يجلس على عتبات المباني القديمة التي ترجع إلى العصر المملوكي وبعض آثار العصر الفرعوني أيضًا، يتخيل فرقة إنقاذ تأتي يومًا ولو بالصدفة لتنقذ ما تبقى من حضارة مصر، قرية القلمون القديمة الإسلامية بالوادي الجديد لا يعرفها الكثير من المصريين لكن الأجانب يحفظونها عن ظهر قلب، عبر محركات البحث على الإنترنت لا تجد إلا حوادث الطرق أو ضبط عدد من الهاربين والإرهابيين... أحداث مرتبطة بمحافظة الوادي الجديد، مدينة قديمة يغفلها المصريون ويأتي إليها السياح من جميع أنحاء العالم برحلاتهم السفاري لأنه بحسب التاريخ كانت عاصمة واحات الخارجة والداخلة والفرافرة خلال العصر العثماني تميِّزها مساجدها التي بنتيت على الطرز الإسلامي، تجد المهندس محمود سيد (37 عامًا)،أحد أهالي الوادي الجديد من بين شباب المحافظة ينتمي إليها إيمانًا بأنها أرض الكنوز والتاريخ: "أصبحت مهملة وآثارها يُعتدى عليها ونتيجة تسرب الصرف الصحي هدم الكثير من البيوت الأثرية"، بحسب قوله. يضيف المهندس محمود أن المنازل بالقرية تتكون من 3 طوابق بارتفاع 4 أمتار ويسكنها الأهالي على مدى عقود عديدة، لكن مع الوقت تعرضت لمخاطر هائلة نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى تعدي بعض الأهالي على المنازل الأثرية والإقامة فيها، حسب وصفه: "السكن بالبيوت القديمة هدد حرمتها الأثرية لأنها شاهدة على تطور التاريخ المصري القديم والحديث"، لافتًا إلى أن من ضمن الآثار السابقة مصاطب ومقابر لحكام الواحات في عصر المماليك، وأيضًا مقابر رومانية، حسب قوله: "ما زالت الآثار الإسلامية غنية بقطعها الأثرية ذات المشربيات والمباني العتيدة، ولا تزال شاهدة على تاريخ معماري فريد، بالإضافة إلى فضاء صحراوي تتمتع القرية به". في الوقت الذي يؤكد فيه جمال الشيخ، الشهير ب"جمال سفاري"، أن قرى الواحات تتميَّز بعناصر لافتة من الجمال لوجود تكوينات الرمال البيضاء المنسابة في صحراء شاسعة لا حدود لها، حسب وصفه: "واحة الفرافرة والصخور الطبيعية التي تشبه الإنسان والحيوان جعلها من المناطق الملائمة لسياحة المغامرات والسفاري"، مؤكدًا أن جمال الطبيعة جعل سكان القرية لا ينفصلون عن هذا المناخ، محتفظين حتى الآن بتقاليد وعادات ذات طابع مميَّز وفنون شعبية وأزياء وحرف بيئية توارثوها عن أجدادهم وأسلافهم، حسب وصفه: "معظم شباب القرية والكبار يعتمدون على خامات من البيئة كفنون الفخار والخزف وغيرها، بالإضافة إلى السياحة العلاجية وباقي الحرف التي تعتمد على النخيل والسعف".