ظهرا متصارعين على الشاشة، يمثل كل منهما جانبا مختلفا عن الآخر، ففريد شوقي كان نصير الغلابة والمقهورين والبطل الشجاع الذي يضرب الأشرار، بينما كان محمود المليجي «الشرير» الذي تنتهي الحكاية بهزيمته أمام البطل، لكن الصراع الذي عاشاه على الشاشة لم يكن له وجود في الواقع، حيث كان «ملك الترسو» و«شرير الشاشة» صديقين قريبين للغاية، يلتقيان ويتناولان قهوتهما ويتحدثان في أمور الفن وأحواله. كنت باخد اللي «يفيض منه» لم يبدأ فريد شوقي الذي تحل اليوم الذكرى ال101 لميلاده، حياته الفنية بأدوار البطولة، بل بأدوار «البطل الثاني» أو «السنيد»، وقال عنها في حوار قديم مع التلفزيون المصري، أجرته الإعلامية الراحلة ملك إسماعيل، أنّ معظمها كان «ما يفيض من محمود المليجي»: «المليجي عمل حوالي 750 فيلم، وكان كل شهر بيشتغل 4 أو 5 أفلام، ولأن مكانش عنده وقت كان بيفيض منه أدوار كتير أوي، كان يقول للمنتجين في ولد جديد اسمه فريد ابن حلال وشاطر وأجره قليل وهيعمل المطلوب، وفعلا كنت باخد اللي يفيض منه». فريد شوقي والمليجي.. وسر «شباك التذاكر» في العام 1952، قرر فريد تغيير دفّة حياته الفنية، وبدأ إنتاج أفلامه بنفسه، والتي كان باكورتها «الأسطى حسن»، وكان محمود المليجي عضوا أساسيا في معظم الأفلام التي أنتجها: «الموزعين وشباك التذاكر كانوا بيشترطوا وجود المليجي وفريد شوقي سوا، مكانش حد بيسأل مين البطلة معانا، المهم نكون موجودين، كنا بنكمل بعض، كبرنا سوا واتشهرنا سوا، وشغلنا نجح على المستوى المادي والفني والتجاري، وكنا ملازمين لبعض». «خجول» ولم يسبّ أحدا كان فريد والمليجي ملازمين لبعضهما طوال الوقت، حيث ضمّت عمارة واحدة مكتبيهما، وكانا يلتقيان في كل مكان، أمام الأسانسير وعلى السلم وفي الاستوديو، كما كانا بحسب فريد يلتقيان دائما لتناول القهوة والتحدث في أمور الفن والوجوه الجديدة والسينما، ورغم أدوار الشرّ التي تميّز المليجي في أدائها، لكن كان في الحقيقة «خجول» للغاية بحسب فريد: «عمري ما شفته بيشتم حد أو يزعق لحد، كان منطوي ومهذب، وأثبت وجوده بموهبته الكبيرة اللي اتكلم عنها العالم كله بعد فيلم الأرض، المليجي مش هيتعوض».
