استقرار أسعار الخضراوات وانخفاض سعر البصل بالفيوم    قتلى وجرحى.. كتائب القسام تعلن استهداف ناقلة جند إسرائيلية في جباليا    الأهلي يواجه الترجي بالزي الأسود في نهائي دوري أبطال إفريقيا    ضبط 38 كيلو دجاج غير صالحة للاستهلاك الآدمي بمطعم بالفيوم    نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيدة زينب (بث مباشر)    وزير التنمية المحلية: 426 مليون جنيه إجمالي مبيعات مبادرة سند الخير خلال 100 أسبوع    وزيرة التعاون تتابع مع البنك الدولي الانتهاء من برنامج تمويل سياسات الإصلاحات الهيكلية    تجديد تكليف مى فريد مديرًا تنفيذيًا للتأمين الصحى الشامل    طلعت: إنشاء قوائم بيضاء لشركات التصميم الالكتروني لتسهيل استيراد المكونات    البيئة: بعثة البنك الدولي تواصل مناقشة نتائج تقييم ممارسات إدارة مخلفات الرعاية الصحية بالمستشفيات الجامعية    العقارات تتصدر القطاعات الأكثر تداولا بالبورصة بنهاية تعاملات الأسبوع    20 جامعة مصرية ضمن أفضل 2000 جامعة على مستوى العالم    مواجهة بين نتنياهو وبن غفير بالكابينت بشأن مساعدات غزة    رسائل السيسي للعالم لوقف إطلاق النار في غزة ورفض التهجير    سموتريتش: السيطرة على غزة ستضمن أمن إسرائيل    الأمريكية للتنمية الدولية تقدم منحا دراسية لطلاب الثانوية العامة    "عايزين زيزو وفتوح".. سيد عبد الحفيظ يقدم عرضا مفاجئا لأحمد سليمان    تقرير: الأمور تشتعل.. لابورتا يدرس إقالة تشافي لسببين    التنظيم والإدارة: 59901 متقدم لمسابقة شغل وظائف معلم مساعد مادة    بالصور- حريق يلتهم منزلين في سوهاج    لعدم تركيب الملصق الإلكتروني .. سحب 1438 رخصة قيادة في 24 ساعة    "ضبط 34 طنًا من الدقيق في حملات تموينية.. الداخلية تواصل محاربة التلاعب بأسعار الخبز"    الإدارة العامة للمرور: ضبط 12839 مخالفة مرورية متنوعة    «جمارك الطرود البريدية» تضبط محاولة تهريب كمية من أقراص الترامادول    خمسة معارض ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة    عيد ميلاد عادل إمام.. قصة الزعيم الذي تربع على عرش الكوميديا    جوري بكر تعلن انفصالها عن زوجها: تحملت اللي مفيش جبل يتحمله    بشهادة عمه.. طارق الشناوي يدافع عن "وطنية" أم كلثوم    "الإفتاء" توضح كيفية تحديد ساعة الإجابة في يوم الجمعة    في يوم الجمعة.. 4 معلومات مهمة عن قراءة سورة الكهف يجب أن تعرفها    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية الجديد (صور)    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي الجديد    ابتعد عن هذه الفواكه للحفاظ على أسنانك    أحمد السقا عن أصعب مشهد بفيلم «السرب»: قنبلة انفجرت حولي وخرجت سليم    روسيا: مستعدون لتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة    ليفربول يُعلن رحيل جويل ماتيب    مواعيد مباريات الجمعة 17 مايو.. القمة في كرة اليد ودربي الرياض    تأهل هانيا الحمامي لنصف نهائي بطولة العالم للإسكواش    رضا البحراوي يتصدر تريند اليوتيوب ب «أنا الوحش ومبريحش» (فيديو)    برنامج للأنشطة الصيفية في متحف الطفل    في 5 دقائق.. طريقة تحضير ساندويتش الجبنة الرومي    مرور مفاجئ لفريق التفتيش الصيدلي على الوحدات الصحية ببني سويف    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 17 مايو 2024 والقنوات الناقلة    سعر الدينار الكويتي اليوم الجمعة 17-5-2024 مقابل الجنيه المصري بالبنوك    «الأوقاف» تعلن افتتاح 12 مسجدا منها 7 إحلالا وتجديدا و5 صيانة وتطويرا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    الاغتسال والتطيب الأبرز.. ما هي سنن يوم «الجمعة»؟    