من شعارات المطالبة بالقصاص لشهداء أحداث «ماسبيرو»، إلى شعار «إحنا آسفين يا شهيد»، تباينت ردود فعل المشاركين فى فعاليات إحياء ذكرى شهداء ماسبيرو، فالبعض ما زال لديه أمل فى القصاص، قرر أن يحييها على سلم نقابة الصحفيين، وآخرون فقدوا الأمل فى الثأر وفى عودة الحق وقرروا أن يحيوا ذكرى الشهداء فى المكان الذى فارقوا فيه الحياة على كورنيش النيل أمام ماسبيرو، وهؤلاء هم أسر الشهداء. «لازم يكون فى آليات جديدة لمساعدتهم، الحقوق مش هتيجى بالعويل، والعياط والصدام مع الأمن، مع كل ذكرى بيحصل كوارث جديدة، فيه ناس مقبوض عليها من ذكرى ماسبيرو، السنة الماضية»، قالها سامح إسماعيل، صديق مينا دانيال، وهو فى حيرة من أمره، هل سيشارك فى وقفة سلم نقابة الصحفيين أم مع أهالى الشهداء. نجلاء أحمد، واحدة من أعضاء فريق «رايات الشهداء» تقول: «الوضع مرتبك وكله تشكيك وتخوين وفرقة، مفيش حق شهيد هييجى طول ما إحنا بهذا الوضع». رفضت «مارى دانيال»، شقيقة مينا دانيال، التوجه إلى نقابة الصحفيين لمشاركة القوى الثورية منعاً للاشتباكات والتشويش على ذكرى شقيقها، وتقول: «الأحزاب والحركات أنا معرفهاش، وبعضهم مابنشُفهاش إلا يوم الذكرى بس، وبعد كده لا بيسألوا على أهالى، ولا حتى بيهتموا بالقضية». النيل هو المكان الذى اختارته «مارى» ليكون قبلتها فى إحياء الذكرى الثالثة لأحداث ماسبيرو بعد أن أغلقت قوات الأمن الطرق من وإلى مبنى الإذاعة والتليفزيون وميدان التحرير: «هنأجر مركب لأنه الوسيلة الوحيدة اللى هتوصلنا قدام ماسبيرو، وفى نفس الوقت هى المكان اللى كان بيفضله مينا دانيال، ومادام معرفناش نرجّع حقهم، نروح لمكان فيه حاجة من ريحتهم، ومن هناك هنرفع طائرات ورق عليها صورهم».