اتفقوا الثلاثة على المناسبة، وعلى الاحتفال، وفي العديد من الكلمات، ولكنهم اختلفوا في البعض الآخر، وفي المشهد، بين قائد الضربة الجوية الأولى والرئيس المخلوع مبارك، ويبن بطل من أبطال أكتوبر المشير المحال للتقاعد حسين طنطاوي، وبين الرئيس المنتخب بإرادة شعبية محمد مرسي، في خطاباتهم للأمة في ذكرى نصر أكتوبر. اعتاد الشعب المصري أن ينتظر خطاب الرئيس في احتفالات نصر أكتوبر من كل عام، فكان على مدار ثلاثين عاما يخرج الرئيس المخلوع مبارك ليلقي كلمته للأمة المصرية، وفي أكتوبر2010، لم يكن مبارك حينها يعلم أنها المرة الأخيرة له التي سيلقي فيها خطابا للأمة في الذكرى السابعة والثلاثين لانتصارات أكتوبر، مبارك بدأ خطابه بمقولة "الأخوة المواطنون"، التي اعتاد أن يبدأ بها كافة خطاباته، وأكد في خطابه، الذي استمر لمدة اثني عشر دقيقة من رئاسة الجمهورية، على دور القوات المسلحة والجيش في تحقيق النصر العظيم. لم ينس الرئيس المخلوع حينها التأكيد على دوره كقائد حرب في تحقيق هذا النصر، وعن استمراره لمتابعة السلام بعد هذه الحرب. ظل مبارك يرصد خلال خطابه الإنجازات التي حققها على مدار سنوات حكمه، ورغبته في استكمال هذه الإنجازات من خلال سواعد أبناء الوطن، على حد وصفه، مؤكدا أن الوحدة الوطنية بين الأقباط والمسلمين وأنه لن يسمح لأحد أن يتجاوزه، وأنه سيسعى للحفاظ على الدولة المدنية الحديثة. لم ينس مبارك في خطابه توجيه التحية حينها للقائد العظيم الذي اتخذ قرار الحرب الرئيس الراحل أنور السادات، كما أنه أشار للقضية الفلسطينية وضرورة إحلال السلام في الشرق الأوسط، الجدير بالذكر أن التليفزيون المصري لم ينقل أذان المغرب، واكتفى بالتنويه عبر الشاشة أنه قد حان أذان المغرب. كان المشهد مغايرا في أكتوبر 2011، حيث اختفى ظهور مبارك من المشهد حينها، فخرج المشير المقال للتقاعد طنطاوي ليلقي خطابه للأمة المصرية، ولم يكن يعلم حينها أنه لن يشهد احتفالات أكتوبر من العام المقبل بقوله "بسم الله الرحمن الرحيم، الأخوة والأخوات أبناء شعب مصر العظيم". على غرار مبارك فعل طنطاوي، فوجه التحية للشهداء، لكن هذه المرة أشاد طنطاوي بإنجازات القوات المسلحة في الحرب وما بعد الحرب، وقدر ما تحملته من أجل صالح الوطن، وحمايتها للشعب المصري، ولثورته المجيدة في الخامس والعشرين من يناير، اتفق طنطاوي مع رئيسه السابق مبارك على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية وقيام دولة مدنية حديثة على أسس الديمقراطية. لم ينس حينها طنطاوي في خطابه الذي استمر عشر دقائق أن يوجه التحية لمتخذ قرار الحرب والعبور الرئيس الراحل أنور السادات. اختلف المشهد كليا في أكتوبر عام 2012، فهذه المرة يلقي الرئيس المنتخب بإرادة شعيبة محمد مرسي خطابه للأمة بمناسبة ذكرى أكتوبر وسط الجماهير، في احتفال شعبي في إستاد القاهرة، حيث لم يكن يعرف مرسي أنه سيكون رئيسا منتخبا وأنه سيقف بهذا المشهد. بدأ مرسي خطابه مثل غالب خطاباته بالصلاة والسلام على رسول الله، واستشهد بالعديد من الآيات القرآنية التي اعتاد عليها في خطاباته، على عكس كل من مبارك وطنطاوي. اتفق مرسي مع طنطاوي ومبارك في توجيه التحية للشهداء من حرب أكتوبر وشهداء الثورة المصرية، كما اتفق في دعم السلام والوحدة العربية ودعم القضية الفلسطينية، كما فعل الرئيس السابق مبارك، مشيرا إلى دعمه للشعب السوري. لكنه لم يتفق معهم في الإشارة إلى اسم الرئيس الراحل أنور السادات ودوره في الحرب والسلام، وهذا ما برره البعض أنه قام بتكريمه وتكريم أسرته قبل القائه للخطاب. كسر مرسي قاعدة الخطاب القصير التي اعتاد عليها الشعب في مثل هذه المناسبة، فتحدث للشعب على مدار ساعتين، ما اضطرالتلفيزيون إلى أن يشير حينها إلى موعد أذان العشاء وفقا لتوقيت القاهرة، كما حدث وقتما خرج الرئيس السابق مبارك وأشار حينها التليفزيون برفع أذان صلاة المغرب.