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان وانفجار أخرى في الجليل الغربي    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة.. غدا    حدث ليلا.. أمريكا تتخلى عن إسرائيل وتل أبيب في رعب بسبب مصر وولايات أمريكية مٌعرضة للغرق.. عاجل    النواب الأمريكي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إمداد إسرائيل بالأسلحة دون انقطاع    هانئ مباشر يكتب: تصنيف الجامعات!    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمال سليمان: «عبدالناصر» رئيسى.. وطلبت من مخرج «صديق العمر» اختيار ممثل مصرى للشخصية بدلاً منى
رأى عائلة «ناصر» فى المسلسل ليس معياراً.. وأتفهم عدم تقبلهم للتعرض لعلاقته بعبدالحكيم عامر
نشر في الوطن يوم 04 - 10 - 2014

اختار الفنان السورى جمال سليمان أن يقتحم منطقة ألغام شائكة تردد الكثيرون فى اقتحامها، وأن يتعرض من خلال مسلسله الأخير «صديق العمر» إلى ملامح العلاقة بين المشير عبدالحكيم عامر والرئيس الراحل جمال عبدالناصر، تلك العلاقة النادرة التى توقفت أمامها كثيراً كتب التاريخ المعاصر، وتضاربت أقوال وشهادات من عاصروا تلك الفترة بشكل لافت.
اختار جمال سليمان أن يغامر ليس فقط بالتعرض لتلك العلاقة وإنما فى الأساس بتقديم شخصية جمال عبدالناصر، التى لم يسلم أى فنان جسدها تقريباً من الهجوم عليه، وهو ما حدث معه منذ بدء الحلقات.
فى حواره ل«الوطن» يتحدث جمال سليمان عن علاقته الممتدة بجمال عبدالناصر، منذ أن كان رئيساً لسوريا وقت الوحدة، وحتى اقترابه التدريجى من الشخصية بالقراءة والمتابعة إلى أن توحد معها وقدمها فى عمل درامى، كما يتحدث عن تفاصيل إنتاج العمل ويفنّد أشكال الهجوم عليه، وكذلك يتطرق للشأن السورى وما يتطلبه الوضع الذى صارت إليه البلاد الآن من حوار وطنى عميق.
■ كيف جاءت بداية علاقتك بجمال عبدالناصر؟
- أنا من مواليد فترة الوحدة بين مصر وسوريا، وعبدالناصر كان رئيسى مثل كل المصريين، وقد نشأت فى منزل يضم أباً ينتمى للفكر القومى ويؤمن به، ويحب «ناصر» وأفكاره، عكس والدتى وأسرتها، التى لم تكن تحب عبدالناصر، وكانت ترفض فكرة الوحدة بين مصر وسوريا، بجانب أن معظم أصدقاء الشباب والمراهقة كانوا ينتمون لعائلات ناصرية وقومية، فعبدالناصر يحظى بشعبية كبيرة فى سوريا، كما أنه أيضاً يحظى بجانب من الرفض لدى البعض، وكانت معرفتى بالحقبة الناصرية نابعة من أرض الواقع، وعقب دخولى المعهد العالى للفنون المسرحية تعددت قراءاتى فى التاريخ المعاصر، وقرأت عدداً كبيراً من المراجع والشهادات والمذكرات عن تلك الفترة، جعلتنى أنظر بشىء من الموضوعية لها، ومن الصعب أن أعتبر الحقبة الناصرية، كما يصفها الناصريون، بأنها فترة الخلاص الثورى البريئة الخالية من أى عيوب، وأنها العظمة والتاريخ والمجد، وأيضاً من الصعب أن أوافق أعداء الناصرية على تحميل عبدالناصر مسئولية كل الأخطاء التى حدثت فى الأمة العربية، وأن يصفوا تلك الفترة بأنها اغتصاب للتاريخ، فترة الناصرية لها ما لها وعليها ما عليها، وينبغى النظر لها بكل موضوعية.
