ليس من نجوم الشباك الذي تتصدر أسماءهم الأفيش، ولا الفتى الوسيم، الذي يتهافت عليه المنتجين والمخرجين ليكون بطلا لأعمالهم، ولكنه كوميديان من نوع خاص، يطل على الشاشة لدقائق معدودة، فتجد البهجة، بأفيهات مصنوعة بحرفية، يغني الموال الشعبي فيصفق له الجميع، فهو "زكريا الدرديري" مدرس الرياضيات والفرنساوي بمدرسة "عاشور"، و"المعلم أجرني" حانوتي الشباب، الذي يريد دعايا لمكتبه تهز المقابر، والدكتور "عبد ربه"، الذي يدخن السجائر في غرفة العمليات، وينسى هاتفه بجوار رئة المريض، إنه المبدع الراحل يوسف عيد. ولد يوسف عيد يوسف عيد في حي الجمالية بالقاهرة، في 15 نوفمبر عام 1948، وحصل علي الثانوية الأزهرية، إلا أنه اتجه للتمثيل، وظهر في سهرات تلفزيونية ومسلسلات في السبعينات مثل "موعد في الإنعاش" و"سلمات يا سلطان بيه"، و"مسلسل يوميات نجاتي المسحرايت"، كما شارك بأدوار صغيرة في مسرحيات "انتهى الدرس يا غبي"، و"نحن لا نحب الكوسة". "عيد"، له رصيد من الأعمال االفنية بلغ 200 عمل، فوقف أمام عمالقة الفن، فشارك مع "الزعيم- عادل إمام" في أعمال كثيرة، منها: "الأفوكاتو، والنمر والأنثى، وعصابة حمادة وتوتو، وخمسة باب، وبخيت وعديلة، ورسالة إلى الوالي، والتجربة الدنماركية"، كما ظهر مع "أحمد زكي" في "ضد الحكومة، واضحك الصورة تطلع حلوة". قد لا يعرف البعض اسم "يوسف عيد" كنجم شباك، ولكنهم يضحكون بمجرد رؤيته، ويحفظون أفيهاته، ومواويله الكوميدية، فهو الممثل، والمغني الشعبي، الذي امتلك أيضا موهبة المونولوجست في عمل الاسكتشات الكوميدية، وتقليد الفنانين الكبار ببراعة، ليرحل المعلم "أجرني" في صمت ودون دعاية.