اعتدنا من "العم سام" دائمًا أن يكون متقلب الطباع، تتغير السياسات تبعًا للمصلحة، ففي الحرب العالمية الثانية تحالفت واشنطن مع الاتحاد السوفييتي لتحطيم ألمانيا النازية، ثم تنقلب أمريكا على الروس لمدة خمسين عامًا فيما عرف ب"الحرب الباردة"، وتدعم واشنطن المجاهدين في أفغانستان ضد القوات السوفيتية، وما إن يسقط الاتحاد السوفييتي حتى تعلن أمريكا الحرب على أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة لأكثر من ربع قرن، وتقتل بن لادن في باكستان. وتستمر السياسة الأمريكية المزدوجة المتغيرة، فها هي تدعم المعارضة السورية ضد بشار الأسد، ثم تتجه- ولو بشكل غير مباشر- لتساعد بشار الأسد في القضاء على "داعش" التي هي جزء من المعارضة المسلحة، وتفرض واشنطن وحلفاؤها العقوبات على إيران، ثم تنسق مع إيران في الحرب على "داعش" التي تهدد الحكومة العراقية والحدود الإيرانية. الجميع أصبح يتعامل مع الأمريكيين بشك وحذر وخوف، فالولايات المتحدة لا تفقه إلا لغة المصلحة فقط حتى وإن تحالفت مع الشيطان نفسه لتقتل أعز حلفائها، في حالة لو كان "الشيطان" يحمل "المصلحة" للبيت الأبيض.