■ كممثل قدم الكثير من الشخصيات التاريخية.. هل راودك من قبل حلم تجسيد شخصية عبدالناصر؟
- بكل صراحة لا.. لم يراودنى هذا الأمر على الإطلاق قبل عرض العمل علىَّ، وقد ترددت وقت عرض «صديق العمر» علىَّ، ومنبع التردد هو خوفى وقلقى أن يتم تبنى أحد الاتجاهين اللذين تحدثنا عنهما من قبل، ولا أن يتم تقديم تمثال أو صورة فوتوغرافية لعبدالناصر، فأنا كممثل ليست لدى الرغبة فى تقديم هذا النوع من الفن الذى يعتبر متحيزاً أو أحادى النظرة تجاه التاريخ، وأعتبره نوعاً من الفن السخيف والسطحى، ولكن عندما دار نقاش مع المخرج عثمان أبولبن والمؤلف محمد ناير أكدا لى أننا لسنا بصدد تقديم عمل يوزع صكوك البراءة على أحد أو توجيه الاتهام لأحد، وإنما نقدم عملاً نسعى من خلاله لتقديم قراءة للعديد من الأحداث والمواقف فى فترة عصيبة من التاريخ المصرى لم يتم التعرض لها بالشكل العميق، وهى فترة النكسة وهزيمة 67 وأسبابها الجوهرية.
■ هل توقعت أن التعرض لهذه الفترة العصيبة والحساسة سيتسبب فى توجيه الكثير من الهجوم على العمل؟
- منذ البداية ونحن ندرك ذلك، ونعلم أننا سنقدم عملاً لن يرضى أحداً، وسيلقى هجوماً كبيراً، وقد أخبرنى المؤلف محمد ناير أننا بصدد الدخول إلى عش الدبابير، بسبب تعرضنا لذلك الموضوع الشائك، وهو ما كنا مستعدين له، ولكنى طلبت منهم أن يتم ترشيح ممثل مصرى لتقديم دور عبدالناصر، من باب «سد الذرائع» حتى لا يكون هناك مدخل لنقد غير موضوعى، وكنت أتوقع أن يتم هذا الأمر حتى من قبل عرض المسلسل، ولكن «عثمان» أصر على تجسيدى للدور، مؤمناً بأن شخصية عبدالناصر قومية ولها بُعد عربى سيترسخ من اختيار ممثل سورى لتقديم الدور، خاصة أنه كان رئيسى فى فترة من الفترات، بالإضافة للجانب الفنى وهو الأساس فى الاختيار، حيث رأى أنى الأقرب لتقديم الشخصية، فوافقت بعد نقاش مع المؤلف والمخرج استمر أسبوعين، وقررت قبول التحدى وخوض هذا المسلسل «المعركة» كما أصفه.
■ كيف كان استعدادك للشخصية؟
- كان لدينا سؤال مهم شغلتنا الإجابة عنه طوال الوقت، وهو هل سنقوم بتقليد الرئيس عبدالناصر، أم سنقدم شخصيته؟ وكان لدينا نموذجان لأفلام عالمية مشابهة فى الظروف، مثل أنتونى هوبكنز فى فيلم «نيكسون»، وميريل ستريب فى «مارجريت تاتشر»، حيث قدما شخصيتين معاصرتين ومعروفتين جيداً، لهما أرشيف حى متاح، ولكن تم استنطاق روح الشخصية وليس تقليدها، وهو ما اتبعناه، فنحن لا نريد للمتفرج أن يدخل «متحف الشمع» ويرى نسخة كربونية من عبدالناصر، بل نريد الذهاب لما هو أبعد من ذلك، خاصة أن الصورة المترسخة لدى الناس عن الرؤساء فى الماضى كانت تتم صناعتها بمهارة وتخطيط، عكس اليوم الذى تتاح فيه تسجيل لحظات خاصة للزعماء والأمراء عبر مصورى «الباباراتزى»، وبالتالى كان التاريخ والأرشيف المحفوظ لعبدالناصر ناقصاً ولا يقدم الصورة الكاملة، خاصة الجانب الشخصى والاجتماعى، وهو ما حاولنا الاقتراب منه فى العمل، ورأينا تقديم شخصية درامية بعيدة عن التقليد، مع الحفاظ على التفاصيل الشكلية والسلوكية التى تقنع المشاهد بأنه أمام الزعيم عبدالناصر.
