المستشار بنداري: أشكر وسائل الإعلام على صدق تغطية انتخابات نواب 2025    عماد الدين حسين: إقبال كبير في دوائر المرشحين البارزين    ارتفاع الطلب على السبائك..أسعار الذهب اليوم الخميس 13-11-2025 في بني سويف    وزير المالية السابق: 2026 سيكون عام شعور المواطن باستقرار الأسعار والانخفاض التدريجي    وزير الإسكان: بدء التسجيل عبر منصة "مصر العقارية" لطرح 25 ألف وحدة سكنية    وزير الخارجية الأمريكي: يجب وقف تسليح قوات الدعم السريع ومحاسبتها على الانتهاكات الممنهجة    لافروف: إحاطات سرية دفعت ترامب لإلغاء القمة مع بوتين في بودابست    الإنتاج الحربي يلتقي أسوان في الجولة ال 12 بدوري المحترفين    بتروجت: اتفاق ثلاثي مع الزمالك وحمدان لانتقاله في يناير ولكن.. وحقيقة عرض الأهلي    انطلاق معسكر فيفا لحكام الدوري الممتاز بمشروع الهدف 15 نوفمبر    أمطار تضرب الإسكندرية بالتزامن مع بدء نوة المكنسة (صور)    انفجار ضخم يهز منطقة كاجيتهانة في إسطنبول التركية    قرارات جديدة بشأن مصرع وإصابة 7 في حادث منشأة القناطر    مرور الإسكندرية يواصل حملاته لضبط المخالفات بجميع أنحاء المحافظة    بالصور.. علي العربي يتألق على السجادة الحمراء لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي    خالد النبوي.. فنان يروي الحكاية بصدق الإبداع ودفء الإنسان    الولايات المتحدة تنهي رسميا سك عملة السنت بعد أكثر من قرنين من التداول    طريقة عمل فتة الحمص بالزبادي والثوم، أكلة شامية سهلة وسريعة    أسباب الشعور المستمر بالتعب والإرهاق عند النساء    أسعار السمك البلطي والكابوريا والجمبري بالأسواق اليوم الخميس 13 نوفمبر 3035    الغرفة التجارية: إيقاف 51 ألف محمول في أكتوبر بسبب تطبيق «الرسوم الجمركية»    ممثل المجموعة العربية بصندوق النقد الدولي: مصر لا تحتاج لتحريك سعر الوقود لمدة عام    خبير لوائح: قرارات لجنة الانضباط «تهريج».. ولا يوجد نص يعاقب زيزو    الفراعنة يرفعون وتيرة التدريبات قبل اللقاء الودي أمام أوزبكستان    تأكيد لليوم السابع.. اتحاد الكرة يعلن حرية انتقال اللاعبين الهواة بدون قيود    «يتميز بالانضباط التكتيكي».. نجم الأهلي السابق يتغنى ب طاهر محمد طاهر    «مكنش يطلع يستلم الميدالية».. مجدي عبد الغني يهاجم زيزو بعد تصرفه مع هشام نصر    دوامٌ مسائي لرؤساء القرى بالوادي الجديد لتسريع إنجاز معاملات المواطنين    محمود فوزي: قانون الإجراءات الجنائية الجديد سيقضي على مشكلة «تشابه الأسماء»    النيابة العامة تخصص جزء من رسوم خدماتها الرقمية لصالح مستشفى سرطان الأطفال    القيادة المركزية الأمريكية تعلن تنفيذ 22 عملية ضد داعش في سوريا خلال شهر واحد    التصريح بدفن جثمان الزوجة المقتولة على يد زوجها فى المنوفية    حادث مرورى بنفق قناة السويس بالإسكندرية وعودة الحركة المرورية    حيثيات حبس البلوجر «سوزي الأردنية»: «الحرية لا تعني الانفلات»    ذروة الهجمة الشتوية.. إنذار جوى بشأن حالة الطقس اليوم: الأمطار الرعدية تضرب بقوة    فضائح الفساد في أوكرانيا تثير أزمة سياسية ورفضا للمناصب الوزارية    إذا قالت صدقت.. كيف تتمسك مصر بملفات أمنها القومي وحماية استقرار المنطقة؟.. من سرت والجفرة خط أحمر إلى إفشال محاولات تفكيك السودان