منذ أن وطئت قدماه مطار جون كينيدى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية فى أول زيارة له بعد توليه الحكم، وجدول أعماله لم يتوقف لحظة، تارة بالدعوات للقائه، وأخرى بترتيبات مسبقة، حضور متميز، ونشاط مكثف يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء مشاركته فى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ال69، فيما يعرف باسم «قمة المناخ». 35 مقابلة أجراها «السيسى» مع رؤساء وزعماء الدول المختلفة عقدها الرئيس المصرى فى لقاءات داعمة لعلاقة مصر بالدول الأخرى، وتحركات مثمرة كشفت عن زعامة وثقل الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى حرصت دول كثيرة على مقابلته وتقديم الدعوات له لزيارتها، لتتصدر مصر المشهد من جديد، وتصبح لقاءات الرئيس المصرى محط أنظار الإعلام فى الداخل والخارج. تظل العلاقة المصرية الأمريكية محل اهتمام الكثيرين، خاصة فى ظل المواقف الأخيرة للإدارة الأمريكية ضد مصر بعد أحداث 30 يونيو، لكن الرئيس السيسى يعيد بناءها بشكل جديد، تفرضها لقاءاته المهمة التى عقدها مع عدد من السياسيين الأمريكيين المخضرمين وأعضاء الكونجرس الأمريكى وممثلى الرأى العام، من بينهم هنرى كيسنجر، مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق، ومادلين أولبرايت، وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة السابقة. ورغم أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما لم يعلن عن نيته مقابلة نظيره المصرى قبيل مشاركته فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإنه أعلن عن رغبته فى اللقاء، لتجدد الدعوة العلاقة بين البلدين والتى يصفها «السيسى» بأنها قائمة، ولكنها تشهد بعض التجاذبات، فهى علاقة استراتيجية امتدت لثلاثين عاماً. لقاءات «السيسى» لم تكن فى إطار دعم العلاقات الدبلوماسية فقط، لكنها تطورت إلى العلاقات الاقتصادية التى توجها بطرحه لمشروعين عملاقين بمصر أثناء لقائه بعدد من أعضاء مجلس الأعمال للتفاهم الدولى، برئاسة بيتر تشانسكى، حيث يضم المجلس فى عضويته عدداً من كبريات الشركات الأمريكية على مستوى العالم فى مجالات الاستثمارات المالية والبنوك والطاقة والخدمات البترولية والزراعة والصحة والفنادق والطيران، وذلك بحضور وزيرى التموين والتجارة الداخلية والاستثمار، وكذلك مقابلته لرئيس المنتدى الاقتصادى العالمى، كلاوس شواب. «السيسى» الذى ألقى كلمة باسم المجموعة العربية أمام القمة فى الجلسة الافتتاحية لقمة المناخ 2014، وألقى كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تلقى دعوات من 13 دولة بالزيارة، والتقى بعدد من رؤساء وزعماء الدول أهمها لقاؤه مع رئيس وزراء إثيوبيا، الذى أبدى للمرة الأولى تفهمه من مخاوف مصر تجاه بناء سد النهضة، مؤكداً على التزامه التام بما تم الاتفاق عليه فى «مالابو»، من حيث عدم الإضرار بمصالح مصر المائية وتفهم مصر للاحتياجات التنموية الخاصة بإثيوبيا.