■ هل سعيت للتواصل مع أسرة عبدالناصر أو المقربين منه؟
- حاولت من خلال شركة الإنتاج ولم أوفق، وتفهمت أن الوضع حساس بالطبع، لذا لم أصر على المحاولة.
■ كيف رأيت شخصية عبدالناصر من خلال قراءتك للحلقات؟
- خلاصة معايشتى لعبدالناصر أنه كان شخصية صاحبة حلم، وكان يختلف عن باقى الزعماء، بأن حلمه لم يكن شخصياً، وكان لديه هدف نبيل، لم يكن يعنيه المال أو القصور، وإذا كان لديه حلم شخصى فهو أن يخلّد التاريخ اسمه كموحد للوطن العربى، وكطارد للاستعمار، وكمنصف للفقراء، عبدالناصر بلا شك انحاز لمبادئ نبيلة، ولكن المشكلة لديه كانت فى طريقة تحقيق هذه الأحلام، فالأحلام كانت كبيرة وجديدة، ولكن سبل تحقيقها كانت عشوائية وارتجالية، وأدت لنتائج عكسية فى كثير من الأحيان، أعرف أن هذا الكلام قد يضايق أنصار عبدالناصر، لكنى أردت التجرد من مشاعر الحب أو الكره فى حكمى على الشخصية حتى تكون النتيجة موضوعية، والمؤكد أن عملاً درامياً أو كتاباً واحداً لن يوفى لتلك الفترة أو الشخصية حقها الكامل.
■ منذ بدء عرض الحلقات جاء الهجوم على العمل، وعلى أدائك، خاصة فيما يتعلق باللهجة فى بعض المشاهد.. فكيف استقبلت الأمر؟
- أخبرتك أننى توقعت الهجوم منذ البداية، ولكن ما حدث بشأن اللهجة هو أنه عند تصوير مشهدين فى منزل «هيكل» بالأحداث، وكانا أول مشهدين، انفلتت بعض الأخطاء البسيطة فى جملتين أو ثلاث، ومرت علىَّ وعلى المخرج وعلى مصحح اللغة د. جلال عثمان، وكنا بصدد إعادة المشهدين فيما بعد، ولكن الوقت لم يسعفنا، فعرضا كما كانا، ولكنى أعتقد أن وجود خطأ عابر مثل هذا لا يعنى وجود مشاكل فادحة فى اللهجة تستوجب كل هذا الهجوم، فمثلاً وجود بعض الأخطاء النحوية فى جملتين أو ثلاث بمسلسل مثل «عمر بن عبدالعزيز» أو «هارون الرشيد» للنجم نور الشريف لا تعنى أن العمل به مشاكل فادحة، لذا أرى أن الأمر كانت به مبالغة كبيرة غير مستحبة.
■ كيف رأيت هجوم أسرة عبدالناصر على العمل، خاصة الدكتورة هدى عبدالناصر؟
- بداية أود أن أشير إلى أنه لم يسلم أى فنان قدم شخصية جمال عبدالناصر من هجوم أسرته، ولهم الحق فى ذلك من وجهة نظرهم المتعاطفة مع والدهم، لذلك لا أرى أن أسرة عبدالناصر تمثل معياراً لتقييم أى عمل تعرض للفترة الناصرية بحكم انحيازهم لأبيهم، أما بالنسبة لحديث الدكتورة هدى عبدالناصر، فلم يتضمن هجوماً على العمل ومستواه بقدر ما تم التركيز على رغبتها فى عدم التعرض لتلك الفترة، وهذا الموضوع الشائك، وعليه فأنا أتساءل: هل طلبت ذلك بناء على كونها ابنة جمال عبدالناصر أم كأستاذة للعلوم السياسية؟ فوفقاً للعلوم السياسية ينبغى ألا تترك فترة دون دراستها والتعرض لها يوماً بيوم، والسؤال الذى نطرحه من خلال العمل هو هل كان قرار الرئيس عبدالناصر بالوقوف على كل هذه الجبهات الداخلية والخارجية فى تلك الفترة قراراً حكيماً أم لا؟ لذا أقول إن هذا المسلسل هو خطوة مهمة فى مناقشة هذا العصر وخلفيات قراراته، لأن ملفات هذا العصر لا تزال مفتوحة حتى الآن، مثل العدالة الاجتماعية، والصراع على شكل الدولة، والعلاقات الدولية، وغيرها، وأرد على د. هدى عبدالناصر بأنه من حقنا مناقشة كل شىء كان له تأثير على حياتنا، وأن يكون دورها هو الرد والتصويب فيما يتعلق بالأحداث بالدلائل والأسانيد، وليس طلب عدم التعرض للفترة من الأساس.