وتهجير أهالي غزة .. دور القاهرة حاسم في ضبط التوازنات الإقليمية    تعرف على ملاعب يورو 2028 بعد إعلان اللجنة المنظمة رسميا    ليلى علوي: مهرجان القاهرة السينمائي يحتل مكانة كبيرة في حياتي    محمود فوزي ل"من مصر": قانون الإجراءات الجنائية زوّد بدائل الحبس الاحتياطي    أحمد تيمور خليل: ماما مها والدة مى عز الدين معانا بروحها    كيف تحققت كلمات ووصايا والد محمد رمضان بعد رحيله.. اعرف الحكاية    محامي أسرة أم كلثوم: إجراءات قانونية ضد الشركة المخالفة لحقوق كوكب الشرق    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. فنزويلا تعلن التعبئة فى مواجهة التحركات الأمريكية.. سك العملة الأمريكية تنتج آخر دفعة من السنت.. وفضيحة فساد تهز قطاع الطاقة فى أوكرانيا    ترامب يحمل «جين تاتشر» وكيندي استخدم مرتبة صلبة.. عادات نوم غريبة لرؤساء أمريكا    قد يؤدي إلى العمى.. أعراض وأسباب التراكوما بعد القضاء على المرض في مصر    مقرمش جدا من بره.. أفضل طريقة لقلي السمك بدون نقطة زيت    شريف عامر: قانون الإجراءات الجنائية الجديد أحد أهم القوانين على مستوى العالم    قصر صلاة الظهر مع الفجر أثناء السفر؟.. أمين الفتوى يجيب    طلاب كلية العلاج الطبيعي بجامعة كفر الشيخ في زيارة علمية وثقافية للمتحف المصري الكبير    رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شمال سيناء يتفقد مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن الكريم بالعريش    انطلاق اختبارات «مدرسة التلاوة المصرية» بالأزهر لاكتشاف جيل جديد من قراء القرآن    البابا تواضروس الثاني يستقبل سفيرة المجر    الرئيس السيسي يصدق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد    رئيس الوزراء يتفقد أحدث الابتكارات الصحية بمعرض التحول الرقمي    «لو الطلاق بائن».. «من حقك تعرف» هل يحق للرجل إرث زوجته حال وفاتها في فترة العدة؟    18 نوفمبر موعد الحسم.. إعلان نتائج المرحلة الأولى لانتخابات النواب 2025 وخبير دستوري يوضح قواعد الفوز وحالات الإعادة    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كمال أبوعيطة ل«الوطن»: الإخوان استأجروا أجانب ب200 دولار فى الساعة ليقولوا يسقط «السيسى»
وزير القوى العاملة والهجرة السابق: المصريون فى أمريكا لقّنوا الإخوان درساً فى «الأدب السياسى»
نشر في الوطن يوم 08 - 10 - 2014

أثارت مشاركته المفاجئة فى الوفد الشعبى المصرى، الذى سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أثناء زيارة رئيس الجمهورية، المشير عبدالفتاح السيسى، هناك، وإلقائه كلمة مصر أمام الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، جدلاً كبيراً، تعدته إلى اتهامات طالته من كثير من رفاق النضال القدامى. وفى أول حوار مع صحيفة مصرية بعد عودته يتحدث وزير القوى العاملة والهجرة السابق كمال أبوعيطة، عن تفاصيل وأسباب الزيارة وكواليسها، مؤكداً أنه لم يسافر بالتنسيق مع أى جهة رسمية فى الدولة، ولم يستخدم حتى جوازه الدبلوماسى، وأن الجهة التى دعته فى المقام الأول هى «ضميره الوطنى»، وقناعته بأنه فى المعارك التى يتعرّض فيها «الوطن» لتحديات من عدو خارجى ينبغى أن يتوحّد الجميع فى مواجهة هذا الخطر فى إطار أوسع حلف طبقى وسياسى ممكن.
