تسبب ارتفاع أسعار البن ونقص المعروض من القهوة على مستوى العالم، في حالة من الغضب والقلق لدى عشاق القهوة الذين اعتادوا على تناولها مع بداية كل يوم جديد، إذ شهدت الأسعار في سوق البن ارتفاعات كبيرة في الفترة الأخيرة بالإضافة إلى نقص المعروض من البن نتيجة للظروف المناخية التي تمر بها البرازيل المورد الرئيسي في العالم، ما أفسد نكهة فنجان القهوة لدى عشاقها وجعلهم يشعرون بمرارتها التي كانت الرابط الأساسي معها. وسجلت أسعار البن عقود تسليم ديسمبر 2.34 دولار للرطل بجلسة يوم الاثنين الماضي، فيما وصلت العقود الآجلة للبن في بورصة إنتركونتيننتال بنيويورك إلى 2.46 دولار يوم الخميس، مسجلاً أعلى سعر منذ عام 2011، عندما تجاوزت السلعة 3 دولارات للرطل، فيما كان السعر القياسي لرابطة البن الدولية 2.07 دولار للرطل يوم الجمعة، بزيادة 85٪ عن العام السابق، وتتداول الأسعار في الوقت الحالي عند مستويات 232.95 دولار للرطل، مرتفعة بنحو 0.28%. ارتفاع أسعار البن بسبب صقيع البرازيل المورد الرئيسي يعود أساس أزمة أسعار البن الأزمة إلى البرازيل، التي تستحوذ على المركز الأول بين موردي القهوة في العالم، والتي تتعرض إلى موجة من الصقيع الذي يحدث مرة واحدة كل جيل، والذي تسبب في موجات من الجفاف ألحقت الدمار بمحاصيل البن. وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، إنه على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية، "كانت عاصفة كاملة من الأحداث تتآمر لمنح فولنا المحبوب دفعة"، وفقاً ل«CNBC». انخفاض غير مسبوق في درجات الحرارة بالبرازيل وتابع هانسن: «أعتقد أننا بحاجة إلى التركيز على ما يحدث في البرازيل هذا العام، حيث شهدنا انخفاضًا في درجات الحرارة غير مسبوق، ونوبات صقيع سريعة جدًا ضربت بعض المناطق النامية، وكان لدينا فترة جفاف، مما أثر على محصول 2022 وحالة عدم استقرار بعض الشيء». وأضاف أن هذه الأحداث والتغيرات المناخية المعاكسة ستؤثر على المحصول في وقت لاحق من هذا العام، وكذلك في عام 2022 وربما حتى عام 2023. ويواجه العالم نقصا حادا في المعروض من بن «أرابيكا»، وهو النوع الذي يعطي النكهة المفضلة لعشاق القهوة، ويشكل هذا النوع نحو 60% من الإنتاج العالمي، وتأثرت الإمدادات بالطقس القاسي الذي دمر المحاصيل، وسجلت أسعار «أرابيكا» ارتفاع بنحو 80% هذا العام، وفقاً ل«بلومبرج». وأشار إلى أن أسعار البن ارتفعت إلى نحو 3 دولارات للرطل في عام 2011، لافتا إلى أن هذه هي بالفعل نوع الأرقام التي تدفع السوق إلى التكهن بما إذا كان بإمكاننا الوصول إلى هذه المستويات مرة أخرى، وأعتقد مع وضع البرازيل في الاعتبار، وإذا استمرت التوقعات خلال الأشهر المقبلة في تأكيد التباطؤ أو الانخفاض في الإنتاج، إذن إن خطر زيادة تكلفة مشروبنا أمر حقيقي للغاية .
