أزمة جديدة تعرضها لها المطرب عمر كمال، بسبب أغنيته الشهيرة «بنت الجيران»، بعد استبدال كلماتها في موسم الرياض إلى «تمور وحليب» بدلا من «خمور وحشيش»، ولكن لم يكن ذلك سبب الأزمة، وإنما تعليق مؤدي المهرجانات على الأمر بأن الكلمات تليق بالأرض الطاهرة التي تُغنى عليها، وهو الأمر الذي اعتبره البعض إساءة إلى مصر، خاصة بعد وصفه بأنه لا يمكن غناء «خمور وحشيش» بالسعودية. إجراء نقابة المهن الموسيقية ضد عمر كمال وعلى الفور، أعلنت نقابة المهن الموسيقية، إحالة عمر كمال للتحقيق، وإيقافه عن الغناء حتى مثوله أمام اللجنة القانونية للنقابة، ولاقت قرارات النقابة إشادات كثيرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أغضبهم تعليقه بشأن تغيير كلمات أغنية «بنت الجيران». وفي هذا الشأن، قال الدكتور مصطفى السعداوي، أستاذ القانون الجنائي بجامعة المنيا، إن في البداية لابد من التفرقة بين الجريمة القانونية والأخلاقية، وليس كل ما يجرمه القانون ترفضه الأخلاق والعكس صحيح، وأن الفعل الذي ارتكبه عمر كمال سواء تصريحًا أو تلميحًا بأن المملكة السعودية أرض طاهرة دون إضافة جديد في ذلك، وتبديل كلمات مهرجان «بنت الجيران» ب«تمور وحليب» بدلا من «خمور وحشيش»، لا يعني أن السعودية طاهرة ومصر غير كذلك. السعداوي: القانون لا يعاقب إلا على الأفعال العمدية وأضاف «السعداوي» في حديثه مع «الوطن»، أن القانون يقف في المنتصف حتى يحكم بين الناس، والفعل لا يندرج تحت أي وصف في مدونة قانون العقوبات المصري، والقانون لا يعاقب إلا على الأفعال العمدية، والواضح أن نية عمر كمال لم تتجه إلى الإساءة لمصر أو الحط من قدرها أو من سمعتها، وهذا ما لا يمكن افتراضه أو المسؤولية الجنائية فيه. قانوني: من حق النقابة توقيع الجزاء الإداري الرادع من وجهة نظرها وأشار أستاذ القانون الجنائي إلى انتفاء المسؤولية الجنائية، وأن الفعل لا يشكل جريمة لا يتنافى مع المسؤولية التأدبية، وإذا كان عمر كمال عضوًا بالنقابة المعنية في مصر، وأن الجهات الإدارية القائمة على تسيير الأمور للنقابة إذا رأت أن الفعل لا يجب أن يصدر من أحد منتسبيها، فعليها أن توقع الجزاء الإداري الذي ترى فيه ردعًا، موضحًا أن عدم تجريم القانون فعل مطرب المهرجانات لا يعني في الوقت نفسه أنه يبيحه، ولكنها قاعدة عن التجريم لأن النية لن تتجه إلى الحط من سمعة مصر. وتعتبر «بنت الجيران» من أكثر الأغنيات إثارة للجدل، خاصة الجزء الخاص ب«خمور وحشيش»، إذ كانت نقابة المهن الموسيقية أعلنت في وقت لاحق منع عمر كمال وحسن شاكوش من الغناء بسببها، كما لاقت كلمات الأغنية هجومًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته، والمشاهدات الكثيرة للأغنية.