تحدث النقابى القادم أساساً من قلب «ميدان التحرير»، والمظاهرات الاحتجاجية ضد الرئيس الأسبق حسنى مبارك ومن بعده «المعزول» محمد مرسى، عن أن المصريين الذين أحاطوا مبنى الأمم المتحدة بالآلاف دفاعاً عن مصر، خلال خطبة «السيسى»، مقابل 12 متظاهراً من الجماعة، لقنوا «الإخوان» درساً فى الأدب السياسى، وأن حدود الوطن تتسع للخلاف وربما الصراع السياسى، ولكن عندما يتعدّى الأمر حدود الوطن يصبح الأمر شيئاً آخر، على حد قوله، وفيما يلى نص الحوار..
■ ما الجهة التى دعتك للسفر إلى الولايات المتحدة فى هذه المناسبة؟
- أولاً، الجهة التى دعتنى هى ضميرى الوطنى، فبعدما سمعت عن التفزيع الذى يقوم به الإخوان على صفحاتهم، ومخططاتهم بالتزامن مع زيارة الرئيس السيسى، شعرت أن مصر ستلحق بها إهانة كبلد، ومن تجاربنا السابقة عندما كان يقوم بعض المعترضين على سياسات الأنظمة التى سقطت، وبالذات فى أمريكا، بالتظاهر، كانت الإدارة الأمريكية، المعادية لمصالح شعبنا المصرى والعربى كله، تجنى ثمار هذا التحرك. والرئيس الأسبق مبارك «انضرب» بالبيض ذات مرة هناك، وكان الأمريكان يجنون ثمار ذلك منه بمزيد من فرض الوصاية علينا وتكبيلنا بالسياسة الأمريكية والصهيونية.
وشعرت بالفزع بالذات مع نظام وليد، وأريد أن أقول لزملائى إننا قمنا بثورة، ومع احترامى لمن وقفوا فى ال18 يوماً لكى يخلعوا «مبارك»، أو فى أيام أخرى لخلع «مرسى»، هناك أناس أنا واحد منهم، لنا سنوات نناضل من أجل إسقاط الأنظمة التى سقطت، تقريباً عمرنا كله قضيناه فى مواجهة هذا النظام.
وهناك نظام جديد يتشكل، لا أدّعى على الإطلاق أننى أؤيده كاملاً، أو أعارضه كاملاً، فهو نظام فى طريقه للتشكل، وفى ممارساته علامات إيجابية كثيرة، وهناك علامات مقلقة، وبالنسبة لى عندما سمعت بالإجراءات الاقتصادية الأخيرة، تحديداً قرارات رفع الدعم التى أدى إلى رفع الأسعار بالنسبة إلى الطبقات الشعبية الفقيرة، كأن أحداً قطع رقبتى، ولولا خوفى أن تصب معارضتى فى جانب الأعداء، لكنت نزلت الشارع.
وأيضاً هناك مؤشرات إيجابية، ومنها استكمال الحد الأدنى والأقصى للأجور الذى سبق أن قاتلت من أجله داخل مجلس الوزراء، ومشروع القناة، وزيارة روسيا، سواء التى قام بها الرئيس أو تلك التى قام بها منير فخرى عبدالنور والاتفاق على تحديث مصنع الحديد والصلب وتوربينات السد العالى، فأعتقد أن كلها أشياءً إيجابية، لكن على الجانب الآخر هناك أشياء سلبية مثل القبض على من لا يتبنون العنف من شباب الثورة، والنموذج الحاضر على ذلك، الناشط المحبوس «أحمد دومة».
والتاريخ يقول لنا فى العالم كله عندما تكون هناك معركة ذات بعد وطنى، عناصر الأمة تتوحد فى مواجهة الخطر الخارجى، ففى الحروب والمعارك كل القوى والطبقات، بما فيها من متناقضات، أغنياء وفقراء، قوى سياسية من اليمين واليسار، تتحد فى نضال ذى طبيعة وطنية من أجل التصدى للخطر الخارجى. وأنا من مدرسة تعلمنا فيها أنه إذا تعارضت مصلحة الشخص مع مصلحة الحزب أو الجماعة، فالأولوية لمصلحة الحزب، وإذا تعارضت مصلحة «التنظيم» مع مصلحة الوطن، فالأولوية لمصلحة الوطن، وأنا رأيت فى هذه الرحلة مصلحة وطنية أعلى من الالتزام الحزبى والتنظيمى.