■ ولكنها تحدثت عن أن المسلسل وراءه مؤامرة ورُصدت له ميزانية ضخمة من أجل تنفيذه.. فما تعليقك؟
- هذا الكلام بكل تأكيد غير صحيح، فلا توجد مؤامرة ولا توجد ميزانية ضخمة للعمل، بل تم تقديمه بميزانية متوسطة فى رأيى لا تتساوى مع كثير من الأعمال المعاصرة التى عرضت فى نفس الموسم، وفكرة المؤامرة مستبعدة تماماً، فالمؤلف محمد ناير كان مهموماً بالحقيقة التى تفيد وطنه، ويسعى للتأكد منها بكل تفاصيلها، وكان يدرك جيداً المسئولية الملقاة على عاتقه، وعليه تم العمل بهذه الطريقة من جانب كل عناصر العمل.
■ هل رأيت أنه من المنطقى أن تنهار علاقة إنسانية متينة وقوية بين عبدالناصر وعبدالحكيم عامر فى خضم العمل السياسى؟
- بكل تأكيد، فهناك علاقات أقوى من ذلك وتنهار بسبب أشياء تافهة كمشروع تجارى على سبيل المثال يفسد علاقة بين شقيقين، فما بالك بنظام سلطة وحكم وأحداث سياسية ممتدة التأثير فى العالم كله؟ لذا أرى أنه من الطبيعى أن تتحطم تلك العلاقة المتينة على مذبح السياسة.
■ هناك فريقان فى الكتابة للأعمال التاريخية، الأول يقضى بالالتزام الحرفى، والثانى يفترض جانباً من الأحداث يقرأ من خلاله التاريخ، فمع أى فريق أنت؟
- لست مع الالتزام الحرفى، فالعمل الفنى بوجه خاص ينبغى أن تكون هناك مساحة من الاجتهاد لقراءة الأحداث وسبر أغوارها، ولكنها ينبغى ألا تكون منفصلة عن الأحداث الموثّقة بل توجد بين دفتيها، ويجب أن تكون متسقة معها، فحتى فى فكرة التوثيق هناك العديد من الوثائق المتضاربة أو المتناغمة، لكن لا يمكن الجزم بالأحداث بشكل نهائى، وقد احترم المؤلف محمد ناير الوثيقة بشكل أساسى.
■ هل تراهن على إنصاف مسلسل «صديق العمر» فى فترات تالية؟
- بكل تأكيد، واثق أنه سيلقى استقبالاً مغايراً وإعادة قراءة تنصفه، مثلما حدث مع فيلم مثل «ناصر 56» الذى هوجم وقتها، والآن يتم اعتباره معياراً ومقياساً ويضرب به المثل، وكنت أتمنى أن يكون أحمد زكى بيننا ليرى النقد وبعض تعليقات الناس التى اختلفت بشأن العمل عما كانت عليه وقتها.
