لوحت السلطات الدينية الإيرانية بنيتها إقامة ما تصفه ب«مراسم البراءة من المشركين فى موسم الحج» والتى يتم خلالها إطلاق «الصيحات» وغالباً ما يتخللها تنديد بالولايات المتحدة وإسرائيل، فيما أكد أستاذ علم الاجتماع السياسى السعودى، د.خالد الدخيل، ل«الوطن» أن طهران تحاول التغطية على ما يحدث فى سوريا بتلك التصريحات. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، أمس الأول، عن مندوب الولى الفقيه في شئون الحج والزيارة والمشرف على الحجاج الإيرانيين، حجة الإسلام سيد على قاضى عسكر، قوله إن إقامة أربعة مراسم لدعاء كميل في المدينةالمنورة ومراسم البراءة من المشركين فى عرفات جزء من برامج بعثة قائد الثورة الإسلامية فى موسم الحج القادم، معرباً عن أمله بأن تتمكن البعثة من إقامة ما وصفها ب«برامجها الثقافية» بشكل جيد خلال الحج عبر «تعاون الدولة المستضيفة وفى إطار الاتحاد مع المسلمين فى العالم»، على حد تعبيره. وكان وزير الحج السعودى، بندر بن محمد حجار، قد شدد فى الآونة الأخيرة على أن المملكة تمنع أى شعارات سياسية يتم استخدامها أو رفعها خلال مناسك الحج والعمرة، وأضاف أن وزارة الحج «سوف تناقش هذا الموضوع مع بعثات الحج الخارجية هذا العام مع أخذ توقيعاتهم على اتفاقيات ومحاضر لأنظمة المملكة التى تمنع رفع الأعلام والشعارات السياسية». من جانبه، يرى أستاذ علم الاجتماع السياسى السعودى، د.خالد الدخيل، أن طهران تسعى عبر هذه التصريحات إلى التغطية على الأزمات السياسية التى تلاحقها لا سيما ما يحدث فى سوريا، مستبعداً، فى اتصال مع «الوطن»، أن يكون الهدف منها هو استفزاز «الرياض». ويوضح الدخيل أنه من غير المنطقى أن تسمح السعودية، التى تستقبل كل عام ما يقرب من ثلاثة ملايين حاج، برفع شعارات سياسية فى موسم الحج؛ لأنه سيتحول إلى «فوضى»، مؤكداً أن السعودية لن تمنع الحج الإيرانى وليس من حقها فعل ذلك إلا فى ظروف استثنائية. يذكر أن مراسم «البراءة من المشركين» التى بدأت فى عهد قائد الثورة الإسلامية الإيرانية، روح الله الخمينى، كانت قد أسفرت عن سقوط المئات من القتلى والجرحى معظمهم من الإيرانيين بعد صدامات دامية بين البعثة الإيرانية وقوى الأمن السعودى عام 1987 الأمر الذى دفع طهران إلى مقاطعة موسم الحج لعدة سنوات.