■ لكن تحديداً، ما الجهة التى اتصلت بك وطرحت عليك فكرة السفر إلى نيويورك، وهل تم ذلك بشكل مفاجئ؟
- أولاً أنا عندما سمعت بالخطط الإخوانية وهجومهم على الوفود المصرية، تمنيت أن أكون هناك، وأنا أعرف النقابيين الأمريكان منذ قبل ثورة 25 يناير، وأعرفهم ضمن الحركة النقابية الدولية، وأعتقد أن وجودى مع المصريين المؤيدين لمصر، يؤثر على هؤلاء، وبالمناسبة لم تنقطع الصلة بينى وبين هؤلاء النقابيين، وخلال 25 يناير كانوا مساندين ومتفهمين، وكان موقف النقابات الأمريكية ضد موقف الإدارة الأمريكية عندما كانت لا تزال تؤيد «مبارك»، وأيضاً فى «30 يونيو» حفّظتهم، «30 يونيو العصر.. الثورة هتحكم مصر»، وكان ذلك قبل الثورة بأيام فى مؤتمر العمل الدولى فى جنيف، وهكذا اعتبرت أن وجودى ضمن الوفد المصرى فى الولايات المتحدة الأمريكية سيؤثر على مسألة قبول واستعادة الدور المصرى المفقود منذ 40 سنة فى دوائر الأمم المتحدة ودوائر العمل الدولى بشكل عام.
أضف إلى ذلك أنه أثناء وجودى فى وزارة القوى العاملة أتيح لى التعامل مع الجاليات المصرية فى العالم كله، وبذلت جهداً أنا وزملائى فى الوزارة، ومنهم الوزيرة الحالية، من أجل تنظيم المصريين فى الخارج، وتأطيرهم والتواصل معهم، وكان الاتصال والعلاقة معهم تكاد تكون يومية وعبر «الفيديو كونفرانس» الذى تم إدخاله للوزارة، ومن خلاله أمكن التواصل معهم وتشكيل المجلس الأعلى للمصريين فى الخارج.
إذن فقرار السفر للولايات المتحدة كان من ضميرى، أما الوسيلة هنا فليست الأساس.
■ وهل لديك تحفّظ على ذكر هذه الوسيلة؟
- لا على الإطلاق، فأنا ذهبت مع المستشار أحمد الفضالى وتيار الاستقلال، وهم أصدقائى، وأنا تقريباً معهم فى هذا التيار، وهو تيار لا يجمع الثوار، ولكنه أيضاً لا يجمع أشراراً، فهم أناس وسطيون لا هم ثوريون ولا هم فلول ولا إخوان. وهناك مسافة بينهم وبينى فى التفكير فى السقف الوطنى والسياسى، ولكنه تيار موجود فى المجتمع مثلهم مثل أى تيار، وبالمناسبة بينهم الأستاذ نبيل زكى، من حزب التجمع، والإعلامى طارق علام، وشخصيات متعددة متنوعة بدأت علاقتى بهم عندما بدأت العمل النقابى المستقل ونشأت صلات بيننا وبينهم على أساس أننا نتبنى نفس فكرة الاستقلال فى العمل النقابى، وهناك من زملائى النقابيين من عرّفونى بهم. وأنا أعتبر أننا فى مرحلة، عندما يتعرّض الوطن لخطر خارجى، فإننا نكون محتاجين إلى تجميع الصف الوطنى وتحالف وطنى واسع، وهذه طبيعة الثورة التى قامت، تحالف وطنى وطبقى واسع. والمستشار الفضالى اتصل بى ليلة السفر وقال لى تسافر معنا صباحاً إلى أمريكا، ولأن مبدأ السفر كان موجوداً قبلت على الفور. وأشير هنا إلى أن من شاركوا فى الوفد الشعبى، الذى سبق وسافر لإغاثة أطفال العراق هم تقريباً من شاركوا معنا فى الوفد الشعبى فى أمريكا، وهى تنويعة مختلفة متعددة، من كل ألوان الطيف الوطنى والسياسى والطبقى.
