تدور فى الرأس أفكار كثيرة بعضها ممتلئ مثل لحوم العيد وبعضها الآخر تراوده خفة «المتهافتين» الطامعين فى رضا السلطة على حساب أى شىء وكل شىء، بما فيها أن نعيش فى وطن عادل منفصل عن ماضيه القريب ومهتدٍ بلآلئ «من اللؤلؤ» من ماضيه البعيد، وبين ثنايا الأفكار هناك أسئلة تفرض نفسها على مشهدنا المصرى، فى ظل عدم وضوح الرؤية مع كثيرين، بمن فيهم من آمنوا ب«يونيو»، فطوابير الوقود لا تبعث على الثقة، وأيضاً غزوة «مميش - الهيئة الهندسية» فى قناة السويس ليست سوى ورقة فى كتاب الحلم المصرى، حتى ولو اعتبره مغالون أنه الحلم نفسه، المصريون لم يعطوا شيكاً على بياض ل«السيسى»، بل أحبوه ووثقوا فيه، ويريدون منه دائماً الصواب، ورغم أن البعض يسيئون للإدارة الجديدة، غير أن العقلاء ما زالوا يتمسكون بأمل الإصلاح فى دولة أنهكها الفساد ولا ترغب فى «مبارك» آخر أو تصنع فرعوناً يتلخص البلد فى شخصه، هى أسئلة بريئة جداً سيستقبلها المنافقون بوصفها طعناً، فى حين سيراها الراشدون سبيلاً للإجابة عن السؤال الأهم: إلى أين نحن ذاهبون؟ وإليكم الأسئلة: هل يمول محمد أبوالعينين المنتمى للحزب الوطنى المنحل أى نشاطات رسمية أو اعتيادية أو احتفالية للدولة المصرية؟ هل حصل طارق نور على جائزة من الدولة بعد تفانيه فى خدمة حملة الرئيس السيسى؟ هل الطريق إلى المناصب الرسمية وشبه الرسمية مرتبط بعلاقة الشخص المختار بأجهزة الدولة أو المؤسسة العسكرية؟ لماذا تدعو الرئاسة دائماً الأصوات الإعلامية التى هجرتها الموهبة وغابت عنها المهنة واستسلمت للمصاطب؟ هل ما زلنا حلم الرئيس أم أننا أصبحنا فقط جزءاً من حلمه؟ لماذا لا تقدم الدولة ما يصفهم البعض ب«الخونة» إلى القضاء كى نثأر ممن باعوا البلد وشوهوا الثورة؟ متى يشكل «السيسى» فريقه الرئاسى؟ وهل سيستمر فى الاعتماد على نفس معاونيه السابقين؟ هل الدولة عند النظام الجديد مجرد دولة وطنية فقط أم أنها دولة وطنية عادلة منصفة؟ هل سيحافظ «السيسى» على ثباته الانفعالى ولا تنال منه سطوة السلطة وخمر الكراسى؟ لماذا عاد التليفزيون المصرى إلى سيرته الأولى بدفع أخبار الرئيس السيسى إلى صدارة نشراته حتى لو كانت هناك كوارث فى مصر أو العالم مثل «بدء الحرب الدولية ضد داعش»؟ ما حدود صفقة تطبيع علاقتنا مع الولايات المتحدة؟ ما حجم مشاركتنا الفعلية فى الحرب ضد تنظيم داعش؟ لماذا لا تعتمد الحكومة على نفسها فى مشروعات البنية الأساسية وتلجأ للقوات المسلحة؟ لماذا يكتب بلال فضل مهاجماً الجميع فى جريدة ممولة من الإخوان؟ لماذا يهاجم «نيوتن» مهاب مميش على صفحات «المصرى اليوم»؟ متى يكف عمرو موسى عن السياسة ويكتفى باحتساء الشراب فى منزله الفخم؟ هل ينفذ الأمنجية فى الصحافة والإعلام التعليمات بصرامة ووضوح؟ لماذا كتب علينا أن يكون العيد دائماً رقصاً وتحرشاً و«سبكى»؟ كيف نفسر هذا القدر من الحب ل«السيسى» من جانب الأمهات وكبار السن؟ وانتهت الأسئلة ومعها دعوة للقراءة، ومن ثم الإجابة، لأنه من الصعب أن تتقدم دولة تدور فى فلك استقطاب حاد أفشل تحالف «يونيو» التاريخى، وتعيش فى خضم ظروف علا فيها الماضى بملياراته وتشابكاته مع الدولة، ومعهما حرب ضد إرهاب أصبح يهدد كيانات الدول، نريد بوصفنا «يناير - يونيو» وضوحاً ثم عدلاً وعدلاً وعدلاً!!