«ماتت والحنة في إيديها»، قالها طه ماضي والد عروس المنيا التي لفظت أنفاسها الأخيرة داخل منزل زوجها بقرية ريدة التابعة لمركز المنيا، بعد مرور دقائق معدودة من انتهاء حفل الزفاف. قال والد عروس المنيا، إن حفل زفاف ابنته نادية 21 عامًا، على عريسها «أحمد» وهو ابن شقيقتي «عمة العروس» تأجل مرتين، وخلال آخر اتصال تليفوني أجرته معي عقب وصولها لمنزل زوجها أبلغتني أنها سعيدة جدا لأن صبرها تكلل بالزواج من ابن عمتها الشهم. عروس المنيا مخطوبة لابن عمتها منذ 3 سنوات وقال ناصر ماضي محمد، عم عروس المنيا وخال العريس، إن خطوبة أحمد ونادية تمت قبل 3 أعوام، وحفل زفافهما تأجل مرتين لعدة أسباب كان منها حدوث حالة وفاة في العائلة، وكأن القدر كتب لابنة شقيقي أن تلقى ربها بعد أن تعيش فرحة الزواج وحتى وإن كان لدقائق معدودة، والجميع حزن عليها حزنا شديدا خاصة وأنها كانت شديدة الطيبة والعطاء والتدين، وكانت تحفظ القرآن الكريم وتحفظه للأقارب والأهل. عروس المنيا التقطت صور تذكارية مع أقاربها وكأنها تودعهم وأضاف عم عروس المنيا، صباح يوم الزفاف بدأت الترتيبات اللازمة للفرح، وكان جميع أفراد الأسرة يجهزون أنفسهم ويحضرون أرقى الملابس لحضور زفاف الابنة الغالية «نادية» وكانت الأغاني والموسيقى تهز محيط المنزل، وبين الحين والآخر، كانت «نادية» تنادي على أقاربها لالتقاط صور تذكارية معها، بفستان الفرح «والله كانت حاسة إنها هتموت»، على حد تعبيره، مؤكدًا أنها كانت تعشق عمتها «حماتها»، وكان لديها إصرار كامل لإنهاء ليلة الزفاف بسرعة لتتجه لمنزل الزوجية. وأوضح عم عروس المنيا، عقب انتهاء ليلة الزفاف، رافقتها إلى منزل زوجها حسب العرف والتقاليد، وكانت تقول «أنا مبسوطة أوي يا عمي، عقبال ولادك يارب يا حبيبي»، ثم تركتها وتوجهت إلى منزلي، وبعد مرور وقت قليل تفاجأت بخبر وفاتها من أحد أفراد العائلة ولم أصدق مسامعي وحتى وصلت إلى منزلها، وأحضرنا 3 أطباء أكدوا لنا وفاتها بسبب السكتة القلبية، متابعا: «نامت على فرشها الجديد بفستان فرحها وهي ميتة».