■ وكيف حصلت على «الفيزا» بهذه السرعة؟
- اكتشفت أن لدىّ «فيزا» ممتدة حتى 2015، حيث كنت قد سافرت فى السابق إلى الولايات المتحدة قبل أن أصبح وزيراً، حيث حصلت على جائزة تُمنح سنوياً من اتحاد العمال الأمريكى، لأفضل عمل نقابى، وأخذتها السنة التى سبقت الثورة فى 2010، وهى عبارة عن مجرد شهادة وليست جائزة مالية، ووقتها أعطونى فيزا لمدة 5 سنوات. أنا لم أسافر بجواز السفر الدبلوماسى، وإنما بالجواز العادى، المكتوب فيه «مدير عام الضرائب العقارية» فى الجيزة، ولم أستخدم «الباسبور» الرسمى حتى لا يُفهم أننى ممثل لحكومة أو جهاز. وأقسم بالله أننى كنت خارج بنفس الطريقة التى كنت أخرج بها للمظاهرات، سواء المظاهرات الخاصة بمكافحة التطبيع مع العدو الصهيونى، أو الرافضة لبيع القطاع العام أو طرد الفلاحين من الأرض الزراعية، وكنت متوقعاً أن أتعرض لاعتداء، خاصة أننى رأيت قبل سفرى فيديو الاعتداء من جانب الإخوان على الإعلاميين يوسف الحسينى وعماد الدين حسين وخالد صلاح.
■ ألا يمكن أن يكون المستشار الفضالى نفسه، نسق مع أجهزة فى الدولة؟
- لم يحدث لأنه عندما يكون هناك تنسيق لا بد أن يقابلك السفير وممثلو «الخارجية»، وهذه المرة لم أرَ شكل السفير المصرى، وتعمدت ألا أحتك بالمسئولين، واعتبرت ذلك تكليفاً وطنياً.
وهذه الزيارة ليس فيها غرض شخصى، ليعلم من سيتصل بكمال أبوعيطة يوماً ما لكى يكلفه بعمل ما، أنه سيواجه على الجانب الآخر برد لا يعجبه. وسأكمل حياتى كما بدأتها والقطع الذى حدث فى السبعة شهور التى توليت فيها الوزارة، كل دقيقة فيها أفخر بأننى قاتلت من أجل مبادئى وأفكارى والطبقة التى أنتمى إليها، ونجحت فى تحقيق أشياء، وفى أشياء أخرى الظروف لم تكن تسمح بها، وأعنى الظروف بكل جوانبها، سواء ظرف البلد أو الوضع الاقتصادى أو التشكيل الوزارى. ولولا أن يصنّفنى الناس مثل الدكتور «البرادعى» كنت استقلت مبكراً. وأذكر هنا أنه عندما أقر مجلس الوزراء الحد الأدنى للأجور بأغلبية تقترب من الإجماع تقدمت لمجلس الوزراء بطلب إعفائى من هذه المسئولية، وقلت إننى مطمئن أن هذا المجلس بهذا القرار يسير على الطريق الصحيح.
■ من أين أتى تيار الاستقلال بتكاليف تذاكر الطيران؟ ومن دعمه؟
- تيار الاستقلال يشارك فيه شخصيات من الأغنياء والفقراء، وكما يقول المثل المصرى «المليان بيكب ع الفاضى»، وأنا كان لى نصيب فى المساهمة فى السفر، لكن هذا النصيب لا يغطى كل التكاليف، وفيه ناس أغنياء أعرفهم دفعوا فلوس ولم يأتوا، ورفضوا ذكر أسمائهم، ومنهم رجل تبرع ب20 ألف دولار.
■ لكن هناك من يتهم المستشار الفضالى بأنه «فلول»، ويتهمك بالتالى بأنك تعاونت مع «الفلول»؟
- بالنسبة لى هو ليس فلولاً، بل إنه أقام دعوى حل الحزب الوطنى، فيكف يكون فلولاً؟
■ هل التقيت بالرئيس السيسى أو أى من المسئولين المصريين هناك؟
- لا، وتعمّدت عدم الاحتكاك بأى مسئول مصرى، واعتبرت أننى مكلف من ضميرى الوطنى بهذه المهمة.
