«وجيه» طالب هندسة صباحا وصانع فريسكا ليلا: «عرفت قيمة الجنيه»

بنشاط وحيوية، يقصد كلية الهندسة صباح كل يوم، ليعود بعد انتهاء اليوم الدراسي حاملا «ماكينة صغيرة»، وحقيبة حلويات، يفترش أرض شارع الفضالي بمنطقة سيدي بشر شرق الإسكندرية، ليصنع الفريسكا للمارة لتدبير نفقات دراسته ومساعدة أسرته.
«محمد وجيه»، 23 سنة، نموذجا للشاب المكافح الذي يسعى إلى كسب قوت يومه ومعاونة أسرته على تدبير نفقات المعيشة بشرف وأمانة، حيث اعتاد الشاب السكندري الذي يدرس حاليا في الفرقة الثالثة من كلية الهندسة جامعة الإسكندرية على العمل منذ الصغر، وبالتحديد منذ بلوغه 13 عاما، حيث بدأ عمله في النقاشة مع والده، إلا أنه لم يجد نفسه في المهنة، ما دفعه الأمر إلى تعلم الحياكة والعمل بها لفترة، ثم عمل «ويتر» في أحد المطاعم، قبل أن يقرر إطلاق مشروع صغير «طرابيزة الفريسكا».
الاعتماد على النفس
يقول محمد وجيه، إنه على مدار 10 سنوات من العمل في فترة الصيف اعتاد الاعتماد على ذاته: «عرفت الجنيه بيجي بصعوبة ازاي فبقيت مهتم أني أساعد أسرتي واتحمل مسؤولية نفسي لحد ما اتعلمت صناعة الفريسكا من واحد صاحبي وعرفت مكان شراء الماكينة وقررت شرائها والعمل عليها بشارع الفضالي».
زملاء كلية الهندسة شجعوه
وأضاف ل«الوطن»، أنه لم ير في عمله عيبا، أو خجل من نظرة زملائه في الكلية: «بالعكس صحابي في الكلية أتوا لي في مكان الفرشة مع أول يوم شغل وجابوا لي هدايا وشجعوني لأننا عارفين أن الشغل مش عيب».
وتمكن طالب الهندسة في أشهر قليلة من جذب أنظار المارة في شارع الفضالي الذي يعد أحد أكثر شوارع منطقة سيدي بشر زحاما لوجود عدد كبير من المقاهي، ما ساعده على ترويج منتجه بشكل سريع، ذلك المنتج الذي يعتمد على صنع بسكويت الفريسكا سادة، إلى جانب فريسكا مضاف إليها مكملات مثل «الهوهوز، الشيكولاتات المختلفة» ويتطلع الشاب إلى تطوير مشروعه البسيط بإضافة فواكه وغيرها من الأفكار المبدعة.
أصناف الفريسكا
وفي الوقت الراهن يعمل «وجيه»، على 9 أصناف رئيسية تبدأ أسعارها من 3 جنيهات حتى 15 جنيها، فيما أضاف 4 أصناف أخرى نتيجة تكثيف كمية الإضافات في الفريسكا وتبدأ اسعارها من 10 إلى 30 جنيها، ما يجعله مميزا عن غيره من صناع الفريسكا في الإسكندرية.