أساتذة التاريخ عن الجمهورية الجديدة: قوة مصر تكمن في جيشها

نظمت مكتبة الإسكندرية، اليوم الأربعاء، الجلسة الأولى من ملتقى «مصر الغد: الجمهورية الجديدة نموذجاً»، وجاءت بعنوان «الجمهورية الجديدة ومفهوم المشروع النهضوي في التاريخ المصري الحديث والمعاصر»، تحدث فيها الدكتورة لطيفة سالم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة بنها، والدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة، والكاتب الصحفي أحمد الجمال.
التجربة النهضوية في عهد محمد علي مفتاح لتجارب أخرى
وتحدثت الدكتورة لطيفة سالم عن التجربة النهضوية في عهد محمد علي، التي اعتبرتها مفتاحاً لتجارب أخرى جاءت بعده، وأكدت أن محمد علي كان له شخصية فريدة شكلتها في البداية التحاقه بالعسكرية، لافتة إلى أنه تمتع بالذكاء الشديد والقدرة على التمييز، كما أنه كان متعدداً الثقافات، وتمتع بمهارة سياسية كبيرة.
وتطرقت الدكتورة لطيفة سالم إلى مشروع محمد علي النهضوي، الذي كان للجيش جزء كبير فيه، حيث استطاع أن يربط بين المواطنة والجندية، لافتة إلى أن محمد علي اهتم بالزراعة والصناعة والإدارة، وأنشأ الدواوين، واهتم بالقضاء، وأنشأ المحاكم الشرعية، كما أنه اهتم بالتعليم وإرسال البعثات والمدارس العسكرية والترجمة.
الخديوي إسماعيل خير نموذج للصورة النمطية
وفي كلمته، تحدث الدكتور محمد عفيفي عن تجربة التحديث في عهد الخديوي إسماعيل، قائلاً إن الخديوي إسماعيل يعد خير نموذج للصورة النمطية في العقل الجمعي، حيث خرج لنا في الدراما على أنه شخص عابث، مما يُعد مشكلة كبيرة، لأن جمهور المؤرخ محدود عكس الدراما.
وأكد أن الخديوي إسماعيل كان له تجربة غيرت فلسفة ونمط الحكم، وكان أولها تغيير مقر الحكم إلى قصر عابدين، والانتقال إلى المدينة، كما أنه أنشأ مجلس شورى النواب.
«القاهرة الخديوية» أهم مشروعات الخديوي إسماعيل النهضوية
وأضاف أن أهم مشروعاته النهضوية كانت تطوير القاهرة، من خلال إنشاء عاصمة جديدة، وهي «القاهرة الخديوية»، وهنا ظهر نمط العاصمة الجديدة، وهو تغير في الحياة المصرية كلها.
ولفت إلى أن الخديوي إسماعيل أدرك أن قوة مصر تكمن في جيشها، والحفاظ على منابع المياه، فبدأ عصراً جديداً بإعادة بناء الجيش المصري، ودعم حروبه في الجنوب للدفاع عن منابع النيل.
تجربة التنمية والتحديث في عهد عبد الناصر
من جانبه، تحدث الكاتب الصحفي أحمد الجمال عن تجربة التنمية والتحديث في عهد عبد الناصر، وثمار ثورة يوليو التي تعطي للوطن عطاءً غير محدود حتى الآن، مؤكداً أن أهم مكتسبات الثورة كانت الانتقال من الملكية إلى الجمهورية، ورفع شعارات مثل «كلنا سيد في ظل الجمهورية».
وأضاف أن مصر عرفت «التخطيط» لأول مرة، حيث تم وضع خطط خمسية وعشرية وخطط اقتصادية استهدفت مضاعفة الدخل القومي، لافتاً إلى أن ثورة يوليو أحدثت تغييراً في التركيب الاجتماعي، فالهرم الذي كانت قمته ضيقة للغاية، سمح بصعود الطبقة الوسطى المصرية إلى ما صارت إليه.
وأوضح إن مصر أحدثت في هذه الحقبة توازناً بين البحر والنهر، بحيث تدافع عن أراضيها عن طريق البحر بحيث لا يأتي إليها المحتل، وأن تتماسك من حول النهر بالبناء والتعمير، وبهذا تماسكت مصر وتوازنت وانطلقت في دورها الإقليمي.
وأكد الكاتب الصحفي أحمد الجمال أن التعليم يعد مفخرة الحقبة الناصرية، حيث شهدت مشروعاً تعليمياً نهضوياً، إلى جانب الاهتمام بالآداب والإعلام وإنشاء المعاهد والأكاديميات، ولفت إلى أن أحد أهم ثمار هذه الحقبة هي حسم قضية التحديث والتنوير بالاتجاه للأزهر والمشايخ المستنيرين، مما أحدث حراكاً في الأزهر، يتجه نحو نوع آخر من التعليم، بحيث يصبح التعليم الفقهي متخصصاً.