■ لكن كثيرين، وبينهم رفاق قدامى لك، اعتقدوا أنك ربما تجامل «السيسى»، أو تريد أن تكسب نقاطاً عند النظام الجديد.
- أقول لهم إن الثورة التى قامت وبعضهم شارك فيها أو التحق بها عمرها أكبر من ذلك بكثير، وبوادرها كثيرة منذ 18 و19 يناير سنة 77، وقد نجحت مؤخراً فى إسقاط نظام «مبارك»، وعندما جاء نظام على ذات الخط المعادى لمصالح شعبنا، الشعب المصرى أسقطه. وبفرض أننى لم أدخل الوزارة فأنا شريك فى خارطة الطريق، وعندما كان يذاع البيان الخاص بخارطة الطريق فى ميدان التحرير كنت أعرف ما الذى سيُقال، ولم أكن وحدى فى ذلك، فقد كانت هناك جبهة واسعة تعرف هذا الكلام كله، وهى جبهة الإنقاذ، التى شاركت فيها كأحد المكونات الاجتماعية والطبقية، وكرئيس للاتحاد المصرى للنقابات المستقلة وكنت عضواً فى هذه الجبهة، وهى جبهة إسقاط نظام الإخوان، وقد قامت بدور مهم جداً على عكس ما يروّج البعض عنها، دور محترم وفقاً لظروفها ووقتها، وأنا حزين لتفككها وتبعثرها فى كل اتجاه.
وما يحدث فى البلد، بما فى ذلك خارطة الطريق والدستور وانتخابات الرئاسة ثم البرلمان وبعده المجالس المحلية، هذا ضمن نضال القوى التى قامت بالثورة ضد «مبارك» والإخوان، وهى القوى التى فى رأيى تعيش حالة من حالات الدونية، وغير قادرة على أن تدرك أنهم من أتوا بهذا النظام، وأنهم يستطيعون أن يأمروه.
وفى مجتمع الموظفين -وأنا موظف أصلاً- نقول إن ولاء الموظف لمن عيّنه، والرئيس «السيسى» والحكومة الموجودة الآن هما نتاج الثورة بصرف النظر عن الأوزان النسبية التى بها، «ودول ثورة ولا مش ثورة» -ممكن يكون الوزن النسبى للثورة فيها محدوداً أو موجوداً بنسبة ضئيلة أو منعدماً- إنما فى النهاية أنت من أتيت بهؤلاء، والذى أزاح حكومة هشام قنديل وأتى بالحكومة الحالية، سواء حكومة «الببلاوى» أو «محلب»، هى الثورة التى قام بها الشعب المصرى، تعاملك مع نظام أنت من أتى به يختلف عن تعاملك مع نظام معادٍ، وعليك أن تأمر هذا النظام، وأنا آمره مثلاً أنه يُصلح أخطاء القرارات الاقتصادية الأخيرة من أجل الفقراء، وأنه يفرز من بين المعتقلين، المعتقلين السلميين، وهذا حق للبلد، وحق لمن شاركوا فى الثورة.
■ لكن هناك من يرى أن «السيسى» ربما يسير فى طريق عكسى لما يريدونه من إجراءات على طريق العدالة الاجتماعية والحريات، وبالتالى لا يستحق المساندة من وجهة نظرهم؟
- لو الرئيس مبارك، الذى يقبع فى السجن الآن، تعرض وقت حكمه لضغط أجنبى أو تعرّض لمواجهة أجنبية كنت سأقف معه، ولو دخل هذا الرئيس الذى كنت أختلف معه وأقبع فى سجونه فى صراع مع قوى أجنبية، خصوصاً تلك التى تعادى بلدنا كنت سأقف معه ضد هذه القوى الأجنبية، وبعد ذلك سأقف فى الداخل من أجل إسقاطه.
