أقص عليكم اليوم قصة قصيرة -فأنا أحب رواية القصص- وتدور أحداثها عن ابتزاز رجال الأعمال الذى أصبح صناعة رائجة عند البعض حالياً خاصة فى مطبوعات بئر السلم والمواقع «الوقيع». ويحلو لوالى عكا الشهير بالريس «عسال» أن يستأجر من هؤلاء المبتزين أعداداً وأعداداً يدورون فى فلكه طالما أن هؤلاء الناس جعلوا من شرفهم شيئاً شبيهاً بالسينما؛ يعنى اللى يقطع تذكره يدخل. ولِمَ لا ووالى عكا نفسه يفعل الشىء نفسه؟ ألم يكن عرّاب دخول أجانب إلى قطاع حيوى مهم يخدم الإعلام؟ ألم يسافر على طائرة الثرى الذى يملك شبكة إعلامية تمويلها من جيب علية القوم فى بلده وأرباحها له وحده؟ ألم يفاوض حتى فتح الباب لذلك الأجنبى قبل أن يتمكن المصريون الغيورون على وطنهم ورزقهم من إخراج الأجنبى قبل أن يعود ويحاول مع جهة مصرية هى الأعرق فى مجالها وذلك بإشراف والى عكا الشهير بالريس عسال؟ فلما فسد المخطط الخبيث ثانية بدأ فى تشويه صورة الجهة العريقة التى كان يعمل بها وصاحبة الفضل عليه وعلى غيره؟ آخر عمليات الابتزاز كلف بها الريس عسال شخصاً يقال له «قفة» فى مطبوعة توزيعها ضعيف ويرأس تحريرها شخص يقال إنه مناضل وإنه مقرب. لكن المعلومات عندى أنه يرسل مقاله ويتقاضى راتبه والسلام. حاول المأجور فى تلك المطبوعة سابقاً أن يعمل لدى رجل أعمال فرفض الرجل مرات ومرات. ووجد تحريض الريس عسال له هوى فى نفسه فانطلق يشوه أكثر من رجل أعمال لكنه عاد فاقتصر على أحدهم هذا الأسبوع، ويبدو أنه حصل على مكاسب من الآخر. أمثال هؤلاء لا يستحقون الحياة. فالحياة عندهم اقتصرت على مبدأ «أبّجنى تجدنى». عسال وتابعه قفة هذا لن يجدوا طريقاً إلى ابتزاز الشرفاء. وستسألنى سؤالاً بديهياً الآن: ولماذا يستأجر الريس عسال قفة؟ وأى ابتزاز يريدون؟ الحقيقة أن رجل الأعمال هذا الذى تشوه صورته ويجرى ابتزازه والهجوم عليه بلا هوادة أو رحمة هو الذى أفشل كل ما سبق من مشاريع الخيانة للريس عسال والى عكا؟ تذكرون والى عكا الخائن الذى فتح الباب أمام الغزاة الصليبيين بينما كان القائد العظيم صلاح الدين الأيوبى يقود جيوش العرب دفاعاً عن الأرض والعرض والمقدسات؟ إذن فإفشال مخططات والى عكا الواحد تلو الآخر وقلب نجاحاته الجزئية فى إنجازات الخيانة يوجع عسال أيما وجع. ما العمل إذن؟ الحيلة القديمة السافلة: اغتيال الشخصية وبيد قفة الذى يقتصر ثمنه على المبلغ الشهرى الذى يدفعه له. لقد جاء لرجل الأعمال -الذى يحتسب كل ذلك عند الله ويرد قانونياً على تلك الأشكال الضالة- عروض ليبيع ما لديه أو أجزاء منه. ولأنه غيور ويرى المخطط الخبيث وينذر كل الناس من تحققه كما كان «سلامة» يفعل منذراً من التتار فى فيلم «وا إسلاماه» رفض الرجل البيع لأى جنسية من خارج مصر رغم أنه لو كبر دماغه سيرتاح من كونه وقلة قليلة فى مجاله عاهدوا الله على سد منافذ التسلل الأجنبى إلى صناعتهم. رفض رجل الأعمال الذى أسمّيه «سلامة»، وهو له من اسمه صفات ونصيب بإذن الله، أن يهادن أو يبيع وعينه فقط على إنقاذ «جهاد» من أيدى التتار. ومثل هذا «السلامة» سيجد عوناً من ربه ومن مخلصين يؤمنون برسالته. وعلى الديوان الجديد أن ينتبه قبل أن تتغلغل مقدمة التتار وأمثال والى عكا الشهير بالريس عسال وتوابعه القفف والطراطير وتبشر بالغزو المقبل فيؤمن بهم الناس تحت ضغط العوز والحاجة، حينها لن يجد الديوان سلاحاً أو عصا فى أيديهم وسيكون يوماً لا ينفع فيه الندم. أقول هذا من وازع التطهر الذاتى والتبرؤ من كل من يفعل كوالى عكا وتابعه قفة.