نقصًا بقيمة 58 مليون دولار ضرورية لجهودها لمساعدة ملايين النازحين في سوريا، والعراق على الاستعداد لفصل الشتاء، موضحة أنها نتيجة نقص الأموال فإن نحو مليون نازح يحتاجون بشدة إلى البطانيات، والكاز، والملابس الدافئة، وغيرها من احتياجات الشتاء، سيحرمون من المساعدة. وأضاف عواد، "لو كان باستطاعتنا مساعدة الجميع، وأتمنى أن نوفر الدفء للجميع"، مضيفًا أن العالم لا يستجيب، وأشار إلى أن نحو 13.6 مليون شخص تشردوا من منازلهم في سورياوالعراق من بينهم 3.3 مليون سوري، و190 ألف عراقي فروا من بلدانهم وأصبحوا لاجئين. وأوضح رئيس مكتب المفوضية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن نحو 7.2 مليون سوري، أصبحوا نازحين داخل سوريا، تشرد العديد منهم عدة مرات. وأوضح أمين، أنه سيتم منح الأولوية للأشخاص الذين يعيشون في مناطق أكثر ارتفاعا، وبرودة إضافة إلى الفئات الأكثر ضعفًا مثل المرضى، والمسنين، والمواليد الجدد، مشيرًا إلى أن 11 طفلاً توفوا بسبب البرد في سوريا العام الماضي، مضيفًا أن "الشيء ذاته يمكن أن يحدث هذا العام مع الأطفال والمسنين والضعفاء". وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فلمنج، للصحافيين، إن العديد من اللاجئين فروا دون أي شيء، ومع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في بعض أجزاء سورياوالعراق، استثمرت المفوضية مبلغ 154 مليون دولار في المساعدات الشتوية للبلدين. وكانت المفوضية وضعت خططا لمساعدة 1.4 مليون شخص في سوريا و600 ألف شخص في العراق، إلا أنها لا تتوقع الآن سوى الوصول إلى 620 ألف شخص في سوريا، و240 ألف شخص في العراق. وقالت المفوضية الأممية، إنه نتيجة لذلك فإنها مجبرة على اتخاذ خيارات صعبة للغاية حول تحديد الأولويات المتعلقة بالأشخاص المحتاجين إلى المساعدة، مشيرة إلى أن الاحتياجات هائلة، ولكن التمويل لم يواكب أعداد النازحين الجدد. جدير بالذكر أن 1.9 مليون عراقي تشردوا هذا العام وحده، مليون منهم منذ بدء "داعش"، في السيطرة على مناطق واسعة من البلاد في يونيو معلنا "الخلافة" الإسلامية في معظم أراضي العراقوسوريا.