وأنا شخصياً أعتبر أن زيارتى لأمريكا والإبداع الذى قدمه المصريون هناك، سواء من جاءوا من كل المدن والولايات الأمريكية لكى يقفوا بجانب بلدهم أو من سافروا من مصر، بلا استثناء، أعتبرهم لقنوا الإخوان درساً فى الأدب السياسى، فعندما تختلف مع نظامك الوطنى أو تكون معارضاً له، فحدود الوطن تسمح بالخلاف مع الحكم وتسمح بالصراع معه، أما خارج حدود الوطن فالمسألة تسمى تسمية أخرى، ولو كان متاحاً للشعب المصرى أن يكون معه ثمن تذكرة أمريكا أعتقد ماكانش هيبقى فيه مكان فاضى فى أمريكا، وحسب تصورى من لم يسافر ويملك القدرة على ذلك وقع فى إثم وطنى، فأنا أعتبر أن هذا حالة من حالات القتال ضد عدو، وفرض عين على كل مصرى، مش فرض كفاية.
المواجهات مع الإخوان
■ كيف كان وزن المظاهرات الإخوانية، مقارنة بالمظاهرات المؤيدة للنظام فى مصر؟
- المصريون المؤيدون لخارطة الطريق ولمصر غطوا كل مكان حول الأمم المتحدة، وهناك أماكن للتظاهر يتم تأجيرها، والمصريون أجّروا 4 أماكن، فيما أجر الإخوان مكاناً واحداً، جاء فيه 10 أو 12 فرداً، وكان مباحاً عند الإخوان ومستأجريهم سب الدين والسب بالأم والأب، وأخشى أن يكون بعضهم قد مات غرقاً من «البصق» عليهم من جانب الآلاف التى تمر عليهم.
■ هل صحيح أنهم استأجروا متظاهرين، كما قلت فى تصريح لك من هناك؟
- هناك أشياء استغربت لها، فأنا طول عمرى معارض، والآن أعارض أشياءً وأؤيد أشياء، لكن لم أفكر يوماً من الأيام أن أؤجر شخصاً لكى يقول أفكارى، وقد رأيت أناساً فى أمريكا تشتم -بصرف النظر هى بتشتم مين- وكنت تجدهم يشتمون «السيسى»، أو يقولون «down down sisi»، لكن عندما تسأله هل تعرف «السيسى» يقول لا، هل تعرف إلى أى بلد ينتمى يقول لا، فقط قالوا إنهم يأخذون 200 دولار فى الساعة من أجل ذلك، وعلى هذا المنوال جاءت احتكاكاتهم بالصحفيين مثل يوسف الحسينى وعماد الدين حسين.
ويوم خطاب «السيسى» كانوا حوالى 12 فرداً، وفى المقابل كانت هناك جحافل جاءت من الولايات المختلفة ووقفوا فى الشارع، أطفالاً ونساءً. والنساء كن أكثر من الرجال فى الحشود، وكبار السن من كل الولايات، لتأييد مصر وخارطة الطريق. وهؤلاء جاءوا بشكل عفوى، لأن المُدربين على التظاهر المصنوع المعدّ سلفاً يتركون مسافات فيما بينهم حتى يظهروا أن عددهم أكبر، على العكس، كانوا «مكربسين» على بعض، لدرجة أنى قلت لهم مداعباً إن ثقافة الأوتوبيس لا تزال مسيطرة عليهم رغم معيشتهم فى أمريكا، لدرجة أن الحواجز التى تحول دون المصريين ومبنى الأمم المتحدة كانت تتزحزح شيئاً فشيئاً، وكان الأمن الأمريكى يتدخل طالباً من منظمى الاحتفال إعادة الحواجز إلى مكانها، و«كل شوية» رسائل لمن يتسلقوا الأشجار، وهى عادة مصرية.
وعندما يكون هناك خطر أجنبى مع عدو، وأنا ممن يعتبرون الإدارة الأمريكية عدواً، فيكون مباحاً تشكيل حلف وطنى واسع يجمع الفقراء والأغنياء، والاشتراكيين والرأسماليين، وأطيافاً سياسية كثيرة.
■ وهل ترى أن «السيسى» يتعامل مع أمريكا باعتبارها عدواً أم حليفاً؟
- عندما تُجرى حواراً معه اسأله أنت عن ذلك، لكنى أعلم من خلال 300 ساعة عمل فى مجلس الوزراء، أنه مثل عموم المصريين بشكل عام الآن، يفهم النوايا والأهداف الحقيقية للإدارة الأمريكية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.