■ بالنسبة للشأن السورى.. هل ما زلت تؤمن بما يسمى الحوار الوطنى العميق؟
- أنا من أوائل من دعوا لذلك الحوار، وقلت إن الرئيس السورى اختار أسوأ السيناريوهات وهو المواجهة، وأن الحل الوحيد هو الحوار الوطنى العميق الذى يفضى فى النهاية إلى تغيير شامل فى الوضع السورى، وبالطبع فإن تكلفة هذا الحوار قبل ثلاث سنوات كانت أقل بكثير، وكان سيحتاج إلى مجهود أقل مما سيبذل من أجله الآن، لكنه ليس لنا بديل عنه، فالظرف الآن صار صعب، والتنازلات التى ستبذل ستكون كبيرة، وسقف المطالب ارتفع بشكل كبير، وأى نتائج لذلك الحوار سيكون تنفيذها من أصعب ما يكون، ولكن البديل لذلك الحوار رغم صعوبته، هو تدمير ما تبقى من سوريا، فقد وقفت منذ البداية ضد خيار حمل السلاح، وناديت بعدم التدخل الخارجى فى القضية السورية، حتى لا تصبح ورقة فى ملف دولى سميك، ونحن ندفع ثمن القرارات الخاطئة، والأمور الآن تدهورت وأصبحنا الآن فى منطقة عصية، والشعب السورى بكل أطيافه الموالية أو المعارضة دفع الثمن، وبات هناك استسهال فى الحديث عن بقاء أو عدم بقاء الوطن السورى.
■ متى تتوقع استجابة لهذا الحوار الدولى؟
- للأسف هذا الحوار لن يتم إلا بقرار دولى، لأننا كسوريين حوّلنا قضيتنا من وطنية إلى دولية، فبالتالى عندما تصل الأطراف الدولية إلى أنه من مصلحتها أن تهدأ الأوضاع فى سوريا فسيحدث ذلك على الفور.
■ هل تأمل أن ينطلق مشروع من مصر لاحتواء الأزمة العربية فى العديد من الدول ومنها سوريا؟
- كلنا نتطلع إلى ذلك، نطمح إلى دور مصرى فعال وإيجابى فى القضية السورية، ونعرف أنه من ثوابت السياسة المصرية أن سوريا تعتبر عمقاً استراتيجياً، وينظر لها على أنها من ثوابت الأمن القومى المصرى، لذا أثق أن مصر لن تتخلى عن سوريا.
■ هل تؤمن بنظرية المؤامرة؟
- أؤمن بها إلى أقصى حد، وليس فقط فيما يتعلق بالربيع العربى، وإنما منذ قديم الأزل، فلدىَّ قناعة بهذا منذ بداية اطلاعى على التاريخ، فى كل العصور، حتى الخلافة الإسلامية لم تبت ليلة واحدة دون مؤامرة، فطالما هناك جماعات سياسية لها مصالح وأهداف، فبالتالى المؤامرة موجودة ولن تنتهى، لأنه صراع وجود فى الأساس، والربيع العربى لم يكن بعيداً عن ذلك، بداية من تسميته المخادعة ب«الربيع»، رغم أن ما حدث فى الدول العربية كان استحقاقاً تاريخياً ينبغى حدوثه، بسبب السياسات التنموية الفاشلة فى الدول العربية، والفساد، وانتهاك حرمة القانون، والانفجار السكانى المتزايد، وملايين الشباب العاطلين، وغياب الهوية الثقافية، وغياب المشروع الثقافى، كل هذا خلق أرضية ممهدة للثورات ولإلقاء شرارة المؤامرة، لذا من الإجحاف أن نعتبر الملايين التى خرجت مطالبة بالتغيير مشاركة فى المؤامرة، ومن سيتصور ذلك سيحافظ على النار مشتعلة، والطريق الوحيد هو الاتحاد مع تلك القوى الشبابية الثورية المطالبة بالتغيير ومشاركتهم فى مشروع وطنى، ليكون ذلك هو الطريق الوحيد لبر الأمان.
■ هل نراك قريباً فى الدراما السورية؟
- أتمنى ذلك بكل تأكيد، وأود أن أخبرك أننى على مدار مشوارى الفنى كله لم أدق باب أى منتج لكى أعمل، ولكن فى العامين الأخيرين فعلت ذلك مع بعض المنتجين السوريين من فرط رغبتى فى تقديم عمل سورى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.